أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - معارضو النظام هم وطنيون














المزيد.....

معارضو النظام هم وطنيون


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6468 - 2020 / 1 / 18 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



*تقريبا كل مجموعة اوامر للجيش الاسرائيلي وكل قرار حكم للمحكمة العسكرية في عوفر هي تحريض على العنف. ومثلها ايضا تقريبا كل قرار لمجلس "يشع"، عدد من قرارات الحكومة وكل كلمة تشجيع للمستوطنين. كل ذلك هو تحريض على العنف*



في المحكمة في براليمني في قبرص وفي محكمة الصلح في القدس سجلت أول أمس مظاهر احتجاج شجاعة تستحق التقدير، لمن لا يتفقون مع ظلم الوطنية المصطنعة ومستعدون ايضا لدفع ثمنها. الوطنيون في اسرائيل غير مستعدين لقبول افعال المعارضة للدولة ومؤسساتها، أو حتى المواطنين الاسرائيليين في الخارج. بالنسبة لهم، القومية تغطي على كل شيء، بما في ذلك الجرائم.

ولكن بين عشرات الاسرائيليين والاسرائيليات الذين جاءوا أول أمس الى قبرص من اجل التماهي مع الشابة البريطانية، التي تمت ادانتها باختلاق عملية الاغتصاب الجماعي من قبل عدد من الشباب الإسرائيليين، وبين يونتان فولاك الذي تم اعتقاله في اعقاب شكوى قدمتها جمعية "حتى هنا" بسبب مهاجمة الجنود، يمر خط مباشر- خط الشجاعة والانسانية. الانتماء القبلي والقومي لا يقف لديهم فوق القيم العالمية التي يلتزمون بها اخلاقيا. وفي لحظة الاختبار هم مستعدون للوقوف ضدها باسم قيم اكثر اهمية من أي انتماء.

المتظاهرون في قبرص هم بالتحديد انقذوا كرامة اسرائيل لأنهم تجرأوا على الخروج ضد اسرائيليين قبيحين، حتى في الخارج. لقد سبق وقيل كل شيء عن علامات الاستفهام المقلقة حول ما حدث في آيا نافا، لكن تحويل الضحية الى مجرمة، والجبناء في اسرائيل الى ابطال، يجب أن يثير كل صاحب ضمير. المتظاهرون في براليمني لم يغضبوا فقط من اعماقهم، بل هم قاموا ايضا بالفعل. وهم في الحقيقة لن يدفعوا عن ذلك ثمن مثل فولاك، لكنهم يستحقون التقدير.

فولاك دفع وسيدفع الكثير. فقط الثمن القليل المطلوب منه تم ذكره في مقال له نشره في "هآرتس" أول أمس. مثل المتظاهرون في قبرص ايضا هو ينقذ كرامة اسرائيل، لكن لم يكن هذا هو قصده. فمعارضته النشطة والمستمرة للاحتلال ودعوته لتجاوز الخطوط، هي المواد التي منها يصنع الابطال. حتى الاونة الاخيرة كان يمكن أن نكون على قناعة بأنه بعد انهاء الاحتلال سيتم تذكر فولاك أكثر بكثير من المدعين ضده ومن قاموا باعتقاله ومن القضاة.

فولاك هو الابيض الذي انضم بشكل فعال لنضال السود. هؤلاء هم الآن أبطال جنوب افريقيا- منهم بالمناسبة، عدد غير قليل من اليهود- والصامتون والمتعاونون ومرتكبو جرائم الابرتهايد والوطنيون سيتم ذكرهم بالسوء الى الأبد. في اسرائيل لا يمكن الوثوق حتى بذلك: عندما يسير التاريخ بسرعة وبصورة وحشية نحو انتصار المستوطنات والاحتلال، ربما الى الأبد، لا يمكن أن نضمن حتى هالة المستقبل لابطال اسرائيل الذين يعتبرون خونة. ولكن فولاك هو بطل.

يوجد شك حول مهاجمته لجنود الجيش. وحتى لو أنه فعل ذلك فان هذا العنف لا يمكن مقارنته في أي يوم بعنف الشرطة في دولته التي يحاربها. عندما يقوم عميت سيغل بالتغريد بصيغة القانون ضد التحريض على العنف، وهي مخالفة حكمها خمس سنوات سجن، فانه يتجاهل بشكل متعمد كل من يحرض على عنف الدولة وعلى عنف الافراد الكامن في مجرد افعال الاحتلال.



لا توجد أي لحظة لا تستخدم فيها الدولة ومبعوثيها العنف. ولا توجد أي لحظة لا يقوم فيها اليمين وفروعه بالتحريض على العنف وتشديده. من "الموت للعرب" وحتى الدعوة لبناء المزيد من المستوطنات. من "اسمحوا للجيش بالانتصار" وحتى "الخليل دائما والى الأبد"، من "كهانا كان على حق" وحتى "يجب تسوية غزة" و"اعادة لبنان الى العصر الحجري"، من "رغفيم" وحتى "حتى هنا"، كل ذلك هو تحريض لعنف مؤسس ومتواصل برعاية من الدولة والاعلام، خادمها.

تقريبا كل مجموعة اوامر للجيش الاسرائيلي وكل قرار حكم للمحكمة العسكرية في عوفر هي تحريض على العنف. ومثلها ايضا تقريبا كل قرار لمجلس "يشع"، عدد من قرارات الحكومة وكل كلمة تشجيع للمستوطنين. كل ذلك هو تحريض على العنف. سيغل تذكر لسبب ما قانون التحريض فقط ازاء فولاك، معارض النظام. ولكن ألا يوجد في قلب أي شخص أي شك حول من هو البطل الحقيقي ومن هو المحرض الحقيقي على العنف.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهود هم نفس اليهود
- نعم، اقتل
- ما الذي حققتموه؟
- فقط اليهودي يمكنه أن يكون اسرائيليا
- اطردوني
- عيد ميلاد حزين
- موسم قطف الزيتون الاخير في الولجة
- فتاتنا
- جميعنا وسط
- من فضلك، قُم بالضم
- هل كان الوضع جيد قبل نتنياهو
- محفظة غانتس اللامعة
- ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا
- متلازمة العيسوية
- شركة الاحتلال للانتاج
- علينا الإصغاء الى مانديلا
- معالجة العنصرية بكل أشكالها
- على قدم واحدة
- -صرخة من غزة-
- أيادي ملطخة بالدماء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - معارضو النظام هم وطنيون