|
ماذا نريد من اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ؟
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:05
المحور:
الادب والفن
الاخبار الطيبة القادمة من السويد ، تحمل الكثير هذا الاسبوع . في صدارتها ، بالنسبة لي ، يقف خبر انعقاد المؤتمر الاول ل ( اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ) كخبر مفرح يحمل الكثير من الامال الطيبة . هذا المؤتمر الذي تابعت باهتمام ومن فترة سعي مجموعة طيبة من المثقفين العراقيين ، الذين شكلوا اللجنة التحضيرية ، وجهودهم للم شمل مبدعي الكلمة من العراقيين ، المقيمين في دولة السويد ، في اطار مهني واحد ، يوحد نشاطاتهم وفعالياتهم وجهودهم من اجل اهداف سامية. وقبل ان يصدر المؤتمر بلاغه عن نجاح اعماله وتفاصيله ، استبق الامور لارسل تهاني الحارة ، لكل الاخوة ، الاربعين مندوبا ، الذين وصلوا من مختلف المدن السويدية ، ليمثلوا زملائهم ، وليساهموا بحيوية وبروح ديمقراطية في النقاشات والمداولات ، والتي انتهت باقرار العديد من الوثائق المهمة ، وايضا انتخاب ، وبالاقتراع السري ، هيئة ادارية لتقود العمل . والمعلومات الاولية تشير الى المندوبين جاؤا تمثيلا طيبا لكل مكونات الشعب العراقي ، وهناك حضور لافت للمرأة في المؤتمر. من سنين طويلة ، وحتى قبيل سقوط النظام الديكتاتوري المقبور ، والدعوات تتوالى لايجاد اطار مهني شامل للم شمل المثقفين العراقيين ، المقيمين خارج الوطن ، وفشلت كل الجهود المبذولة لعقد مؤتمر هنا او هناك ، ولاسباب عديدة وبعيدة عن الثقافة والهم الثقافي . واجد هنا ان النجاح في عقد مؤتمرات للمثقفين العراقيين في هذه الدولة او تلك ، يبدو واقعيا وعمليا ومن الممكن انجازه عند توفر الارادة الطيبة والشعور العالي بالمسؤولية تجاه الوطن وهموم الثقافة العراقية ، بعيدا عن الروح الفردية وحب الاستئثار بهذا الموقع او ذاك . هذه الاتحادات "المحلية " سيكون من السهل لمها وجمعها في اطار واحد شامل ومتين ورصين لعموم المثقفين العراقيين في الشتات العراقي . وهذا واحد من الاسباب التي تجعلني ادعم شخصيا اي توجه ديمقراطي ، غير مسيس من اجل لم شمل المثقفين العراقيين خارج الوطن ، في اطار مهني ، يعمل في سياق نشاط منظمات المجتمع المدني ، بعيد عن امراض السياسة العراقية ، الموروثة او الجديدة . هنا اصل الى نقطة اجد من الضروري الاشارة والتأكيد عليها ، وهي ان المثقف العراقي ، وحتى الذي لا يزال خارج اطار اي منظمة ثقافية ، مثل (اتحاد الكتاب العراقيين في السويد) ، فأن ما يجذبه مستقبلا الى هذا الاتحاد ليكون ممثلا حقيقا له ، ليس خطابه السياسي ، الذي سينافس فيه الاحزاب السياسية ، وهي من الكثرة في العراق ، بحيث صارت لدينا ازمة في الاسماء والشعارات ، وانما خطابه الثقافي ، وبرامجه الثقافية ، ونشاطاته المهنية ، وعندها سيترك هذا المثقف بطاقته الحزبية في داره ليتوجه الى منظمته المهنية ليساهم بحرارة في نشاطاتها وعملها ، والذي يصب كتحصيل حاصل في مجرى خدمة الوطن ومستقبله الديمقراطي . ان تجربة المنظمات المهنية العراقية تشير الى ان واحد من اسباب اخفاقها في ان تحافظ على فعاليتها هو ابتعادها عن هويتها المهنية ، والوقوع في فخ العمل السياسي المباشر ، فكان واحدا من اسباب عزوف العراقيين عن الانضام اليها . ان الوقوع في مطب منافسة الاحزاب السياسية في العمل والنشاطات ، سيحول منظمة مثل (اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ) الى منظمة ظل لهذا الحزب او ذاك ، وسيحول ناشطي هذا الاتحاد الى دعاة سياسين ، وستنتقل اليه كل امراض السياسة ، فتختلط الاوراق وتضيع البرامج . ان واقعنا العراقي القاسي ، فرض على المثقف العراقي ان يتراجع كثيرا ليتقدم السياسي عليه ، وليتحول المثقف الى مجرد تابع اعلامي له . وفي الظروف الجديدة ، ومع زوال النظام الديكتاتوري ، فان الفرصة ممكنة للمثقف العراقي ان يتقدم ليأخذ دوره الحقيقي في عملية اعادة بناء الوطن والانسان العراقي ، ومن هنا تبرز اهمية الاطر المهنية الديمقراطية للم شمل المثقفين وتوحيد جهودهم ، ولكن ومن البداية نتمنى ان تعمل وفق الاسس الصحيحة وتبتعد عن المطبات التي ستعيق عملها . اننا ننتظر من (اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ) ان يطلعنا وبشفافية عالية بين الحين والاخر ليس على عدد المظاهرات التي ساهم فيها وانجزها ، وليس على بيانات التضامن مع هذا الحدث السياسي او ذاك ، بل عن عدد المنجزات الثقافية التي ساهم بتنظيمها ، من ندوات ثقافية في الادب والفنون ، وكم حفل توقيع كتب لاعضاء الاتحاد ساهم بدعم طباعة كتبهم ، وكم كاتبا ساهم في توفير الظروف المناسبة له لانجاز بحث اكاديمي او كتاب ابداعي ، وان يعلن لنا تقاريرا مفصلة عن مساعدة اعضاءه المرضى ورعايتهم والاهتمام بشؤونهم ، وعن الحقوق المهنية لاعضاءه التي استطاع ان يحققها ، وعن مجلته الخاصة التي ستصدر ليس كمنشور سياسي يتلف بعد قراءته ، وانما تحفظ كمصدر ثقافي فكري تنفع عند الدارسة والبحث ، وغير ذلك كثير مما يمكن انجازه بالاستفادة من امكانية التنسيق مع المؤسسات الثقافية السويدية من خلال تقديم مختلف المشاريع الثقافية ، التي بالتأكيد ستحضى بالدعم المناسب حين يلمس السويدين جديتها واهميتها ، وفي هذا الامر بالذات لنا عبرة حسنة في النشاطات الاجتماعية المتألقة لاتحاد الجمعيات العراقية في السويد . ثانية كل التهاني لاعمال مؤتمر (اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ) ، وباقة ورد معطرة بالامنيات الطيبة عن عتبة باب كل من ساهم بانجاح هذا المنجز الواعد الخلاق .
سماوة القطب 30 ايار 2006
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعالوا نحتفي معا بحفيد امرئ القيس !
-
هل حكومتنا الدائمة ، حقاً ، حكومة - قوس قزح - ؟
-
المعرض الشخصي الخامس للفنان العراقي عبد الامير الخطيب
-
متى سيخرج علينا السيد وزير الداخلية ليخبرنا بذلك ؟
-
ما يجمع جورج بوش ورجال السياسة العراقيين !
-
في الذكرى 72 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي : صهيل الفرح في وا
...
-
حكاية احتفال في ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي تحت غيوم ال
...
-
الذكرى 72 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : الأنتماء للوطن الحر
-
أفلام توم وجيري !
-
لماذا تحولنا الى شعوب لا تقرأ ؟
-
الطائفية : صدام حسين بذر ، بول بريمير سقى ... من يوزع الثمار
...
-
حول الأداء الإعلامي للفضائيات العراقية
-
الممارسات الرخيصة القديمة الجديدة !
-
صورة الدم
-
من المستفيد من غلق فضائية الفيحاء ؟
-
رحيل مناضلة فنلندية صديقة للشعب العراقي
-
الانتخابات الرئاسية الفنلندية : فوز تاريا هالونين مرشحة اليس
...
-
السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها
-
اوراق عائلية 3 : أنا وزوجتي والكلاب
-
هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟
المزيد.....
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|