خالد محمد النوباني
كاتب
(Khaled Mohamad Alnobani)
الحوار المتمدن-العدد: 6465 - 2020 / 1 / 15 - 21:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في بعض الأحيان نجد أشخاصا في حياتنا الواقعية، أناسا قد غيروا مسار خطوطهم المعتادة من النقيض الى النقيض، دون أن نرى سببا مباشرا واقعيا لذلك. هناك أدوار يجب أن تلعب بغض النظر عن اللاعبين لذلك نرى تصريحات تنتقل بين فرقاء متنافرين مع أنهم قبل برهٍ قصيرة كانوا متحابين متصافيين. ان هذا ينشر الاحباط و التقاعس و انكار الذات، فكل شيء محجوز و لا داعي للمشاركة. فإذا تطلب موقف الرأي العام إصدار بيان بنبرة و أسلوب و نغمة و لغة معينة فإنه يصدر لكن يكون مصدر الإستغراب مصدر هذا البيان، فهذا ليس دوره و لا وقته. لذلك تسير الأمور في جدول زمني فانتازي لا يُعرف له اتجاه.
ان حياتنا في هذا المجتمع بكل هذه التناقضات التي نراها تعتبر فانتازيا حقيقية. فنحن نرفض و نقبل نفس المتناقضة اذا صدرت من أناس مختلفين. فنحن نستطيع أن نطلق رأينا و تعليقاتنا في بعض الأمور بينما لا نستطيع أن نفعل شيئا اذا صدرت عن أناس مختلفين. اننا نقيس و نقدر و نبحث التبعات بشكل دقيق و مميز و أحيانا جنوني اذا كان التحول من النقيض الى النقيض هو في نفس الموقف من قبل نفس الجهة في موضوع يعتبر مسلمة من المسلمات.
السؤال هنا: هل نرى؟ هل نسمع؟ هل نستوعب؟ أم ما هي الآلية التي تعمل بها عقولنا عندما نتصرف و نتكلم كشخصية (جانبول) ،البطل الكرتوني الشهير على قناة سي ان العربية.
نحن ذاهبون الى أسوإِ نهايات يمكن ان ترسم لنا. ليس رغما عنا و لكن برضانا التام.
و لا يحمد على مكروه سواه. على من تعود الهاء في كلمة سواه. ألا ترون أن الفانتازيا في حياتنا الواقعية قد فاقت كل ما يمكن أن يندرج في كوابيسنا.
#خالد_محمد_النوباني (هاشتاغ)
Khaled_Mohamad_Alnobani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟