أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ضمور الفكر العربي














المزيد.....

ضمور الفكر العربي


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6463 - 2020 / 1 / 12 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يؤكد بعض الكتاب والمفكرين ان عجز القيادة السياسية وشيخوختها في العالم العربي هو من العوامل الرئيسة للثورات العربية ، او ما اصطلح عليه بالربيع العربي ، حيث لم يكن الرئيس حسني مبارك مثلا قائدا يتمتع بالكاريزما اللازمة لتحشيد الجماهير وقيادتها . وهذا ينطبق على بقية الرؤساء العرب ايضا 

 كما يرتبط عجز القيادة بنقص الشرعية ، لكونهم  جاءوا بطرق غير ديموقراطية 

واذا كان هذا صحيحا وهو فعلا ، فالصحيح ايضا ان هناك فراغ فكري وعقائدي ادى الى ظهور الاصوليات الاسلامية والسلفيات ، التي تمددت لملء هذا الفراغ 


وبنفس الوقت الذي انتشرت فيه الافكار الاسلاموية ، ذهب بريقها وبان قصورها في نفس الاوساط ، بعدما تبين عجزها الواضح عن ايجاد الحلول المنطقية للواقع المعاش ، وبقيت الاطروحات نظرية وطوباوية غير قابلة للتحقيق

 

وكل هذا يدل على أننا بتنا نواجه أزمة حقيقية في الفكر والعقيدة، فالفكر بالإجمال يبقى الأساس في نشوء العقيدة السياسية لتصبح مبادئ قابلة للتطبيق والعمل بموجبها لتطوير واقعنا المعاش باساليب علمية قابلة للتطبيق وهي بهذه الصورة تنشئ وظيفة اجتماعية للمثقف ، وبذلك فان وظيفة المثقف لا تكون فكرية أو معرفية مجردة وإنما اجتماعية ، على وفق نظرية المثقف العضوي لغرامشي ، اي يكون داخل مجتمعه ، ليعمل على تفعيل وتعديل مسار الوعي في المجتمع ، عن طريق بلورة عقيدة اجتماعية سياسية حديثة تستمد جذورها من التراث الثقافي الفلسفي الغني ، وترتبط بالحداثة لتواكب النهضة العالمية الكبرى التي نشهدها ولا تكون متخلفة عنها باي شكل غير علمي اوغير قابل للتطبيق 


 وياتي ذلك بالاشتغال على القضايا الاجتماعية العامة والمشاركة في تفاعل الرأي والموقف، والعمل لمصلحة الجماهير المهمَّشة والفقيرة، والنضال ضد السلطة المستبدة التي تعتمد مبدأ اللامساواة والقمع


المفكرون والمثقفون في الوطن العربي انصرفوا في ما مضى إلى النضال من أجل دعم حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار في بلادنا العربية وخصوصا في مصر وسوريا والعراق، ثم تحول الفكر الجمعي العربي هذا إلى عقيدة قومية اشتراكية لمواجهة الحاجات الاساسية للشعب ، في محاولة تحقيق مبدأ المساواة النسبية بين طبقات المجتمع ، الا اننا وجدنا بعد حين توظيف الفكر التثقيفي في خدمة الدكتاتوريات العربية ، التي لاقت قبولا عند كثير من المثقفين طمعا في الجاه والثروة ، او خوفا من الحاكم او كلاهما ، وهذا ما اضعف الالتزام بالفكر الشعبي الثوري ، او نبذه

وقد ساعد على هذا النكوص الحرب على البيئة الفكرية والنفسية للعقيدة الوطنية العربية ، تمهيدا لاحلال عقائد دينية و طائفية ، لتمزيق النسيج الاجتماع العربي تحت مسميات اسلاموية براقة تخفي ورائها مخططات هادمة للانظمة السياسية العربية ، خشية تطورها الى انظمة حديثة ، فتم استغلال الاختلافات الفقهية والمذهبية الاسلامية لتحقيق هذا الهدف ، وقد ساعد على ذلك النزعة الانانية وحب السيطرة والقيادة لدى بعض المثقفين ووجهاء المجتمع ، مما تسبب في الاقتتال الداخلي والحروب الاهلية بالانابة عن مشاريع دولية واقليمية خبيثة ، وهكذا انحرف الفكر العربي وتوزع المثقفون بين التنظيمات الطائفية بدوافع مصلحية ، او بدوافع فطرية لاشعورية نتيجة تغريبهم ، اوشعورهم بالخطر وضرورة الالتجاء الى الطائفة او العشيرة ، وقسما منهم اخذتهم العزة بالاثم فتمادى في تشويه صورة المثقف الوطني ، واخذوا يروجون للطائفة تحت شعارات اسلاموية مخادعة او بمسميات المقاومة الاسلامية ، او الدولة الاسلامية المزعومة ، ومن ثم الوقوع في شرك الغلو بالدين والتمسك بالشكليات على حساب القيم الانسانية و الوطنية العليا 


ان الواجب الحضاري والوطني يدعونا اليوم الى اسناد الشباب الثائر الذي اعاد الينا الوعي الجمعي الوطني ، ونبذ الافكار العنصرية و الطائفية ، وقد تفوقوا بوعيهم العالي هذا على كثير من ادعياء الثقافة ، مما يتوجب على الجميع التماهي معهم واشاعة الروح الوطنية ،  ومراجعة النفس مراجعة شاملة والقبول بالنقد الذاتي لنبذ الافكار الرجعية الضيقة ، واعادة تفعيل القيم الوطنية محل القيم الطائفية المتخلفة التي حلت محلها ، والعمل على تجديد المفاهيم الوطنية خارج الاطر الدينية او الطائفية ، والمزاوجة بين الحداثة والتراث القيمي الخالد ، لصياغة عقيدة  تجمع ولاتفرق ، توحد ولا تشتت ، تستند على فكر ابداعي خلاق يبرز من رحم هذه الامة المعطاء . واشاعة الوعي الوطني والايمان بقدرة الانسان على الفعل الايجابي البناء بدل انتظار المخلص الذي لن ياتي ابدا 

ادهم ابراهيم

.



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة خلط الاوراق
- النفوذ الايراني في العراق الى اين؟
- سقوط شرعية النظام العراقي
- التهديد بالفوضى والحرب الاهلية في العراق
- بعد استقالة عبد المهدي. . اصبح القرار بيد الشباب المنتفض
- نظرة على الوثائق الايرانية المسربة
- الاساليب الفاشية لن تقمع انتفاضة اكتوبر العراقية
- وقت الحوار قد ولى يابلاسخارت
- مستقبل العراق بين النظام الرئاسي والبرلماني
- ثورة تشرين ماضية حتى النصر
- نداء عاجل حول الاوضاع الماساوية في العراق
- الجيل الجديد ينتفض
- ردود الفعل على انتفاضة اكتوبر العراقية
- ثورة اكتوبر العراقية اسقطت كل الاقنعة
- ثورة اوكتوبر العراقية
- لماذا لم يتم الرد على ضرب ارامكو في السعودية
- السياسة وحماية الدين والمذهب
- ميليشيا الفساد تطال صاحبة الجلالة
- الحشد الشعبي وتركيبته المعقدة
- الفرز بين الوطني واللاوطني


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ضمور الفكر العربي