أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - غياب السلطان قابوس.. وانتهاء مرحلة















المزيد.....

غياب السلطان قابوس.. وانتهاء مرحلة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 6463 - 2020 / 1 / 12 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى الثالث والعشرين من يوليو عام 1970 حدث أول تحول إنقلابى فى سلطنة عمان، وهو تاريخ انقلاب قابوس بن سعيد على أبوه "سعيد بن تيمور" وتوليه للسلطة، مع خروج الوالد الى بريطانيا "بحجة العلاج"، ليظل هناك حتى توافيه المنية، وكان لهذا الحدث "الإنقلاب" خلفيات كثيرة.
حينما اعتلى السلطان قابوس الحكم فى عمان كانت البلاد فى حالة متفككة ومتصارعة، فمن ثورات الأئمة فى عمان الداخل، والتى أعطتهم اتفاقية "السيب" (التى عقدها الإنجليز عام 1920) إستقلالا شبه كامل، بينما سيطر ثوار " الجبهة الشعبية لتحرير ظفار" على مجمل المحافظة الجنوبية، وعاصمتها "صلالة" تقريبا"، بينما كان السلطان سعيد يحكم "بالكاد" مدينة مسقط ومطرح وجزء من ساحل عمان، وأمام هذا الوضع المأساوى، ومع اكتشاف النفط عام 1967 فى منطقة فهود، قرر الإنجليز الإنقلاب على سعيد بن تيمور واستبداله بابنه الوحيد "قابوس" سلطانا على البلاد، فى نفس الوقت كانت تعمل على تغيير حكم الشيخ "شخبوط" فى دبى والمجيئ ب"زايد" لنفس السبب، كما غيرت الشيخ أحمد فى قطربخليفة، وكذلك فى باقى مشيخات الخليج.
ولد قابوس بن سعيد فى مدينة صلالة فى نوفمبر عام 1940، وبدأ حياته بتعلم اللغة العربية ومبادئ الدين والعلوم على يد الشيخ سالم الغسانى، بعدها مباشرة أرسله والده الى بريطانيا للدراسة (حيث كانت بريطانيا حريصة على تنشأة حكام المستقبل على النظريات الإستعمارية)، حيث درس أولاً في كلية خاصة منذ 1958 وما بعدها، ثم في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست. وخدم كضابط في الجيش البريطاني في جمهورية ألمانيا الاتحادية لفترة قصيرة. عام 1965، بعد دراسات عليا في لندن وقيامه بجولة حول العالم، عاد الى السلطنة عام 1964 حيث أمر والده بوضعه فى السجن، خوفا من ترتيبه لإنقلاب ضده، وكانت والدته قد زوجته من إبنة عمه قبل سفره ولكنه طلقها سريعا ولم ينجب منها، ولم يتزوج بعدها أبدا.
قبيل خروج الإنجليز من منطقة الخليج (وخاصة بعد اجبارها على الإنسحاب من مصر فى أعقاب حرب 1956 وبعد اندلاع حرب التحرير ضدها فى جنوب اليمن) عملت على ترتيب اوضاع المنطقة والمجيئ بحكام اكثر عصرية، فى عمان سعت بريطانا الى الإتفاق مع العقيد "سالم بن سعيد" مسؤول السجن الذى وضع به قابوس للإفراج عنه، وتم نقله مباشرة الى القصر السلطانى بمسقط لتولى مقاليد السلطة " (عين بعدها سالم بن سعيد رئيسا للديوان السلطانى وحقق ثروة فاحشة)، وسعى الضابط الشاب قابوس بعدها لتحقيق قفزة سريعة فى أوضاع السلطنة.
كان الطيران البريطانى يقصف يوميا ثوار ظفار والقلاع والحصون بالولايات المتمردة، ولكن ذلك لم يعد وحده كافيا أمام تقدم الثوار فى صلالة المدعومين من "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية"، والأئمة فى الداخل، فكان أن تم ترتيب تدخل عسكرى من قبل الجيش الإيرانى للشاه محمد رضا بهلوى، مع بعض قوات أردنية من قبل الملك حسين بن طلال وبمساعدة سلاح الجو البريطانى تم سحق الثورة والتمرد وتمهيد الأرض تحت أقدام السلطان قابوس.
لكن والحق يقال فقد لعب السلطان الشاب قابوس دورا تصالحيا بامتياز، فقد ساهم فى احتضان العناصر المنشقة عن "الجبهة الشعبية لتحرير ظفار"، وكان فى باكورتهم "يوسف بن علوى بن عبد الله" (الذى شغل منصب سكرتير عام للجبهة لفترة قصيرة) وتم تعيينه وزير دولة للشئون الخارجية من منتصف السبعينات حتى الآن، (للعلم فإن السلطان قابوس كان يشغل الى جانب منصبه وظائف (رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، والخارجية، والمالية، ورئيس المجلس الأعلى للتخطيط، وحاكم البنك المركزي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الأعلى للقضاء"، بالإضافة الى أن الدولة كانت معسكرة بشكل كامل، ومعظم الوظائف المدنية يسمى رؤسائها "ضباطا اداريين")، بالإضافة الى تعيين عددا من الشيوعيين السابقين بالجبهة فى مناصب وزارية وادارية رفيعة، على سبيل المثال تم تعيين الدكتور "سلامة حافظ رجب" وزيرا للزراعة وزوجته الروسية د. أنّا رجب بوزارة الصحة وآخرين منهم "عبد القادر الغسانى" مديرا للتعليم بصلالة، وكثيرين غيرهم.
من ناحية أخرى تم تعيين عددا من أبناء الأئمة "الإباضييين" فى وظائف ولاة للولايات وسفراء للسلطنة وأجرى لغيرهم من الأئمة رواتب مجزية، وحتى العمانيين الذين هربوا من إفريقيا "بعد الثورة فى زنجبار 1964" تم استيعابهم فى الجهاز الإدارى للدولة، وصالح الأقليات من الشيعة والبهائيين، وقام بالقضاء نهائيا على بقايا العبودية، كما تمت عودة جميع من تركوا السلطنة خوفا أو قهرا أو تمردا زمن سعيد بن تيمور مرّة أخرى، كما اهتم قابوس بشكل جاد وعملى على تطوير كافة مناحى الحياة فى السلطنة وعلى رأسها الصحة والتعليم، ففتح المدارس التي كانت ثلاث مدارس فقط بدائية في بداية عام 1970، وأسس المستشفيات التي كانت لا تزيد على مستشفيين تقليديين فقط في مسقط وصلالة.
فى بداية العا 2011 وتزامنا مع ثورتى تونس ومصر، حدثت هبّة كبيرة تركزت فى منطقتى صحار وصلالة، ورغم مطالب الإصلاع العامة كرفع مستوى الديموقراطية وحرية الصحافة وغيرها، الا أن صلب تلك المطالب كان تحقيق العدالة الاجتماعية, وزيادة الرواتب ومستحقات الضمان الاجتماعي, وإيجاد فرص عمل للعاطلين، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بمحاربة الفساد المالي والإداري وغلاء الأسعار، وتحقيق العدالة الاجتماعية، مرددين شعارات من قبيل "لا للفساد" و"يدا بيد مع السلطان ضد الفساد" و"الحرية للجميع" و"العدالة للجميع" و"كلنا شركاء في الوطن"، وأشار شهود إلى أن ثمانية أشخاص على الأقل أُصيبوا بجروح أثناء المصادمات بينما قتل شخص واحد على الأقل، دون معرفة مدى خطورتها. وقد وُضعت المتاريس على الطريق الرئيسية التي تربط بين صحار ومسقط. هذا وقد أفرجت السلطات العمانية عن الذين اعتقلوا في التظاهرات، وانتظرت الحكومة نحو شهر لترد على هذه المسيرات السلمية برفع الحد الأدنى للأجور للقوى العاملة الوطنية في القطاعين الحكومى والخاص، بعدها مباشرة أعلن السلطان قابوس اقالة كامل حكومته بصورة مفاجئة فقام بإقالة جميع الوزراء وتم تعيين قائمة جديدة بوزراء جدد ولم يستثني منهم سوى وزيرين فقط، الأول يوسف بن علوي وزير الشؤون الخارجية، والثانية راوية البوسعيدية وزيرة التعليم العالي.
بالإضافة الى ذلك فقد أمر السلطان قابوس برفع المخصصات المالية الشهرية لطلبة الكليات والمعاهد والمراكز الحكومية التابعة لوزارة التعليم العالي ووزارة القوى العاملة.كما أمر بإنشاء هيئة مستقلة لحماية المستهلك.في حين أمر السلطان قابوس بن سعيد بتوفير 50 ألف فرصة عمل للعاطلين, مع منح مبلغ 150 ريالا عمانيا (388 دولارا) شهريا لكل عاطل من المسجلين لدى وزارة القوى العاملة إلى أن يجد عملا، وبذلك استطاع قابوس امتصاص تلك الحالة من الغضب، وتمكن من ايقاف تلك االهبة التى اعتبر فيها المتظاهرين أنهم خرجوا منها منتصرين. السلام عليكم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الإسلام السياسى وقضية مصافحة النساء
- دور إعلام السلطة فى تشويه رموز ثورة يناير 2011
- عام على ثورة الشعب فى السودان .. خبرات ودروس
- مسلسل ممالك النار kingdoms of fire .. واحتلال الأتراك لمصر
- حول الأزهر وقانون الأحوال الشخصية الأخير
- إبراهيم فتحى ..تلك الشجرة السامقة المثمرة
- المقاول والرئيس .. إذا اختلف اللصوص
- دور الأزهر في تخلف الخطاب الدينى
- الشعبوية في مصر بين الدين والسياسة والإقتصاد.
- الجماعة الإسلامية بمصر... شاهد عليها
- راقصات مصر في قلب السياسة
- حادثة إفك مارية القبطية
- خلية الأمل .. بين الحصار وضياع الأمل.
- فى الذكرى الثانية عشر لرحيل قديس اليسار/ أحمد نبيل الهلالى
- أسئلة حول المعلم يعقوب حنا القبطى
- الحراك الجزائري ..الى أين؟
- اتفاق الإعلان الدستورى في الخرطوم.. خطوة للأمام
- حول كتيب - مرض اليسارية الطفولى في الشيوعية- للينين
- عن سلطنة عمان .. وتنظيم الأسرة
- -سيدات القمر- للحارثية ..وتحولات سلطنة عمان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - غياب السلطان قابوس.. وانتهاء مرحلة