|
الاغتيال والبطش ضد المعتصمين ما زال مستمرا !..
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6462 - 2020 / 1 / 11 - 23:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاغتيال والبطش والإرهاب ضد المعتصمين ونشطاء التظاهرات مستمرة على أيدي المتسلطين !.. المجد والخلود والرحمة للإعلاميين العاملين في قناة دجلة الفضائية العراقية ، اللذان تم اغتيالهما بالأمس وفي وضح النهار في محافظة البصرة ، المجد والخلود لهما ، ولشهداء ثورة أُكتوبر الأبرار . الموت والعار والخزي للقتلة أعداء الحياة ، ولحكومة الجريمة والفساد والظلام ، الذين أوغلوا في دماء العراقيين والعراقيات ، ولم يراعوا لا ذمة ولا ضمير ، وحنثوا اليمين أمام الشعب بحقن دماء العراقيين والعراقيات . إننا نهيب بقوى الخير والتقدم والسلام من العراقيين والعراقيات ومنظمات المجتمع المدني ، ونهيب بكل وطني شريف ووطنية عراقية تحب شعبها بأن يرفعوا أصواتهم عاليا لإيقاف حمام الدم الذي تقوم بسفكه السلطة الحاكمة والعصابات والميليشيات التي تعبث بأرواح الناس . ونطالب بإحالة القتلة من العصابات الخارجة عن القانون والميليشيات الطائفية العنصرية التي تعمل تحت إمرة أحزاب الإسلام السياسي والسلطة الحاكمة من المتنفذين وحيتان الفساد والسماسرة والطفيليين ، والحكومة والقادة الأمنيين والمحافظين ، يجب إحالة هؤلاء وكل من شارك ونفذ وأوعز ووافق على القيام بتلك الجرائم المروعة ، بإحالتهم الى محكمة الجنايات الدولية ، كمجرمي حرب ضد الإنسانية . على الأمم المتحدة أن تقوم بمسؤوليتها كمنظمة تعنى بالحفاظ على السلم العالمي وبحق الإنسان بالحياة ، والعمل على سحب اعتراف الأمم المتحدة بهذه الحكومة وبالنظام السياسي القائم ، الذي يحكم العراق من عام 2006 م وحتى الأن ، نظام الإسلام السياسي الطائفي العنصري المتخلف والارهابي ، الذي يقتل شعبه والسارق لثروات البلاد والعباد ، الذي بسلوكه يعرض الأمن والسلام الى الخطر عراقيا وإقليميا ودوليا . النظام القائم في العراق منذ ستة عشر عاما ، نظام غير وطني ولاغي للرأي والرأي الأخر ، المعادي للديمقراطية وللحقوق والحريات وللتعددية الفكرية والسياسية ، المعادي للمرأة ولحقوقها ومساواتها مع أخيها الرجل . نظام لا يراعي مصالح الناس ويفرض إرادته ونهجه وفلسفته على ( الدولة ومؤسساتها ! ) وعلى المجتمع . نظام ممانع لإرادة الناس ومطالبهم العادلة ، الذي يقف حائلا ضد الشعب ودعوته لبناء دولته الديمقراطية العلمانية ، ولفرض سيادة القانون وتحقيق العدالة والمساواة بين مكونات المجتمع ، الساعي لبناء دولة المؤسسات لا دولة المكونات ، المصر على الكشف عن الفاسدين وحيتان الفساد واسترجاع ما سرقوه الى خزينة البلاد ، ومحاسبتهم عن كل ما اقترفته أيديهم من جرائم بحق الشعب ، وما تسببوا به من ألام وضحايا وخسائر بالنفس والنفيس . هذا الشعب الذي يسعى للتعايش بين مكوناته المختلفة وتحقيق السلم المجتمعي ، في دولة تحافظ على حياة الناس وعلى أمنهم وسلامتهم ، وتحقق الرخاء والنماء والمستقبل الرغيد والسعيد لجميع العراقيين والعراقيات . في نظام يحقق لهم الاستقلال الوطني وليس في نظام تابع لدول وحكومات ، وعدم السماح بالتدخل في شؤون العراق الداخلية ، وبخياراته ورسم سياساته ومستقبله . وإن شعبنا يسعى بأن يكون العراق سيد نفسه حر ديمقراطي مستقل ، يقيم علاقاته مع الدول الإقليمية والعربية والدولية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل ، وفق الأعراق والقوانين الدولية وبما ينسجم مع استقلال وسيادة وحرية وكرامة العراق وشعبه . وعبر شعبنا من خلال ثورته المباركة في الأول من أكتوبر تشرين الأول 2019 م ، عن إرادته وعزمه في نيل حقوقه وانتزاعها من هؤلاء الفاسدين الجهلة المتخلفين ، هذه الثورة التي مضى على انبثاقها مئة يوم ، الذين خرجوا بالألاف من أبناء شعبنا وبناته الغيارى المخلصين والمضحين بالنفس والنفيس ، المتسمرين في ساحات الاعتصام والتظاهر والاحتجاج في محافظات العراق المختلفة ، المطالبين بوطن يصون كرامتهم ويحقق أمنهم ويؤمن لهم العيش الكريم ، ويحقق له ولعوائلهم حاضرا ومستقبلا رخيا أمن وسعيد . هذا وغيره لا يتحقق على أيدي هؤلاء الظلاميين المتخلفين وفلسفتهم ونهجهم ودكتاتورية ظالمة ولا من خلال رؤيتهم الجاهلة الحمقاء !.. هذا وغيره يتحقق من خلال نظام ديمقراطي علماني عادل ومنصف ، في دولة تحترم نفسها وشعبها . هذا النظام القائم العنصري المتخلف الطائفي الفاسد ( نظام الإسلام السياسي الذي يحكم العراق بالحديد والنار والقمع منذ ستة عشر عاما ! ) !... الذي مارس ضد المعتصمين والمتظاهرين السلميين العزل ، كل أساليب البطش والقتل والاغتيال والخطف والاعتقال والترهيب والتهديد والوعيد ، لثني المتظاهرين والناشطين والصحفيين والادباء والفنانين عن التظاهر ولإنهاء تلك الانتفاضة الجبارة ، من خلال همجية وسادية وإرهاب هذه القوى الباغية المتسلطة العنصرية ، رغم كل تلك الجرائم والممارسات التي لم تثني هؤلاء الشجعان عن ما بدئوه قبل مئة يوم ، بل ازدادوا عزما وتصميما على مواصلة المسيرة وتحقيق الأهداف في نظام ديمقراطي علماني اتحادي حر مستقل . نعم تمادى النظام في غيه وتسلطه وتجبره ، وارتكب أيشع الجرائم ضد الثورة والثوار ، فقد تم نحر أكثر من ستمائة ضحية من الشباب والشابات العزل وبدم بارد ، عن طريق قتلهم بقنابل الغاز المحرم استخدامها دوليا في فض التظاهرات والاعتصامات السلمية ، واستخدموا الرصاص الحي والقنص والمياه الساخنة والهراوات ، وكذلك مارسوا عمليات الخطف والاعتقال والتغييب والتهديد وأخذ التعهدات بعدم المشاركة في التظاهرات والاعتصامات ، وكذلك القيام بعمليات الاغتيالات والتصفيات الجسدية للناشطين والناشطات ، وراح نتيجة ذلك أكثر من أربعين ناشطا وناشطة وجميعها تسجل ضد مجهول . وأخرها ما حدث بالأمس في محافظة البصرة ، باغتيالهم لمراسل قناة دجلة العراقية وزميله مصور القناة ، حين استهدفتهم سيارة دفع رباعي وفي وضح النهار وفي قلب المدينة وعلى مرئا القوات الأمنية ، فأردت الضحيتين قتيلان بعد اطلاق النار عليهم وهم يستقلون سيارتهم التي تحمل شارة قناة دجلة الفضائية . هذا الذي بيناه وما حدث خلال المئة يوم من جرائم بشعة يندى له جبين الإنسانية ، وبالرغم من كل المناشدات والاستغاثة الدولية والمحلية ، رغم كل ذلك فلن يتورع القتلة والمجرمين ، ولن تثنيهم تلك المناشدات لإيقاف عملية القمع المنهجي ، ولن يتوقفوا عن القتل والترهيب والتعنيف والقمع ، ولن يلتفتوا الى كل المناشدات ، بل ازدادوا في بطشهم وقتلهم الأبرياء العزل ، فأغرقوا سوح التظاهر بالدم ، بسياساتهم الحمقاء وتشبثهم بالسلطة ومغانمها ، وازدادوا غيا وتبريرا لنهجهم المعادي للشعب ولتطلعاته في الحرية والانعتاق ، ولن يعيروا أي قيمة للعدد الهائل من المصابين والجرحى والمعوقين نتيجة قمع التظاهرات ، فقد وصل العدد اليوم الى أكثر من 27000 سبع وعشرون مصابة ومصاب . نناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ، والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان ، بالعمل فورا على تعرية النظام وفضح نهجه المعادي للإنسان وحقه في الحياة وعيشه الكريم ، بأن تسحبوا اعترافكم بهذا النظام الظلامي الذي يقتل شعبه أمام أنظار المجتمع الدولي ، دون وازع من ضمير وأخلاق ، ودون أي اعتبار بالقوانين والأعراف الدولية ولميثاق الأمم المتحدة ولوائح حقوق الإنسان . النصر حليف شعبنا وانتفاضته الباسلة . المجد للشهداء الكرام . الهزيمة المنكرة لأعداء شعبنا المتطلع لحياة رغيدة رخية سعيدة . 11/1/2020 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذا زمن الطاعون .. الزمن الرديء !..
-
التصدي لغلات المتطرفين الساعين لإشعال حرب في الشرق الأوسط .
-
السادة أعضاء المحكمة الاتحادية .
-
أملي أن يكون عاما أسعد من السنوات الماضية .
-
نهج معادي لتطلعات الشعب تمارسه السلطة الحاكمة !..
-
ماذا يجري في الغرف المغلقة للكتل السياسية ؟..
-
المهمات التي يجب أن تنهض بها ثورة الأول من أكتوبر الأن ؟..
-
لا تبخسوا دور الشيوعيين المشرف وتضحياتهم الجسيمة .
-
خفافيش الجريمة والعهر السياسي تغتال الناشطين المدنيين !..
-
مناجات عبر الأثير !..
-
توقفوا عن قتل الشيوعيون والديمقراطيون والمعتصمون يا أعداء ال
...
-
الكعبة لها شعب يحميها !..
-
توضيح واعتذار عن خطأ غير مقصود .
-
مظفر النواب في ذمة التأريخ .
-
كم من الأسالة تحتاج الى أجوبة ؟..
-
في أخر الليل ..
-
الحاضر والمستقبل يصنعه رجاله الأوفياء .
-
هكذا أرى ما يجب أن يكون !..
-
ماذا بعد استقالة عادل عبد المهدي ؟. ..
-
لن تفلتوا من العقاب يا حكام بغداد !..
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|