سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 23:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال لى صديق اليوم ان جيلنا يشكل خط الدفاع الاخير عن قيم اليسار العربى و القوى العلمانيه و الديموقراطيه .خاصة بعد ان اجتاحتنا القوى الدينيه التى لعبت دورا بارزا فى تفكيك مجتمعاتنا عجزت عنه اسرائيل
و بالفعل كلما ارى احدا من هذا الجيل يمضى يزداد حزنى ليس فقط بسبب غيابه بل شعورى ان البدائل لم تعد متوفره كما كان الامر فى السابق .
اتحدث بصراحة خاصة لمن يزالون يؤمنون حقا بقيم العلمنة و القيم اليساريه اى الحرية و العدالة الاجتماعيه ان اوضاعنا فى غاية السوء . تذكروا كلامى جيدا ان لم نستطيع هزيمة الاحزاب الدينيه فى العقد القادم ستتفكك اوطاننا و تتحول الى امارات دينيه .
ان اكبر مهدد للوحدات القطرية للدول العربية هو الاحزاب الدينية سواء كانت احزابا ام وصلت للسلطة كما حصل مثلا فى السودان حيث كانت نتيجة الحكم الدينى تقسيم السودان و تراجعها .كما راينا ذات الامر فى فلسطين حيث قامت حركة حماس بضرب الشرعيه الفلسطينية و فرض سلطتها على قطاع غزة ملحقة الاضرار الكبيرة بالمشروع الوطنى الفلسطينى .
الاحزاب الدينيه نقيض الفكرة الوطنيه و مهما حاولوا التلاعب بالعبارات مثل موضوع الدولة المدنيه فان هذا لا يغير من الجوهر .لقد امضيت اعوام من عمرى ادرس الاسلام السياسى بكل فروعه الامر الذى اتاح لى الفرصة التعرف على فكرهم .و ايا كانت الخلافات هنا و هناك فان الجوهر الشمولى واحد .انه يقوم على الفكرة الدينيه الوهميه التى تفترض جمعا من لمؤمنين فى دولة واحده و هذا وهم فى راى .لان مفهوم المواطنة المعاصر يتناقض مع هذا الامر .
باحث فلسطينى فى دراسات الشرق الاوسط
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟