صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6460 - 2020 / 1 / 9 - 00:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد أن اتضحت الصورة بخصوص الصراع الأمريكي الإيراني، الذي تصاعد بشكل سريع في الآونة الأخيرة، ما ينذر بحرب كارثية تكون ساحتها الأساسية الارض العراقية، كانت إرادة الجماهير المنتفضة واضحة في رفض اي شكل من أشكال الصراع الدولي داخل العراق.
ان الصراع الحالي بين هذه الأقطاب انما جاء بعد أن قطعت الانتفاضة أشواطا في طريقها لإسقاط نظام المحاصصة والتبعية الذي ترعاه بشكل رئيسي كل من واشنطن وطهران، ما يجعل التوازن الهش القائم منذ ستة عشر عاما مختلا على حساب طرف من الأطراف الراعية لهذا النظام.
ان تحقيق الانتفاضة لاهدافها يعني أن النفوذ الأمريكي والإيراني في البلاد سينتهي، والجماهير هي التي تقرر شكل العلاقة مع هذين القطبين دون التدخل في الشؤون الداخلية ودون اي هيمنة او إملاءات، بل بما يخدم مصالح الجماهير وحريتها وكرامتها وعيشها اللائق.
ان إفشال مخططات الأطراف المتصارعة على الأرض في العراق لا يأتي إلا من خلال توحيد صفوف المنتفضين وإصرارهم على ان القرار النهائي ليس بيد هذه السلطة المتهالكة ولا بيد داعميها الاقليميين والدوليين، انما بيد الجماهير المتطلعة للخلاص من طغمة اللصوص والقتلة الذين ينفذون أجندات ايرانية أو أمريكية، فمئات الضحايا و الآلاف من الجرحى والمعاقين الذين سقت دمائهم ساحات الحرية في المحافظات المنتفضة، يجب أن لا تذهب سدى وتضيع وسط تهديدات ترامب وخامنئي.
تحاول السلطة ان تضعف الانتفاضة وان تخفف من زخمها نتيجة لازمتها المتفاقمة، وتعمل على تحويل أنظار الشعب نحو الصراع الذي أدخلت نفسها فيه على اعتباره ورقتها الاخيرة للحفاظ على وجودها، وهذا اللعب بالنار انما اول من سيحرقه هو السلطة نفسها. ليس على الجماهير في هذه المرحلة الا الاستمرار في الانتفاضة وإدامة زخمها حتى إسقاط النظام وإقامة نظام جديد .
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟