|
هل أخطأ ترامب أم إنتصرت إيران !
نيسان سمو الهوزي
الحوار المتمدن-العدد: 6457 - 2020 / 1 / 6 - 17:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأزمة الحالية بين طهران والمنطقة من جهة وبين الولايات المتحدة من جهة ثانية ليست وليدة اليوم بل ناتج لأربعه عقود من الزمن تخللتها حوادث كثيرة كتفجير السفارة الامريكية وضرب الناقلات وحجز الرهائن الامريكيين في طهران وغيرها العشرات من المخاطر التي مرت بها علاقة البلدين ناهيك عن الإنسحاب من الاتفاق النووي ومن ثم ضرب حصار إقتصادي خطير ومميت على إيران وغيرها من المنعطفات الخطيرة ولكن في كل هذه العقود وهذا التاريخ الحافل بالمخاطر لم تصل إليها الامور الى نقطة اليوم ( بس لا تكون نقطة الصفر ) أي بعد مقتل القائد قاسم سليماني والمهندس الإيراني ( هو عراقي بَس يحمل الجنسية الإيرانية ) ! . إيران برمتها وعلى جميع المستويات الرسمية والشعبية والمعارضة قبل المنتمية إتحدوا وشاركوا في تأبين جثامين المرحومين والكل يشترك قي أمر واحد ألا وهو الرد القاسي والحازم من الحكومة الإيرانية . ناهيك عن الاطراف والاحزاب والميليشيات المنضوية تحت الجناح الإيراني كحزب الله الذي دعى فيه مؤسسة السيد حسن نصرالله بقتل وضرب كل الجنود والضباط الامريكيين في المنطقة الى ان تخرج تلك القوات وتعود الى ديارها افقية كانت او عمودية او حتى مستطيلة ( بَس بهجي حالة راح نحتاج الى قرن كامل حتى ينتهي ذلك السفر ) بالإضافة الى تَوعّد كل المتحالفين مع طهران في الرد والإنتقام وكان آخر الردود القوية هي موافقة البرلمان العراقي بالإجماع على خروج القوات العراقية من العراق ( كيف اكتمل نصاب عقد تلك الجلسة وبهذه السرعة لا اعلم وخاصة إذا ما علمنا بمقاطعه اغلب النواب السْنة وإمتناع النواب الكورد في المشاركة ) ! .. أرجو أن لا يكون هدف المسوطين في إدخال العراق الى معمة خارجية هدفها إنهاء مطالب الحراك الشعبي المستمر وبالتالي تغطية مؤخرة الناهبين والقاتلين للمتظاهرين ( أعتقد هذا هو القصد والهدف من هذه العجالة ) ! مقابل كل ذلك تتطاير تهديدات امريكية واضحة وعلى كل المستويات ( ترامب قاعد على التويتر ويُغرد كل دقيقة ) كالرد الصاعق والحازم إضافة الى التهديد بفرض عقوبات على العراق ( هذا منو اللي كال في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو مستقر ) ! والتهديد للعراق بدفع كل تكاليف تلك القواعد ( اي مو العراق ناقص حتى يدفغ تعويضات جديدة ) وغيرها من التداعيات والبلاوي الغير المنظورة في الافق المرئي ... والسؤال هنا هو : هل اخطأ ترامب في حساب كُل الذي يجري وسيجري أم إنهُ إنتصار إيراني نجحت فيه بعد مقاومتها لأمريكا لأكثر من اربعه عقود ! . وهذا يقودنا الى طرح المزيد من الاسئلة الإفتراضية الناتجة لأي حسابات خاطئة وغير مدروسة . ماذا لو إنتصرت إيران ونجحت فعلاً في إخراج القوات الامريكية والتحالف الدولي من العراق ! ماذا سيكون موقف الإدارة الامريكية ومَن الذي سيدفع تلك التعويضات وماذا إذا ما اصرّت الحكومة الأمريكية بالبقاء حتى إستلام آخر دولار ( لازم يتحمل الناهبين والحرامية ذلك الجانب ومن ثمّ يبدأون من جديد ) .. مَن وكيف سيحمي الجندي الامريكي نفسه في وسط تلك الجمرة ! . ماذا سيكون موقف الحكومة الكُردية وماذا إذا ما سمحت للقوات الامريكية بالبقاء في أراضي الاقليم ( بلا شيء حُجة للإستقلال ) ! . أو حتى لو اصرّ القسم السني ببقائ تلك القاعدة الكبيرة في مدينة بلد السنية ! وماذا إذا ما إنسحبت إيران من المعاهدة النووية المبرمة بين خمسة ناقص واحد بشكل كُلي وطردت المرافبين الدوليين من مواقع مفاعلاتها وسحب كل كاميرات المراقبة ( إشلون راح تنام إسرائيل بعدها ) وهل سيسمح العالم لإيران بصناعة قنابل نووية ( يمكن الإمارات راح اتهاجر ) ! . وماذا لو قامت مجموعات منضوية تحت الجناح الإيراني بضرب قواعد أو اهداف امريكية في أي مكان من العالم وخاصة في الخليج ! كيف سيكون الرد الامريكي ومن ثم الرد على الرد وكيف سيكون موقف دول الخليج المرتعبة ( هي بلا شيء مايجيها النوم ) وهل ستشترك إسرائيل في الرد وكيف سيكون موقف لبنان الفقير ! هل ستُجدد الجماعات المتشددة نفسها في الجزء السني من جديد وكيف سيُدافع العراق عن نفسه ! ماذا إذا ماقمت إيران بالتدخل مع الحشد الشيعي في الدفاع عن العراق والذي سؤدي حتماً الى إنضمام الكثير من الشباب السني لتلك الجماعت لمحاربة الجزء الشيعي ( كل واحد يريد يُحرر الجزء الخاص به ) ! . ماذا إذا ما إضطرّ القسم السني بالمطالبة بالإنفصال عن القسم الشمالي والجنوبي ( هاي فكرة قديمة ) وماذا عن الكوتا المسيحية ( يعني اللجوء والهجرة اسرع الحلول ) !!!!!!.... وماذا إذا ما وافقت الحكومة الامريكية لإقليم كُردستان بالإنفصال والاستقلال وقامت بحمايه من اردوغان ( مثلاً ) ونقلت كل قواعدها الى ذلك الجزء ( هاي هَم فكرة قديمة ) وهناك العشرات من الاسئلة التي تطرح نفسها دون التمكن من الرد عليها بعد مقتل القائدين والذي وضعت امريكا نفسها في موقف لا يُحسد عليه فهل أخطأ ترامب في التقديرات والحسابات ( إحتمال قوي ) أم إيران هي التي إنتصرت بذكائها وصبرها وتحَمُلٍها كل ذلك الضعط الكبير لهذه العقود ! . طبعاً نحن لم نأتي بشيئ جديد من سلتُنا والذي ذكرناه كله مطروح في الاسواق ولكن ماهي الخيرات المتوقعة في ضوء هذا المشهد المظلم ! . هناك عدد محدود من الخيارات أم تَعَجُّل إيراني او إحدى جماعتها في الإنتقام وبالتالي حرب شاملة بين البلدين ( لا هسة صاروا اكثر من اربعة ) وهذه المواجهة سوف لا تنفع إيران بل ستضرها اكثر وذلك بسبب بُعد الاراضي الامريكية عن متناول جناحها العسكري بينما قرب إيران وأراضيها عن الآلة الحربية الامريكية ناهيك عن الفرق النوعي المطروح في الاسواق . أو العقلانية في التعامل الإيراني مع الحدث كما كانت هي دوماً وبالتاليى تحويل ذلك الخطأ الامريكي الى مكسب حقيقي كبير لإيران وشعبها وجماعاتها ومستقبل ثورتها ( هَل مرة احنا وياكم ) . شخصياً أتمنى من إيران وكل اذرُعٍها في المنطقة بالتريث وإستغلال ذلك الحدث لمصالحها ومستقبلها بٍرمته . كأن لا ترد إيران بشرط أن تقوم الولايات المتحدة برفع الحصار الإقتصادي عن إيران وإيجاد سبيل ناجح مع وكالة الطاقة الذرية لبرنامجها النووي ومن ثم بناء علاقات جديدة وجيدة مع العالم والمنطقة وحتى مع الولايات المتحدة ( هاي بكيف إيران طبعاً ) وتعود بذلك إيران وشعبها الى المجتمع الدولي برمته كدولة صديقة ومسؤولة وقوية في المنطقة عوضاً عن تجنيب الشعب الإيراني وارضه وثورته من أي دمار قد يكون نهائياً وفي نفس الوقت تجنيب المنطقة برمتها من أي إحتراق قد يكون اخطر مما نتوقعه . الذهاب الى نهاية نفق غير معلوم ومظلم خطورة كبيرة وقد تكون قاتلة ومميتة للجميع .. المحافظة على كل المكتسبات ومن ثم تجديدها وتطويرها سيكون لصالح الشعب الإيراني وحكومته اكثر بكثير من أي رد قد يكون ثمنه العشرات من الجنود الامريكيين ( يعني شنو ! أغلبهم من اصول مهاجرة ومتعاقدين مع الجيش الامريكي ) او بعض القواعد او السفن الحربية الامريكية والتي هي في الاصل اكثر بكثير من السيارات الإيرانية ! . نعم لم تكن الضربة مبررة وقاسية على إيران وجماعاتها ولكن المكاسب ستُطال كل مواطن وكل طفل إيراني والشعب العراقي وأصدقاء إيران في كل المنطقة وهذا بحد ذاته مكسب سوف يٌريح القائدين في أضرحتهم ( حتى الحوثيين راح يصيرون دولة ) ! . مرة اُخرى أتمنى من إيران التفكير مليئاً ولا تجرفها العاطفة واقوال وندائات الغير المدركين للنتائج المترتبة على ذلك الرد وأن تكون هي اكثر عقلانية حتى من ترامب نفسه ( باجر راح يفشل في الإنتخابات وراح ننساه ) ... والله من وراء القصد .. نيسان سمو 06/01/2020
#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هَل الشعب الفرنسي افضل من الشعب العراقي !
-
سيناريو مقتل بن لادن يتكرر مع البغدادي !
-
الأكراد وغضب الله عليهم !
-
الحمد لله لم اكُن رئيساً لدولة عربية أو إسلامية !
-
رد على مداخلة الاخ عبد الحكيم عثمان على كلمتي السابقة !
-
لماذا هاجم ترامب العضوات الاربعة ذو الاصول الاجنبية وماهو ال
...
-
فأما أنا حاقد وحقير أو هذا العالم ساقط وتافه !
-
هروب الاميرة هيا فضيحة أصغر بكثير مما يعتقده البعض !
-
عليكم ضرب الصين قبل إيران !
-
كيف ستتطور وتتقدم الشعوب العربية والإسلامية !
-
رمضان كريم ! مَلك بلجيكا يُغرّم ب 5000 يورو يومياً !
-
معركة وطيسة حديثة بين الرُعات !
-
العظيم ياسر العظمى وجوائز الاوسكار !
-
يعني شنو نقطة الصفر ؟
-
إلهَهُم هو الدولار ولا غير الدولار !!!
-
الثرثرة الفارغة والتخلف العربي والاسلامي ومعهم الاقليات !
-
ما الجدوى والمغزى من وثيقة التاخي بين البابا والازهر !
-
مرة اخرى تتطاير الاحذية والنْعل بِوجه جورج بوش الابن !
-
د. حميد عبدالله شوه تاريخ العراق الوثائقي بتبعيته الخارجية !
-
هل ضرب اردوغان حجر الخاشقجي برأس الاكراد ( بي كة كة ) !
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|