صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6457 - 2020 / 1 / 6 - 14:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتسرب الى داخل ساحات التحرير بين الحين والاخر حكايات سلطة الاسلام السياسي، يدفع بهذه القصص الهزيلة مجموعة من الشباب الذين لا افق لهم، او يفتقدوا الى وجود بديل حقيقي، قطعا لا أحد يشكك بتفاني واخلاص هؤلاء الشباب، لكن في مقابل ذلك يجب الحذر من هذه الطروحات، لأنها تزداد حدة بمرور الوقت، لأسباب كثيرة، قد يكون اهمها عامل الوقت فضلا عن الاحداث الاخيرة بمقتل سليماني والتهديد بالحرب.
الجميع يعلم ان الشباب الذين انبروا لقضية ترشيح "س" لمنصب رئيس الوزراء، والمواصفات التي طالبوا بها، هم شباب عملوا بجد واخلاص في المراحل الاولى لانتفاضة اكتوبر، وطالبوا كما البقية "بإسقاط النظام"، ودفع الكثير منهم حياته ثمنا لذلك، هذه حقائق لا يمكن نكرانها، لكن الذي حدث انهم تراجعوا كثيرا عن مطالبهم تلك، واخذوا على عاتقهم ما تردده السلطة وعصاباتها، من ان الحل يكمن بترشيح شخص "نزيه" و "وطني" و "غير متحزب" و "تكنو قراط" و "غير تابع لاحد احزاب السلطة" و. الخ، وهنا يكمن الخطر.
ان قضية مرشح رئاسة الوزراء هي وهم من اوهام السلطة ليس الا، انهم يعرضون اسماء مثل "فائق الشيخ علي" و "رحيم العكيلي" و "عبد الغني الاسدي"، ترى ما الذي سيفعله أحد هؤلاء في حال تسلمه ذاك المنصب؟ الكل، سواء في ساحات الانتفاضة او في خارجها، يدرك ان البرلمان والدستور واحزاب السلطة ورجال الدين المشرفين على العملية السياسية، والرعاة الدوليين، والميليشيات المسلحة والعصابات، كل اولئك هم العائق الاكبر لأي قضية "اصلاح"، فلا يمكن والحال هذه ان يكون هناك "شخص" قادر على حلحلة كل تلك العقد، ومن يسمح له بذلك؟
ان قضية مرشح رئاسة الوزراء هي اساءة بحق كل الانتفاضة، بحق كل المضحين من اجلها، بحق كل الجرحى والذي اغلبهم أصبحوا معاقين، اساءة بحق كل الذين اغتيلوا، وبحق كل المختطفين في سجون الميليشيات والسلطة، ان قضية ترشيح رئيس وزراء هو بمثابة اعطاء حقنة علاج لمريض يعالج سكرات الموت، هذا هو حال سلطة الاسلام السياسي اليوم.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟