أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين المهدي سليم - الميجور جنرال قاسم سليماني..أكثر من مجرد اغتيال














المزيد.....

الميجور جنرال قاسم سليماني..أكثر من مجرد اغتيال


أمين المهدي سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6456 - 2020 / 1 / 5 - 04:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من البديهي أن عملية اغتيال حولت السفاح الشرقي سليماني رجل المجازر وقاتل الأطفال والمدنيين إلى أشلاء لم يمكن التعرف على صاحبها سوى من خاتم مميز في أصابعه، ليست لعملية من هذا النوع ارتباط بظرف طاريء مثل الحشود قبل أيام قليلة أمام السفارات الغربية، ولا بقتل مقاول أمريكي نتيجة قصف قاعدة أمريكية، ضمن سلسلة تحرشات دبرتها إيران على أرض العراق، كل هذا مجرد تكأة لتمرير فعل سياسي؛ فهذه عملية تسبقها بنية تحتية كاملة للمعلومات واستعراض مطول لطرق وأدوات التنفيذ وحساب ردود الفعل وحجمها وخطط الرد عليها. وأعتقد أن اغتيال سليماني ومعه أبو مهدي المهندس قائد الحشد الشعبي هو رسالة عنيفة من أميركا لإيران، وأهم جانب إيجابي فيها هو فرحة الشعب العراقي. وسبقها بيوم واحد عبارة من دونالد ترامب :"أنا أهدد ولا أنذر"، وبعد العملية صرح البنتاجون :"اغتيال سليماني هو بداية"، من المنطقي أن يتردد أن ترامب له أهدافا انتخابية من العملية وتوقيتها، ولكن هذا لايتناقض مع وجود أهداف سياسية تكتيكية تفرضها خطة استراتيجية.
وفي اعتقادي أنه منذ خروج ترامب من الاتفاق النووي مع إيران قرر ادخال تعديلات على استراتيجية التوازن في الشرق الأوسط التى وضعها أوباما، وإن كنت أعتقد أيضا أنها مجرد تحسينات وعجز عن الخروج منها، وفحوى هذه الاستراتيجية أن كل ماتكلفته أميركا من دماء وأموال لتطوير العالم العربي فشل فشلا ذريعا، لأن نظم الاستبداد العربية هدمت كل المباني والمؤسسات والعناصر الوسيطة التى تكفل تحولا ممكنا إلى أنظمة مدنية، وكل محاولة لإنهاء هذه الأنظمة تنتهي إلى حروب أهلية مخططة مسبقا ولها بنية تحتية متكاملة، وهذا يتفق مع مقولة فرنسية شائعة :"في العالم العربي وفي المسافة بين أنظمة الطغيان وبين الحرب الأهلية لايوجد شيء".
وبالتالي كي تحافظ أميركا على الاستقرار وعلى مصالح الغرب في الشرق الأوسط عليها بصنع توازن بين 3 قوى غير عربية موثوق فيها وهدفها الاستقرار والتنمية على حساب الثقب الأسود العربي الإسلامي التعس وهى تركيا وإسرائيل وإيران، ولذلك ساند إيران باعتراف دولي بلوره الاتفاق النووي، ولكن إيران طلبا لتوسيع النفوذ على حساب تركيا وإسرائيل إنزلقت لأسباب أيديولوجية إلى مساندة أنظمة عربية متخلفة وهمجية وفاسدة بدلا من اضعافها، وهذا هو هدف الاستراتيجية كما تفعل تركيا وإسرائيل، ولم تقف هنا على حدود المسموح بل سعت لتكريس وجودها عبر هذه الأنظمة للاستقرار على ضفاف المتوسط والبحر الأحمر حيث تحولت هى نفسها إلى عامل عدم استقرار، وبدأت بجانب علاقاتها العلنية مع حيوان سوريا (بصوت ترامب) وإرهابي لبنان حسن نصر الله وحشود ميليشيات المجرمين في العراق، والحوثيين في اليمن، بدأت في تأسيس علاقات سرية هدامة عبر نظام المافيا العسكرية الحاكمة لمصر، وبالمناسبة زار سليماني القاهرة سرا وبتدبير من متعهد الإرهاب المشترك بين دمشق والقاهرة المجرم علي المملوك (وربما أكثر من مرة) لتنسيق توصيل السلاح إلى حماس بمقابل من "الرز" لجنرالات المافيا، كما أن آلية التنسيق مع إيران قديمة عبر توأمهم الإرهابي بشار الأسد. وقامت إسرائيل مرارا بضرب قوافل السلاح في منطقة تمتد من احدود مصر مع السودان وحتى رفح والحدود المصرية الإسرائيلية.
اغتيال الشخصية العسكرية الإيرانية الأولى المسؤولة عن توسيع النفوذ على حساب الأقطار العربية الإسلامية ماقبل الدولة وما قبل الإنسانية وما قبل القانون والأخلاق، هو رسالة تحجيم وتوضيب وإعادة صياغة للأهداف أكثر منها إعلان حرب، وإذا لم تفهم إيران الرسالة ستصبح هى نفسها منطقة نفوذ، وستجيب الأيام القادمة على هذا السؤال.



#أمين_المهدي_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباديء الحد الأدني لأهداف التغيير في مصر
- خطة ذيل السحلية العسكرية تحكم مصر
- في ذكرى مرور 40 عاماً على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائ ...
- أسباب العصيان الوطني في مصر
- كارثة يونيو 1967: مجرد إنقلاب استعان فيه عبد الناصر بإسرائيل
- مصر: الديكتاتورية العسكرية وإنهيار الدولة.. شئ واحد
- داعش وأخواتها والفوضي . . ألحصاد الصحيح للفاشيات العربية
- الإقطاع العسكرى فى مصر: سلب ملكيات المجتمع وموارد وطنه وأخير ...
- الاغتصاب .. العنوان الحقيقي للثقافة والعلاقات في مصر تحت حكم ...
- المُلّا عدلى منصور الرئيس المؤقت وخطاب التطرف والفتنة
- الأقباط: قربان أضحوى على مذبح الدكتاتوريات العسكرية الدينية
- مصير مصر بين العسكر والإخوان والقوى المدنية
- رؤية للخلاص الوطنى فى مصر
- مصر والخروج من حذاء صيني صدئ (3 /2) -


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين المهدي سليم - الميجور جنرال قاسم سليماني..أكثر من مجرد اغتيال