رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 23:40
المحور:
الادب والفن
حنان طه
"لعلك تدري"
للمرأة لغتها الناعمة وصوتها الهادئ، من هنا تجدنا بين الحين والآخر بحاجة إلى التحرر من سطوة الرجال، لننعم بصوتها، بتعابيرها، لنرى كيف تفتتح الأديبة "حنان طه" نصها:
"حروفك سيمفونية
عزفت على شغاف قلبي"
ألفاظ بيضاء وناعمة "حروفك، سيمفونية، عزفت، شغاف، قلبي" ونحن نعلم أن عناصر الفرح تتمثل في "المرأة/الرجل، والطبيعية، والكتابة/القراءة/الفنون" وها هي "حنان طه" تقدم لنا عنصرين من تلك العناصر، الكتابة/الفن حروفك/سيمفونية، وإذا ما توقفنا عند "حروفك" المذكرة نتأكد بأن المتحدثة هي أنثى فهي تميل إلى نظريها/الرجل.
"آلت إلى وطنها المرئي
فأثارت شغباً"
وهنا تأخذنا إلى الطبيعة "الوطن" وبهذا تكون قد استكملت عناصر الفرح، وفي هذا المقطع نجد التكامل بين المرأة والرجل، "وطنها/مذكر، والمرائي/مؤنث.
"وسط جموع صدري
سرت تدمدم نبضي
دق رجف شوقي
فيا لون الحب العذري
طوًق الشوق زندي.....
ولعلك تدري "
التكامل مع المقطع فاتحة النص "سيمفونية" جاء من خلال "دق" فالدق هنا ليس فعل قاس، بل فعل له علاقة بالفرح/الموسيقى، ونجد العلاقة بين "آلت إلى وطنها" وبين "طوق الشوق زندي" وهذا ما يجعلنا نأخذ النص كوحدة واحدة.
تُرغب الأديبة الآخر بها/بقلبها فتقول:
"قلبي صولجان فضي
رمز سلطان دربي
قدسية في نقشي
نفيسة في عهدي "
وهنا أيضا نجد اللغة البيضاء، والتي تعبر الطبيعة الداخلية والسلوكية للأديبة.
وتختم نصها بقولها:
"فيا ليتك تدري
بانك سفري
وأنسي
في ليل سهدي"
وهنا تكون الخاتمة منسجمة مع الفاتحة، فالعلاقة بين "عزفت وأنسي، وآلت وسفري" فالنص وحدة واحدة تتكامل وتنسجم فيه الأفكار والألفاظ والأفعال، وقبل الختام نتوقف عند اللغة الأنثى في "لعلك تدري" والتي نجدها بهذه الألفاظ: "عزفت، شغاف، فأثارت، شغبا، وسط، صدري، سرت، تدمدم، نبضي، دق، رجف، شوقي، طوق، زندي" كل هذه الألفاظ تختص بها المرأة أكثر من الرجل، وهذا ما يجعلنا نقول أننا أمام صوت أنثى، صافي ونقي من أي مؤثرات ذكورية.
النص موجود على صفحة الكاتبة على الفيس.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟