|
متابعة صحفية لاغتيال قاسم سليماني
جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي
(Jassim Al-saffar)
الحوار المتمدن-العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 23:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د. جاسم الصفار 03/01/2020 نتيجة للعملية الأمريكية الخاصة، التي نفذت في وقت مبكر من يوم الجمعة 03/01/2020 قُتل قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني. وكان الرئيس ترامب شخصيا هو من اعطى الامر بتصفية سليماني. وبذلك تكون الولايات المتحدة الامريكية قد ردت على الهجوم الأخير على سفارتها في بغداد. فما هي خيارات الرد الايراني؟ وعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "بالانتقام الشديد" لاغتيال الجنرال قاسم سليماني ، قائد قوات القدس الخاصة (قوات نخبة) في الحرس الثوري الإيراني. ووفقا لخامنئي ، الذي أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في البلاد ، "الانتقام ينتظر من بقي دم قاسم سليماني ودماء الشهداء الاخرين على يديه." القائد السابق للحرس الثوري الإيراني ، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام (الهيئة الاستشارية للمرشد الأعلى) ، محسن رضائي ، تحدث أيضاً عن الانتقام القادم. وهدد رضائي قائلاً: "إن قاسم سليماني ، انضم مع اخوته الابرار الى قافلة الشهداء وستحاسب امريكا على ما اقترفته" . الجنرال قاسم سليماني كان في زيارة الى بغداد بدعوة من نائب رئيس الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس الذي رافقه الى السيارة التي كانت بانتظاره. وفي الوقت الذي تحرك فيه موكب السيارات المرافقة للضيف الكبير من مطار العاصمة، أطلق الطيران الأمريكي أربعة صواريخ على الأقل اصابت السيارتين الاولى والثانية، وكان سليماني والمهندس في السيارة الاولى. في لحظة القصف ، كانت السيارات في موقع محاذي لمحطة الشحن. كما اصابت صواريخ أخرى المنشآت العسكرية للجيش العراقي والتحالف الدولي. بالإضافة إلى قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، قُتل ما لا يقل عن 10 أشخاص ، كانوا أيضًا في الموكب، من حراس وضيوف. وبعد ساعات قليلة من خبر اغتيال سليماني ، عيّن علي خامنئي العميد إسماعيل قاني "أحد القادة البارزين في فيلق الحرس الثوري الإسلامي منذ الحرب الإيرانية العراقية" بديلا لسليماني في قيادة فيلق القدس. الا ان ذلك لم يعد تعبيرا عن أن ايران قد تجاوزت فقدها الكبير للشخصية القيادية الفذة قاسم سليماني. وصف المدير العام لمركز دراسة إيران الحديثة ، رجب سفاروف ، سليماني بأنه شخصية أسطورية واسعة النطاق ، ومن المستحيل تمامًا الاستعاضة عنه. يعتبر المحلل السياسي سفاروف الحادث "أكثر أعمال الإرهاب الدولي إثارة للانتباه من جانب الولايات المتحدة". ففي الهياكل العسكرية لإيران ، لا يوجد شخص بهذا الحجم الضخم. كان سليماني واسع الاطلاع وقارئا جيدًا وفيلسوفًا. كانت وجهات نظره الإنسانية جذابة بشكل خاص. لا توحي شخصيته بالارهاب. إنه صانع سلام حقيقي في العالم "، حسب ما كتبه عنه اليوم رجب سفاروف في صحيفة (فزكلاد) الروسية. يعتقد المحلل السياسي أنه سيتم اعتبار الجنرال الآن أهم شهيد في إيران ، وسوف يرتقي إلى مستوى التقديس، لأنه كان "ألمع وأكثر شخص موثوق به ليس فقط في إيران ، ولكن أيضًا في بلدان أخرى في الشرق الأوسط حيث توجد مشاعر مؤيدة لإيران". كان سليماني يسعى دوما الى نوع من التوازن في الشرق الأوسط. لقد حاول دائمًا تجنب الكثير من الدماء. وصف أندريه كورتونوف ، المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الخارجية سليماني بأنه شخصية بارزة ومنظم مبدع. لقد كان قائد أكثر القوى محافظة في النخبة العسكرية الإيرانية. لذا فان تصفية شخصية بهذا الحجم مثل قاسم سليماني هي رسالة من الرئيس ترامب إلى الجميع: الديموقراطيون الذين اتهموا ترامب بعدم التحرك ، والشركاء الأمريكيون في الشرق الأوسط ، وخاصة الخليج ، الذين يشعرون بقلق بسبب عدم فعالية الحماية الامريكية لهم. وكما قال ترامب نفسه ، هذه إشارة للعراقيين، خاصة اولئك الذين لا يتعاطفون مع ايران، بحسب كورتونوف. أعلن البنتاجون مسؤوليته عن العملية الخاصة ، قائلاً إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى الأمر بفتح النار. ومن ثم توجه، ترامب، منتشيا بالنصر الكبير الذي حققه ليفتح صفحته في التويتر ناشرا فيها صورة العلم الأمريكي دون أي تعليق. ومن جهته كتب بومبيو على تويتر أن العراقيين يفرحون بقتل سليماني. "العراقيون عراقيون! - الرقص في الشوارع دعما للحرية. لقد أعربوا عن امتنانهم لأن الجنرال سليماني لم يعد هناك." ويتابع المحلل السياسي رجب سفاروف، مؤكدا قناعته بجدية التهديد الايراني بالانتقام لمقتل قاسم سليماني، مشيرا الى ان ترامب "سيخاف على حياته حتى نهاية أيامه". "أعرف أن العشرات من المجموعات على استعداد للانتقام شخصيًا من السيد ترامب. لن يهدأوا حتى يصلوا إلى هدفهم. نام ترامب ليلته هذه وهو يشعر بأنه بطل ، لأنه اغتال الجنرال الأكثر شهرة في الشرق الأوسط. لكن نشوة الانتصار ستنتهي خلال الساعات القليلة المقبلة أو بحد أقصى خلال أيام ". ووفقا لسفاروف، فان السؤال الكبيرالآن ليس فقط الأمن الإقليمي ، ولكن أيضا الأمن العالمي. يعتقد الخبير أن العالم اصبح على وشك حرب كبيرة وهناك تهديد بسفك دماء كثيرة في الشرق الأوسط. ردا على اغتيال قاسم سليماني ، فيمكن لإيران أن تضرب إسرائيل ، الحليف الاقوى لأمريكا في الشرق الاوسط بمساندة حلفائها في لبنان وفلسطين وسوريا، أو بتهديد امن الملاحة في الخليج ووقف ضخ النفط عبر مضيق هرمز. على خلفية هذا الهاجس الاخير، ارتفعت أسعار النفط العالمية بالفعل بنسبة 4 ٪. قد تعاقب طهران أيضًا "شركاء الولايات المتحدة في الجزيرة والخليج" أو تهاجم القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا وأفغانستان. قد تكون هناك بعض "المفاجآت". لكن إيران ، مثل ترامب ، ليست مهتمة بحرب كبرى. ووصفت موسكو مقتل سليماني بأنها خطوة مغامرة قد تؤدي إلى زيادة التوتر في جميع أنحاء المنطقة. وفقًا لوزارة الخارجية الروسية ، فإن الجنرال "خدم باخلاص قضية حماية المصالح الوطنية لإيران". وأضافت وزارة الخارجية: "نعرب عن خالص تعازينا للشعب الإيراني". وقال كونستانتين كوساتشيف ، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي ، إن الولايات المتحدة تتوقع الانتقام. في محادثة مع ريا نوفوستي ، قال السناتور كوساتشيف إن اغتيال سليماني "أسوأ سيناريو انتقام امريكي" ردا على الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد في أواخر ديسمبر من العام الماضي. "وإذا كان الأمر كذلك ، فإن الانتقام الايراني، للأسف ، لابد ان يأتي قريبا"، كما يعتقد كوساتشيف. علما ان المحلل السياسي رجب سفاروف كتب ايضا عن قناعته بأن على روسيا أن تدين مقتل سليماني بأشد الطرق الممكنة وأن تدخل في اتصال عاجل مع القيادة الإيرانية في محاولة لتخفيف رد طهران ومنع تطور الأحداث وفقًا لأسوأ سيناريو. وقال رجب سفاروف: "بصفتها عضوًا في مجلس الأمن الدولي ، يتعين على روسيا أن ترد على هذه الواقعة الفظيعة المتمثلة في الإرهاب الدولي". أندريه كورتونوف مقتنع بأن ترامب لا يحتاج إلى صراع عسكري مع إيران ، لأنه "في فلسفته الشخصية ضد الحرب". كما ان المشاركة في حرب جدية مع إيران عشية الانتخابات الرئاسية هي هدية للديمقراطيين. مثل هذه الحرب لا يمكن أن تكون قصيرة ؛ إنها خسائر كبيرة لا مفر منها. إيران قوة إقليمية قوية، وهي منذ فترة طويلة تستعد لمثل هذه الحرب. وختم كورتونوف: "لا يمكن الاعتماد على النصر السهل".
#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)
Jassim_Al-saffar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج
...
-
قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج
...
-
قراءة شخصية لمسار الانتفاضة الشعبية التشرينية في العراق (الج
...
-
الوطنية ليست بقرة للحلب تسرح في معلف الاعداء
-
سانتا باربارا وسانت ليغو
-
بين الواقع وتفسيره في الموقف التركي
-
الهدية الملغومة
-
بين معطفين......
-
حول التحالفات
-
الاذلال والمقاومة في ثلاث محطات....
-
في ذكرى العدوان النازي على الاتحاد السوفيتي
-
الحياة السعيدة
-
الوعي الثوري والحس الثوري
-
بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثالثة)...
-
بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثانية)...
-
بين ثلاث معتقلات (الحلقة الاولى)...
-
عثرة في الدبلوماسية الايرانية ام رؤيا منقوصة في السياسة الخا
...
-
تغريدات امريكية في غابة التويتر
-
الثورة السودانية وخياراتها الصعبة
-
قلف المراكب لا يثنيها عن الابحار
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|