بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 18:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نفذ سلاح الجو الأمريكي فجر اليوم غارة جوية على طريق مطار بغداد الدولي أدت لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.عملية الإغتيال التي حصلت لم تكن بالحدث البسيط أو بالفعل الهين حتى على دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بالنظر لتوقيت الإغتيال والثقل الأمني والإستراتيجي لشخص سليماني الذي يمثل الذراع الضاربة للحرس الثوري الإيراني والعقل المدبر لعمليات أمنية وإستخباراتية عديدة في المنطقة.الرجل لم تقع تصفيته ضمن موكب كبير، السيارة الناقلة له خرجت على طريق مطار بغداد الدولي والواضح أن الوجهة ربما كانت الحدود العراقية السورية حيث تنتشر تشكيلات الحشد الشعبي العراقي المدعوم من إيران والذي عززه سليماني بالخبرة والخطط والسلاح وما يؤكد هذه الفرضية وجود أبو مهدي المهندس الذي قتل بدوره في هذا الإستهداف مع ضباط آخرين وهو أحد أهم الوجوه البارزة في الحشد الشعبي وفي معارك الموصل ضد تنظيم الدولة الإسلامية وما يثار دوما حوله من أنه رجل إيران في العراق.الواضح أيضا أن قنص معلومات تهم تحركات قاسم سليماني في العراق ومن ثمة إغتياله هو عمل أمني على مستوى دقيق وعالي ويصب ليس في مصحلة الولايات المتحدة فقط بل وخاصة مصلحة إسرائيل ودول عربية في مقدمتها المملكة العربية السعودية.بعد خبر الإغتيال سارعت واشنطن للتأكيد وربط تصفية الرجل بإعتبارات ودواعي أمنية امريكية وأنها عملية دفاع لا تنوي من خلالها جر إيران للحرب، إسرائيل سارعت بالإستنفار والتأهب وعقد المجلس الأمني المصغر الكابنيت لإتخاذ تدابير إحترازية ضد ردود فعل محتملة من إيران.إيران نددت في البداية وسارعت لإستنفار أجهزتها ومؤسساتها وترأس المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية على خامنئي لأول مرة مجلس الأمن القومي الإيراني، الإيرانيون خرجوا للشوارع في عديد المدن وتوعدت بعض القيادات الأمنية البارزة في الحرس الثوري بالإنتقام للقائد سليماني . في لبنان يترقب الجميع كلمة لحسن نصر الله ورد فعل حزب الله الذي لا ينفي علاقته بإيران وحتى بدور سليماني في حرب 2006 ضد إسرائيل، روسيا والصين رفضتا عملية الإغتيال وإعتبرتاها تصعيد غير مبرر وخطير في منطقة الشرق الأوسط. تصفية قاسم سليماني في مثل هذا الوقت وخاصة بعد أحداث السفارة الأمريكية في العراق موخرا هو منعرج في مسار الصراع الإيراني الأمريكي في المنطقة والذي إحتدم منذ ولاية دونالد ترامب وإنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي مع إيران، ربما لا تريد واشنطن الحرب مع إيران لكن الحشد العسكري والتحركات على الأرض والتعزيزات التي ترسلها للمنطقة في الآونة الأخيرة توضح أن هناك خطوات على مسار حرب قادمة بدايتها حصار وتجفيف منابع وإغتيالات ومن ثمة حسم عسكري.المنطقة ستكون أمام تحديات وزخم كبير ينضاف لما تعرفه من حروب وصراعات وأزمات وتغييرات.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟