صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 12:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان لشعار إسقاط النظام صدى كبير في أوساط شعوب المنطقة، وكان النظام في العراق يعتبر نفسه بعيدا عما يدور في دول المنطقة.
صحيح أن تغيير الأنظمة في العديد من البلدان لم يأتي بالتغيير المنشود، بل إن بعضا من هذه البلدان وبسبب سرقة ثورتها من جهات رجعية وتدخلات الدول الرأسمالية الراغبة بالهيمنة لضمان مصالح النفوذ والشركات وتقاسم الحصص، صارت تعاني من الصراعات الداخلية والحروب الأهلية، وبسبب غياب التنظيم الجماهيري وبروز قوى سياسية وأحزاب من أوساط الجماهير تعبر عن وتمثل تطلعاتهم، فإن ثوراتهم وانتفاضاتهم وصلت إلى ما وصلت إليه.
في العراق اليوم تطالب الجماهير بإسقاط النظام والخلاص من شلة اللصوص والأوغاد وقادة المليشيات التي قتلتهم ونهبت خيراتهم، وكل الدعوات لإصلاح النظام او تعديل مسار العملية السياسية انما يصدر من المنظومة السياسية الحاكمة أو من بعض الإصلاحيين والانتهازيين الخائفين على مصالحهم وامتيازاتهم.
الأنظمة القومية العربية التي انتهت بما يسمى بثورات الربيع العربي، كان العراق قد غادرها منذ الاحتلال الأمريكي، الذي سلط الأحزاب الإسلامية والاحزاب القومية الكردية وشروكاءهم على رقاب الناس، وانتفاضة أكتوبر انما اشتعلت من أجل الخلاص من هذه الأحزاب وكل النظام الطائفي والمحصصاتي.
من أجل استكمال أهداف الانتفاضة التي قطعت شوطا في دك أركان هذا النظام وشل قدرته على حرف مسار الانتفاضة ومحاولة إدخالها في صراعات دولية وإقليمية، لا بد من الاستمرار حتى إسقاط النظام.
ولأن السياسة والطبيعة بشكل عام لا تقبل بالفراغ كان لزاما على الجماهير أن تنظم نفسها من أجل عدم السماح لكل من يحاول السيطرة على مخرجات الانتفاضة سواء من الخارج او من الداخل ويسد اي فراغ حاصل في السلطة.
السلطة الحقيقية هي سلطة الجماهير، لكن لا يمكن أن تأخذ أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية من دون الانشغال الدائم والعمل الدؤوب على تحقيق التمثيل الجماهيري المباشر على الصعد المختلفة سواء السياسية او النقابية او المجتمعية، وهذا الأمر غير قابل للتحقيق دون اعتماد المجالس الجماهيرية الثورية التي تقود البلاد في المرحلة المقبلة عن طريق قيامها بكتابة دستور جديد ورسم السياسات الاقتصادية للدولة وتشكيل سلطة معبرة عن حاجات المجتمع وتطلعاته في حياة حرة ورغيده.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟