أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهاد عثمان - البطّة المستاءة، قصّة أطفال للكاتبة الفلسطينيّة نزهة أبو غوش














المزيد.....

البطّة المستاءة، قصّة أطفال للكاتبة الفلسطينيّة نزهة أبو غوش


سهاد عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6453 - 2020 / 1 / 2 - 14:55
المحور: الادب والفن
    


قراءة وتحليل: سهاد عثمان
صدرت القصّة مع بداية 2020م عن دار الهدى للنّشر والتّوزيع
ارى بانّ القصّة تلائم من سنّ 3-9 سنوات.
سوف أتناول مناقشة القصّة من النّاحية اللغوية، والتّربويّة، والاجتماعيّة.
- - النّاحية اللغويّة:
احتوت القصّة على لغة سلسة سليمة تثري قاموس الطّفل، حيث لا يستخدمها في حياته اليوميّ بين اسرته. نحو كلمة: مستاءة، هرعت ./ تختنق، تنفّسها منتظم، يهتفون، قلق، خوف، التقط، الشّجاع طمئني اجتماع طارئ...الخ
هناك أيضا تصريف للكلمات لإفادة الطّفل قواعديا نحو:
هي مستاءة هم مستاؤون، نحن مستاؤون...المذكّر والمؤنّث نحو فوفو الأخضر، وسيسي البيضاء... الخ
كذلك في القصّة تعدّد الالوان حيث تتيح للطّفل التّعرّف عليها نحو: توتو البنّي وسيسي البيضاء وفيفي الصّفراء...
كذلك تصريف الافعال نحو: نزلت بطبوطة، خاف سعدو.
كما أنّ القصّة تثري معان لم يدركها مسبقا نحو أسماء الحيوانات المختلفة: زرافة، ضفدع، بطّة، سلحفاة...
أنصح البالغين عند قراءتهم القصّة للأطفال بعدم ترجمتها بل قراءتها كما هي؛ كي يفهمها الطّفل من سياق الجملة وبواسطة صوت القارئ وحركاته.
أمّا من النّاحية التّربويّة فقد حقّقت القصّة تلك الأهداف:
أوّلا مفهوم المحافظة على البيئة، ومفهوم الضّرر الّذي يسبّبه التّلوّث للحيوانات حتى يكاد ان يقضي عليهم وقد ذكر مثال على ذلك ، الكيس البلاستيكي الملقى في البركة تسبّب في اختناق البطّة الصّغيرة .
هنا يمكن للبالغ لفت نظر الطّفل للاهتمام بالشّاطيء وعدم رمي النّفايات. كذلك يمكن للمعلّم أن يوسّع الفكرة التّربويّة حسب معرفته.
ثانيا: الهدف التّربوي السّلوكي حيث تمّ التّركيز في القصّة على مسألة القانون وأهميّته في الحياة، حيث لا يمكننا معاقبة أحد دون اللجوء إِلى القانون. – كما وذكرت ذلك في قصص باقي السّلسلة: الخروف الغضبان، الدّجاجة المذعور-
يجب على المربيين ترسيخ فكرة القانون من الصّغر، حيث علينا ان نتّبع القوانين كي تصلح الحياة.، وانّه ليس بإمكاننا معاقبة احد او الانتقام منه دون اللجوء للقانون.
حبّذا لو كان في القصّة فراغا يتيح للطّفل كتابة القانون الّذي يقترحه؛ ويستنتجه من القصّة.
اعجبني ان نهاية القصّة هي نهاية مفتوحة دون ان تذكر الكاتبة نوع العقاب، فهذا يعطي القارء الصّغير فرصة للتّفكير والتّحليل والاستنباط ، حيث يزيد ذلك من ثقته بنفسه، كذلك هي فرصة تعليميّة مشتركة ما بين المعلّم والطّفل في الصّف او الرّوضة.
حيث تعطي المجال للتّحاور بالعقل والمنطق.
النّاحية النّفسيّة والاجتماعيّة في القصّة:
لقد اعجبني بأنّ ابطال القصّة حيوانات؛ وذلك لعدم تأثّر الأطفال بالحدث كما لو كانوا بشرا. أرى بأنّ هذا يراعي الوضع النّفسي لدى الأطفال ويمكن أن يكون تأثيرهم أقلّ كما في حلة اختناق البطّة فيفي. – أظهرت القصّة صورة الأمّ الّتي تخاف على أبنائها وترعاهم وتصحبهم معها للسّباحة في بركة الحديقة تراقبهم وتهتمّ بهم وترعاهم في جوّ يملأه الحبّ.
لقد ظهرت على أُسرة البطّة المشاعر المختلفة، فهذه الصّورة تعزّز النّاحية العاطفية والشّعور بالأمان..
كما أن القصّة أظهرت مدى اهتمام الآخرين من حيوانات الحديقة وحبّهم المساعدة وقد هرعوا لنجدة البّطّة المخنوقة. وقد تطوّع الضّفدع لعمل ذلك، وهذا يزيد من الألفة والمحبّة في مجتمع الحديقة. لم تغفل الكاتبة أن تنوّع في أجناس البطّات فهم اثنان واثنتان، هذا يعزّز مفهوم التّنوّع المجتمعي فلا ينحصر على الأُنثى فقط، أو الذكّر
فقظ.

شخصيّات القصّة:
تبدو شخصيّات القصّة شخصيّات غير نمطيّة كما عودتنا قصص الأطفال صغارًا، حيث ظهرت فيها شخصيّة شرّيرة، وآخرون غير شرّيرين وفي النّهاية ينتصر الخير على الشّر.

هنا نجد بأنّ لشخصيّة القرد سعدو مثلا الّذي تسبّب في اختناق البطّة لم يعتبره الأطفال شرّيرا بل هو مثلهم حيوان عادي، لكنّه أخطأ في سلوكه. و بالمناسبة يمكن أن يحبّ الأطفال هذه الشّخصيّة .
فعندما غنّى القرد أُغنية على دلعونة وهو يأكل الفستق، يدخل على قلوب الأطفال شيئا من الفرح.
شخصيّة البطّة الأمّ مثلا شخصيّة رزينة متفهّمة لم يصدر منها أي مسبّة على القرد، بل عبّرت عن استيائها من سلوكه وطالبت بعقابه.
أمّا شخصيّة الضّفدع فهو الشّخصيّة المميّزة الّتي بادرت بإنقاذ البطّة من الغرق مستخدما لسانه كوسيلة. ولم تلغ الكاتبة دور الأبّ في تكوين الأسرة، مع أنّ دوره جاء ضعيفا.
، فقد استشهدت به البطّة فوفو، وقالت للضّفدع؛ كي تشكره بعد أن أنقذها من الاختناق: " سوف أُخبر أبي عند عودته من السّفر، أن يجلب لك هديّة" ص16.
شخصيّة الزّرافة تمثّل دور شخصيّة الحاكم القدير المتّزن الغير متسرّع في أحكامه.



#سهاد_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهاد عثمان - البطّة المستاءة، قصّة أطفال للكاتبة الفلسطينيّة نزهة أبو غوش