أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قصة البطة المستاءة وسيادة القانون














المزيد.....

قصة البطة المستاءة وسيادة القانون


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6453 - 2020 / 1 / 2 - 03:13
المحور: الادب والفن
    


رفيقة عثمان:
صدرت قصّة الأطفال"البطّة المستاءة" للأديبة نزهة أبو غوش عام 2019. تقع القصّة التي تزيّنها رسومات منار الهرم نعيرات والصادرة عام 2019 عن دار الهدى للطباعة والنّشر كريم م.ض. في كفر قرع في 24 صفحة من الحجم الكبير، مفروزة الألوان وبغلاف مقوّى.
تُعتبر هذه القصّة ضمن سلسلة "الحيوانات الصّديقة في الحديقة"، والتي نُشر منها حتّى الآن ثلاث قصص: الدّجاجة المذعورة، والخروف الغضبان، والبطّة المُستاءة. في كلّ قصّة تناولت موضوعًا مختلفًا عن الآخر.
ما يُميّز هذه السلسلة هوالترابط في الأفكار من حيث التركيزعلى حل المشاكل المختلفة باللجوء للقانون، والانصياع لأحكامه.
اهتمّت الكاتبة في التصوير والتعبير عن المشاعر المختلفة خاصّةً عند اختيار العناوين مثل: ( المذعورة – الغضبان – المُستاءة). تجدر الإشارة بأنّ هنالك نقصا بالقصص خاصّة باللغة العربيّة، التي تُعبّر عن المشاعر الذّاتيّة للأطفال؛ والتي تُعبّر عن مشاعر الضيق والحزن وغيرها. من خلال هذه السلسلة الجديدة، تتاح الفُرصة للأطفال بالتّعبيرعن أنفسهم بحرّية وطلاقة، ممّا يساهم في تخفيف مشاعر الحزن والألم في نفوسهم، ويهدف لتنشئة صحّة نفسيّة سليمة في المستقل.
هدفت الكاتبة من قصة البطّة المستاءة هو إكساب الأطفال عدّة قيم إنسانيّة في مرحلة الطّفولة المُبكّرة وخاصة مرحلة التنشئة الأولى لغاية الخمس سنوات. من هذه الأهداف التربويّة: المحافظة على جودة البيئة وجمال الطبيعة، وتنمية الانتماء للمكان والبيئة المحيطة، والمحافظة على الممتلكات العامّة، حيث هدفت القصّة معالجة السلوك السلبي، مثل تلويث البيئة، كما تصرّف القرد سعدو عندما رمى الكيس البلاستكي، وقشر الفستق في البركة وساهم في تلويث البيئة، كما هدفت القصّة إلى تعزيز الانصياع والانضباط للقوانين، كما فعلت الزرافة حين استعانت بالدستور، ولم تستمع لاقتراحات باقي الحيوانات بالمعاقبة.
كما وهدفت القصّة إلى تنمية حب التعاون والمشاركة الجماعيّة، كما تعاونت كافّة الحيوانات لإنقاذ البطّة، وكان الضفدع أوّل المبادرين لإنقاذ البطّة من الاختناق من الكيس العالق على رأسها، كما هدفت القصّة إلى عدم الاعتداء على خصوصيّات الآخرين، كما تصرّف القرد سعدون بالإساءة للبطّات أثناء سباحتها في البركة.
منحت الكاتبة صفة الإساءة، نظرا لاستياء البطّة من سلوك القرد السلبي، كما نستاء عندما نرى الأفراد يلوّثون البيئة في مجتمعاتنا، ومن هذا الشعور استقت الكاتبة عنوان القصّة.
في القصّة لم تصدُر أحكام ظاهرة وعدم فرض أفكار وأحكام تؤدّي إلى العقوبات، بل أتاحت الفرصة مفتوحةً للتفكير، وتحفيز الأطفال بتحديد الحكم على المُعتدي وضرورة اختيار نوع العقاب الّذي يستحقّه، وفقًا للظروف والبيئة المُتاحة للأطفال بإرشاد البالغين والمرّبّين.
وجّهت الكاتبة للطفل القارئ فكرةً، بأنّ اللجوء إلى القانون هو الحل قبل تناول أيّ نوع من العقاب، إذا كان القانون يسمح أم لا يسمح بالعقاب. وفقًا لما تقرّه الزرافة (القاضية)، مستندةً على القانون المُوثّق في ملف خاص في الدستور ، كما ذكرت: "من يتسبّب في تلويث بيئة الحديقة، سوف ينال عقابا مُلائما".
يبدو أنّ اختيار الكاتبة للزرافة كأنثى بدور الحاكمة، لم يكن صدفةً، ترمُز هنا لتشجيع الجنس الأنثوي في تقليد والتماهي مع شخصيّة الزرافة لتقلّدها منصب الحكم في المستقبل، نظرا لكونها أنثى، كما تساهم في تعزيز فكرة تقبّل الجنس الآخر كون الأنثى قائدة في مجتمعها.
في قصّة البطّة المُستاءة أستُخدمت اللّغة الفصحى السّلسة والّسهلة، على لسان الحيوانات، ممّا يبعث الفرحة في نفوس الأطفال.
تبدو اللّغة في القصّة غنيّة، وتُثري القاموس اللّغوي عند الأطفال كما ورد من مفردات مختلفة مثل:
(مُستاءة – لحِق بها – مملوءا - حافّة البركة – فرح ومرح – خلف – غطّى – بلهفة – تختنق – يهتفون – هرعت – قلق – قفز – مُسرعا – التقط – مهارة – تنفّسها منتظم – الشّجاع – أنقذ – يجلب – قرّرت – عقد اجتماع – طارئ – لوّث البيئة – أتنازل – حقّي – مِطرقة – طرقت – ينال عِقابًا).
الإخراج الفنّي للكتاب يبدو مُتقنًا، من ناحية تصميم الغلاف بالورق المُقوّى، وأبدعت الفنّانة منار نعيرات في التعبير في الرسومات الجميلة للحيوانات مع تعابير الوجوه، واستخدام الألوان المُريحة للعيون، بالإضافة للكتابة الواضحة والخط الواضح الكبير.



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الأرجوحة والخيال
- وقفة مع كتاب: -من بين الصّخور- مرحلة عشتها-
- رواية تايه والسيرة الجمعية
- قراءة في كتاب المرأة الفلسطينيّة واقع وتحديات
- رواية-كرنفال المدينة- وواقع القدس
- رواية عند باب السماء والأخوة بين الشعوب العربيّة
- قراءة في قصّة أطفال: -دقدوق لا تُزعج أبوك-
- رواية ليت ما لها وما عليها
- قراءة في قصص-عين الحب كفيفة-
- قراءة في كتاب قضيّة في المدينة المقدسة
- قراءة في شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء
- رواية السيق وحب القدس
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت
- قراءة في رواية حرب وأشواق
- قراءة في رواية: - فيتا- أنا عدوَّة أنا-


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قصة البطة المستاءة وسيادة القانون