أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جواد - أزمة وعي














المزيد.....

أزمة وعي


محمد جواد

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تحاول أن تجد مقارنة بين شعوب متطورة وأخرى نامية، تجد أن الفرق الوحيد بينهما، هو نسبة الوعي.. فالإدراك الكلي لجزيئات الأمور، هو الحد الفاصل بين أن تكون أو لا تكون..
العراق خاض التجربة الديمقراطية، بصبغة مراهقة جداً في أول إنتخابات عام ٢٠٠٦، وكان قرار الأختيار ضمن هامش العقول، أقرب إلى الطائفي من كونه قرارا مصيريا لتحديد مسار البلد، من هاوية الدكتاتورية الفاشلة إلى ديمقراطية ناجحة، وكل التجارب تكون بداياتها غير صحيحة تماما، والتغير دائماً يكون في الثانية منها.
نظم السياسيون أوراقهم على مدى أربعة سنوات، ليخوضوا إنتخابات ٢٠١٠ كلٌ على حدة، وفق جمهورهم، فالعملية الديمقراطية تكفل للجميع تكوين أحزاب وتيارات، ليخوضوا بها غمار العمل السياسي، وكان جمهور الأحزاب يختلف من جهة إلى أخرى، بين الولائي الجاهل إلى المثقف المنفتح، رغم قلة الأخير..
كانت إنتخابات ٢٠١٠ حسب التوجه والأنتماء السياسي حصراً، فأنتجت بودقة مغلقة من سياسي الصدفة، فأصحبت دهاليز السياسة حكراً عليهم، وأمسى شعبنا مؤدلج التوجه، ويسير خلف أبواق الإعلام الممول، وينفذ حسب أوامر تصدر في مجموعات الواتساب أو التلكرام، كل حسب تنظيم تياره أو حزبه!
دخلنا إنتخابات ٢٠١٤ تحت سطوة الأحزاب الحاكمة، فكانت الأبواق تنادي بإنتخاب نفس الوجوه، وأصوات ضعيفة جداً، تنادي بالتغيير بسبب فشلهم في إدارة الدولة ووارداتها.
الأغلبية الصامتة مازالت لم تنطق بحرف، وانزوت في زاوية مظلمة، ولم تحرك أصبعاً في الأنتخاب، فكانت النتيجة للمرة الثالثة لصالح الأحزاب.. فأنتجت صراعا كبير بين رؤس الحكومة، مما أدخل العراق في معركة داعش الغبراء، التي أخذت مأخذها من دماء أبناء الوطن، وسببت نكسة كبيرة في الإقتصاد العراقي، مازلنا نعاني منها لحين اللحظة، لكن الغريب ماحدث في إنتخابات ٢٠١٨، التي زادت من نفوذ الأحزاب بسبب قلة مشاركة الشعب في عملية الأصابع البنفسجية.
تظاهرات ٢٠١٨ التي شاركت بها الطبقة الكادحة والمتضرر، وتوغلت بها جماهير الأحزاب لتشويهها، تنقلت بين المد والجزر بين العنف والسلمية، فكان الحد الفاصل فيها للتغير هم المتظاهرين والمرجعية، التي دائماً ما تحدد المسار الصحيح للتظاهر كلما حرفها المندسين..
الأحتجاجات أتت بإيجابيات عديد، منها الغاء إمتيازات المسوؤلين، وكذلك عدم ترشيح مزدوجي الجنسية، ولكن أهم إنجاز كان قانون الأنتخاب، الذي تشوبه العديد من الأخطاء، لكن يمكن أن يعتبر نجاح لإرادة الشعب، الذي صمد لمدة شهرين في سوح الأحتجاج.
الكرة الآن لا في ملعب الأحزاب فحسب، ولكنها أيضاً ليست في أحضان الشعب، فقانون الأنتخاب الجديد يعتمد بالصورة الأساس على نسبة الوعي لدى الشعب، في أن يكون أو لا يكون..
إذاً لن يتغير الحال إلا بقدر يسير، إذا ما تنتهي كل من الأنتخاب العاطفي، والسلاح المنفلت، ونظام المحاصصة.. التي سببها أننا نتعايش مع أزمة وعي، فالعملية هنا طردية، كلما زادت نسبة الوعي لدى الفرد، كلما أزداد نسبة صعود الأفضل والنزيه.



#محمد_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة هستيريا الجماهير
- نصف شعب.. ربما أقل
- الأعلام ..والرابح الاكبر
- اللاوعي في الحشد الجماهيري
- ما ين العمامة والسكير
- مائتا عراق.. أو أكثر
- كوكوش.. مازالت تغني
- من لا يملك حضارة لا يملك وطن
- في مهب.. الأحزاب
- كش بغداد
- السلوكيات الفلسفية في السياسة العراقية
- مواطن من الدرجة الثالثة عندما نختفي ونصبح ظلا
- فاقد الدين لا يعطى سلطة
- أقتلونا كي نتجذر
- الأعلام الدكتاتوري
- السياسة في العراق.. العجيب والأعجب
- رأس السنة العراقية بنكهة الطائفية
- مائة عام على أنتهاك السيادة
- مرض يجب أستئصاله
- نفايات فكرية!


المزيد.....




- من بينها أغاني لحنها لعمرو دياب.. عمرو مصطفى يعتزم تجديد ألح ...
- فلسطيني بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء في -بضع ساعات-: ...
- مصر.. شابة تنتحر بعد رسوبها في امتحانات الثانوية العامة
- تشققات غامضة وأدخنة تنبعث من باطن الأرض في المغرب.. فيديو
- صندوق -إعادة إعمار ليبيا- يوقع عقودا مع شركة مصرية لإنشاء مش ...
- الرئاسة العراقية تنفي اعتزامها إعداد مشروع لتعديل القانون ال ...
- ماسك: الولايات المتحدة ستواجه مجاعة جماعية بسبب خطة هاريس لم ...
- تسلا بمدفع رشاش وجهتها أوكرانيا.. آخر أفكار قديروف فما رأي إ ...
- أهداف بايدن من اتفاق حول غزة و-الوعود- للسنوار ورد إيران و-ح ...
- مركز بحوث أمراض الرئة الروسي يشير إلى احتمال انتقال -جدري ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جواد - أزمة وعي