( نصّ مفتوح )
..... ..... ........
زمجرَ الهلالُ
وانبثقَ مِنْ فاهِ النيزكِ صرخة
زلْزلَتْ أمواجَ المحيطِ
ارتجفَتِ الكائناتُ
عندما رأَتْ وجْهَ الأرضِ
تزدادُ تصدُّعاً ..
النيازكُ غضبى
الشمسُ عطشى
تريدُ أنْ تبلِّلَ ريقَهَا
بمياهِ المحيطِ
كي تخفِّفَ مِنْ وَهجِ الإشتعالِ
العمرُ
يتدَحْرَجُ
فوقَ أكوامِ القفارِ!
الموتُ عدالةُ الفقراءِ
عدالةُ العدالاتِ
انتصارُ الحقِّ
في وجهِ الطغاةِ!
نعمةٌ هاطلة علينا من الأعالي
بابُ خلاصٍ
من جلاوزةِ العصرِ
من مناطحاتِ أصحابِ النياشينِ
الموتُ واحةٌ مريحةٌ
وَضْعُ حَدٍّ لعذاباتِ السنين
الموتُ عدالةٌ
لا تطيلُهَا عدالات
جبابرةُ العصرِ تحني رقابَها
تحتَ أبَّهةِ الموتِ ..
لا مفرّ مِنَ العبورِ
في ميزانِ شهقةِ الموتِ
شهقةِ العدالةِ!
عبورٌ
ولا كلَّ المعابر ..
بوَّابةٌ عادلة
يعبُرهَا كلَّ البشرِ!
خرقَ نفوذكَ مدار النجوم
على حسابِ شهيق الرعية
على حساب دماء الغنائم
نفوذٌ مدبَّقٌ بالاسوداد
مشنفرٌ بالضغينة
قمم الجبال مرتكزة
على صخورٍ متراصّة
هشاشة الأرضيّة
تجرف أعلى القمم إلى القاع
تتباهى متبختراً
كطاؤوس مجوَّفٍ بالقشِّ
تزرعُ الأرضَ باروداً
غير مكترث لأحزان العصافير
لأحزانِ البحارِ
لأحزانِ المسافات
المرشرشة
فوقَ أعناق المدائن ..
..... ...... ....... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: شباط 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]