مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6450 - 2019 / 12 / 29 - 21:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على حين غرة تم إسقاط البروفيسور ...
/ لم يكن العامل القاطع الذي أعاق تشكيل الحكومة اللبنانية أو عطلها أو آخرها عنوةً لأن هناك جهة معينة وضعت عصي في عجلة المكلف حسان دياب ، بل هناك استياء عام من الأغلبية التى مازالت مصدومة للطريقة التى جاءت بالبروفيسور على حين غرة ، فكيف يمكن أن يفسر لنا البروفيسور دياب صمت الرئاسة اللبنانية أمام تحويلات مليارات الدولارات في بداية الانتفاضة لمعظم السياسيين إلى الخارج والبالغة 9 مليارات وفي الآونة الأخيرة ، أي بعد تكليف البروفيسور تشير التقارير الدولية بأن هناك تسعة من السياسيين قاموا بتحويل مليارين دولار ايضاً إلى حساباتهم في الخارج .
وبالفعل أي تعجب في دور كهذا يمكن أن يناط بأكاديمي يؤكد صعوده وارتقائه من خيمة مضادة لخيمة المتظاهرين ، ففي المقام الأول ، يقول المنطق البسيط ، عندما يمتلك السياسي حسابين الأول في وطنه ، المكان الذي أتاح له الفرصة بسرقته وتحويله إلى مكان فقط يصلح للقاذورات باستثناء الأماكن التي يوجد فيها السارقين ، فإن المنطق العقلي ايضاً يقول بأن حسابه في الخارج يفوق هذه الأرقام بكثير وبالتالي من الممكن للمراقب الاستعانة بعلم القياس من أجل معرفة بشكل تقديري لحجم المبالغ الموضوعة في البنوك الأجنبية .
وهنا المواطن البسيط يرفع يديه إلى السماء ويشكر الله على أن التحرك الشعبي جاء قبل استخراج الطبقة السياسية الغاز من حدود المياه الإقليمية للبنان وقرر أن يتوقف عن التفرج ، فإذا كانت ديون لبنان تقدر 85 مليار دولار وهو بلد يصنف من الدول الفاشلة ويعتاش تاريخياً على المنح والقروض والتحويلات المهاجرين ، فكيف سيكون الحال مع دخول لبنان نادي الغاز .
هنا أوجه كلامي على وجه الخصوص للمقاومون والممانعين والوطنيين في كافة ارجاء المعمورة العربية ، يوماً ما الجنرال جياب الثائر الفيتنامي ترك مقولة تبدو غير مكتملة ، قال ( الثورة التى تغدق عليها الأموال يصبح ثوراها لصوص ومجرمين ، لكن الرجل يبدو لم يكن لديه تصور بأن هناك ثوار جبناء لا يمكن لهم نيل شرف الإجرام المنظم لأن ذلك له قواعد وقوانين عائلية من يحيد عنها يعاقب ، لكن بالتأكيد يمكن للمال تحويل الجبناء إلى لصوص ، أما قصة أن يتحولوا إلى مجرمين أي على طريقة المافياوية التقليدية التى تعرف عليها المواطن العربي من خلال الشاشة الصغيرة أو حتى الكبيرة صعب جداً لأن من بديهايات المافيوزية أساسين ، الاول ، ارساء العدالة الاجتماعية وثانياً مساعدة الفقراء ، لهذا هنا احياناً الإغداق وفي هذه الحالة على الأخص يحولهم الاغداق إلى راقصين وطبالين وهذا التحول قد أخذ من المواطن وقتاً طويلاً لكي يكتشف حقيقة المتحولين .
لهذا الحلول الترقيعية لا جدوى منها ، بل ما يجري في لبنان الآن أخطر مما جرى في السابق ، لأن مجيء المكلف دياب يندرج في سياقات كسب الوقت ، لكي يؤمن للطبقة السياسية وعائلاتهم نقل أموالهم إلى الخارج وتجنيبهم من المحاسبة . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟