محمد طالبي
(Mohamed Talbi)
الحوار المتمدن-العدد: 6450 - 2019 / 12 / 29 - 20:40
المحور:
الادب والفن
من همس الطفولة البريئة
دكريات الطفولة بيني وبين صديقتي، الصمت مبتسم بيننا،و أعين أمينا تراقبان حركاتنا وسكناتنا ، تحرساننا و لا تزيغ عنا.. عفريتان، شيطانان ماردان نحن..أبناء الحي الواحد.اغرس عيناي في وجهها،وابتسم في صمت، واعانقها دون ان المسها..صفعة الام تدكرني بالمرغوب، بالمباح و المستباح و بالممنوع في عالم الطفولة،كهنة امون فعلوا فعلتهم اللعينة في عقل امي.. راسي يألمني كلما تدكرت حرارة العناق..بعد كل عناق ياتيني العقاب من يد امي على خاصرتي على قفاي او اي مكان تطاله يديها او عصاها..يتسابق الحب و العقاب في مخيلتي.. ينتصر الحب رغم سيف العقاب،لحظات الحب تستحق الشهادة..فكم من حبيب مات شهيدا.
عانقتها بحرارة حتى كادت عظامنا تدوب وتنسجم وتندمج..بعدها انهال سيف العقاب راسما الاصابع الخمس على خدي.عندها انقطع الخيط الفاصل بين الصواب و الخطأ.. اطلق الصمت ضحكته الساخرة..ضحكت، ضحكت فتاتي، عانقتها بقوة تباوسنا مرة اخرى امعانا في العناد، واصرارا على نيل المراد .. ضحكت امي ضحكت أمها..ضحكنا جميعا..انكسر الصمت...
#محمد_طالبي (هاشتاغ)
Mohamed_Talbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟