أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)














المزيد.....


لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


تلعب الأماكن دوراً في خلق حالة إنسانية معينة، قد تكون سلبية في بعض الأحيان، وتارةً تكون إيجابية تعباً لطبيعة المكان ما يشكله من اثرٍ في النفوس, ولعل إيجاد علاقة مسافة بين وجود مكاني وآخر له مدلولات قد تكون ذات بعد يمتاز بنوع من التحدي في التغلب على العاطفة التي تشد الإنسان صوب جهة معينة بحكم الولادة والنشأة ،وأحياناً الانبهار والدهشة. تأتي رواية (بين أمريكا وبغداد) للقاصة الشابة زهراء معطف الصادرة عن مؤسسة الورشة الثقافية ببغداد ضمن الروايات التي يشغل المكان فيها حيزاً و دلالة، ويمكن تلمس فيه عمق في الواقع ومعالجة بعض الأحداث بنوع من السطحية البسيطة، ولعل هذا الأمر ناجم أن (بين امريكا وبغداد) هي المنجز الأول لزهراء معطف حاولت من خلاله أثبات حالات الانبهار التي تعيشها بعض الشخصيات عندما تريد أن تجد موطأ قدم لها خارج البلاد كنوع من التحدي في المعرفة التي تحاول عبور الحدود المكانية . الكاتبة تعاملت مع المكان كنوع من حالات الإنسانية بعيداً عن البعد المكاني الذي يمكن أن يتصور القارئ على انه ذات بعد سياسي. الدخول السريع للأحداث وبدون تمهيد وسرد حكائي افقد الرواية بعض الإثارة التي يجب أن متواجدة لشد القارئ إليها .لم تراعي أيضا التسلسل الزمني السلس " وكان شيئاً حزيناً أن ترى أصدقاءك الذين شاركوك المتعة والجنون والمقاعد والكتب قد سبقوك " ص16 هكذا تكلم سامي بطل الرواية وهو يحاول مداواة جراحه بعد فشله في الحصول على مقعد دراسي في العراق ،ثم نجده يقول سريعاً وبشكل مفاجئ في الصفحة التالية " ها قد فعلتها وحصلت على بعثة لأمريكا " ص17. هذا التحول السريع في الأحداث دون مقدمة ،أربك القارئ وجعله يسأل عن سبب هذا الانعطاف السريع في الزمن.
وقد تكون رواية ( بين أمريكا وبغداد) خالية من عنصر الوصف الذي يحاول أن يقُرب نفوس الأبطال إلى القارئ ،ما خلا بعض المحاولات البسيطة " أمي عراقية ، وقد حرصت عن ذكر عراقية لأنها شجاعة ، قوية جداً،تملك الحزم والعزم ما لاتملكه ألا المرأة العراقية " ص11 ،وحتى صديق البطل الوحيد زياد لم يأخذ حصته من الوصف " شاركني الغرفة شخصٌ اسمه زياد كان طفلاً بشكلٍ أو بآخر" ص20. في حين نجد هناك سرد في التعريف بجامعة كاليفورنيا ص22 ومع مبالغة في الحديث عن أنواع مرض السرطان وطرق علاجه كأننا في دورية طبية . ويمكن للقارئ أن يلمس عنصر التحدي في مواجهة مرض السرطان في كل من البطل (سامي ) وصديقته الامريكية ( كارولين ) حيث أن كلا الشخصين امتلكا أرادة قوية في تحدي هذا المرض الفتاك. ولعل عامل التفاؤل والتحدي هو الذي جعل من ( بين امريكا وبغداد ) فيها بعداً إنسانياً في العلاقات تتمثل في (وفاء الأصدقاء ، المرض ، الخوف ، الموت..الخ ) لاسيما أن العالم يعيش حالة الذهول التكنلوجولي التي حجمت المشاعر الإنسانية جعلتها تقاد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي .
أخيراً يمكن القول أن تجربة الأولى لزهراء معطف في رواية ( بين امريكا وبغداد ) بداية موفقة لشابة تحمل تخصص علمي وقد تكون بعيداً عن دراسة الأدبية الأكاديمية.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي ...
- مسجل ( السانيو) بين جيلين
- ( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة
- ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن
- (سمايل ) والسير في درب البرامج المقلدة
- السيرة الذاتية في رواية ( نيران ليست صديقتي)
- رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية
- كهرباء نجم
- سأقول : كرواتيا، كرواتيا لأجل هذه المرأة
- (عطشة علوش)
- رأس الحربة بين الرياضة السياسة
- حلم لمْ يتحقق
- (أنيس ) عبد المطلب السنيد حاضراً في ذاكرة الأطفال
- المسلسلات العراقية وقضايا المواطن
- أحاديث بعيدة عن صوبة علاء الدين
- مترو بغداد وسكة حديد الصين
- محنة الاهوار العراق - بحة - داخل حسن و-أهوار- الجيزاني و-جبا ...
- استنساخ المعلم
- الموت على موعد مع الفقراء
- عاش ( الشلغم ) المحلي


المزيد.....




- بمشاركة روسية.. فيلم -أنورا- يحظى بجائزة -أوسكار- لأفضل فيلم ...
- -لا أرض أخرى-.. فيلم فلسطيني-إسرائيلي يظفر بأوسكار أفضل وثائ ...
- كيف سقينا الفولاذ.. الرواية الأكثر مبيعا والتي حققت حلم كاتب ...
- “الأحداث تشتعل”.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 183 كام ...
- أين ومتى ستشاهدون حفل الأوسكار الـ97؟.. ومن أبرز المرشحين لل ...
- الكويت.. وزير الداخلية يعلق على سحب الجنسية الكويتية من الفن ...
- هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟
- وزير الداخلية: ما -العمل الجليل- الذي قدمه الفنانون للكويت؟ ...
- في العاصمة السنغالية دكار.. المتحف الدولي للسيرة النبوية في ...
- مصر.. إيقاف فنان شهير عن العمل لتعديه على لقاء سويدان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)