عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 22:34
المحور:
الادب والفن
في نهايةِ كُلّ عامٍ
تأتي الوجوهُ الأليفةُ
لبضعِ دقائقَ قبلَ منتصفِ الليلِ
تكونُ كافيةً لعامٍ قادمٍ
دونَ حنينٍ
ورائحةٍ راسخة.
في نهايةِ كُلّ عامٍ
أُحْصي خسائرَ الوقتِ
وأعرفُ أنّ العامَ القادِمَ قدْ ينتهي
وأنا لستُ فيهِ
وأعرفُ أنّني
قد أكونُ لوحدي
راقِداً دونَ حِراكٍ
في زاويةٍ بعيدةٍ عن صخَبِ البيتِ
مثلَ حصانٍ قديم.
في نهايةِ كُلّ عامٍ أقولُ لنفسي
إنّ هذا البلدَ سيكونُ أفضلَ
مع أنّ سيدنا نوحٍ
قدْ هجرَ السفينةَ
قبلَ الوصولِ إلى جبلٍ يعصِمُنا من الغَرَقِ
وأنَ لا زوجينِ إثنينِ
قد وصلا إلى البصرةِ
وأنّ لا قطرةَ ماءٍ
من ذلكَ الطوفانِ العظيم
قدْ هطَلَتْ إلى الآنَ
فوقَ الفاو المالِحة.
يحدثُ هذا دائماً
في نهايةِ كُلَّ عامٍ
وطيلةَ سِتَينَ عاماً
تأتي الوجوهُ العتيقةُ
لبضعِ دقائقَ قبلَ منتصفِ الليلِ
تكونُ كافيةً
لعامٍ قادمٍ من القَحْطِ
والسنابلِ الفارغةِ
والأيّامِ العِجاف.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟