|
بناء الجدار خطوة أولى لبناء الهيكل ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 25 - 20:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ ذات ليلة رن جرس الهاتف وإذ المتحدث من سكان الجنة وبالفعل كان على الهاتف أحد شهداء معركة الكرامة ، قال اعذرني لا يوجد مساحة لكي نتبادل الكلام ، لكن بالتأكيد لدي فرصة لكي أتساءل عن حالكم ، ماذا فعلتم بهزائمكم المتواصلة ، ابداً لقد انتقل الربع بكامل طوعيته يبحث عن هزيمة أخرى ، لكن الربع تعلموا من تاريخهم الحديث شيء اساسي ، وبالتالي باتوا يخوضون معارك بشرط أن لا يموتوا مثلكم ، فهم الآن ممتنون للحياة التى تمتلئ بالمهزومون مقابل تحتفظ بأرواحهم ، فإذا كان هناك من أسئلة أخرى منبثقة من باطن العمق للإرث الدبلوماسي ، فيمكن لأهل الجنة أن يطمئنوا ، لقد فتحت الدولة الافتراضية سفارات في جميع الدول التى ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في إنشاء الكيان الصهيوني والتى دعمت وكانت شاهد على طرد أجدادكم من ارارضيهم ، بل يمكن أن تطمئنوا ايضاً ، لقد نقلت الدول الكبرى مهمة التواطؤ الخارجي على فلسطين ليصبح التواطؤ محلي ووطني ، كما تعرف فالشعب يجد بالوطنية بركة ، غير شكل ، المهم الآن يا صديقي الشهيد ، ولأن ايضاً كما تعلم منظومة العشائر تعتبر نفسها الأقدم في الحياة الاجتماعية ، فهي اقدم من الاحزاب القائمة وهذا المنطق اصبح سائد في هذا العصر ، لهذا هناك خلاف بين الاحزاب التى تنازلت عن فلسطين التاريخية والعشائر التى ترغب في إنشاء كونتينات متقاطعة على أرض الضفة الغربية وبالطبع حلها سيكون المستوطنات ، يعني باختصار الحال أصبح فرجة الله وكيلك ، العالم بات يبكي من شدة الضحك على هيك حال .
ولأن لمثلي لا يمكن يمرر أي واقعة دون أن يضع علامة استفاهم عليها ، يوم 6 ديسمبر من عام 2017م قام الرئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب باعتراف بالقدس كعاصمة للدولة اليهودية وهذا هو اليوم الذي دخل فيه أدموند اللنبي القائد العسكري إلى القدس ومن ثم توجه إلى دمشق ليقف أمام قبر صلاح الدين ويركله بقدمه ويردد مقولته الشهير ، ( لقد عندنا يا صلاح ) ، لهذا سياسة فرق تسد ليست جديدة على الإطلاق ابداً ، بل قد يكون اليوم العكس أكثر السديد إذ يترسخ أكثر أسباب اعادة الصلبية المعاصرة وبالتالي تنفذ الحركة الصهيونية أكبر عملية تجزئة على الإطلاق في العالم العربي ، بالطبع لفلسطين خصوصية الخصوصيات ، لقد نجحت في شق الصف السياسي والآن تسعى على إبراز تكتل من الماضي كان متروك على الرف لكنه حَافظَ على ديمومته من الموت ، قد تكون الحركة الوطنية تناسته بقصد أو بجهل ، لكن الحركة الصهيونية وضعته في ادراجها إلى وقت معلوم .
والجلي كذلك ، أن عالم كالعالم العربي يجتاحه الأيديولوجيات من كل حدب وصوب وفي كل الجهات ، لا يمتلك بديهيات معرفة الصراع بالتأكيد سيتعرض إلى مشاريع متوالية ، ما أن ينتهي من التصدي لمشروع حتى يستقبل مشروع أخر ، بل هناك حقيقة أخرى لصيقة بهذا السقم ، في واقعة أعمق وأشهر تداولاً ، عندما نصب الرئيس الأسبق رونالد ريغان 1911- 2004م رئيساً للولايات المتحدة وتحديداً اثناء تسلمه حقيبة الرموز والمفاتيح للسلاح النووي ، وقف الرجل أمام مكتبه ووضع الحقيبة وطلب من الله أن يمنحه شرف الضغط على أزرار القنبلة النووية فوق جبل هرمجدون بالطبع وفقاً لكتاب الوحي الذي يؤمن به ما يقارب 70 مليون امريكي ، طبعاً هذه المعركة تعتبر حسب رواية الكتاب ، ستكون جامعة للجيوش البشرية وبالتالي تحمل أمرين ، الأول مجيئ المسيح ، لكن الأمر الثاني لكي يتحقق مجيئه لا بد من بناء هيكل ملك سليمان ، إذن المنطقة لا تقف عند أزمة حروب أهلية كما يزعم البعض أو أمام خلافات سياسية ، بل هناك صراع بين تيارات سلطوية ويمينية مع بعضها البعض ، يغلب عليها العنصرية والشعبوية والانعزالية ، وبالتالي مسألة بناء الهيكل في ظل دولة يهودية ومجتمع يهودي يعتبر من الأسس التى ترتكز عليها الحكاية برمبتها ، تماماً كما أشار لها يوماً ما القس والقديس لاحقاً مارتن لوثر ، في كتابه الأشهر ( المسيح ولد يهودياً ) وبالتالي كان قد أسس لعلاقة اليوم بين المسيحية واليهودية أو بالأحرى مهد المذهب البروتستانتي إلى تهويد المسيحية كما هو حاصل في امريكا ، فلعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة تتجاوز في بعدها ، البعد السياسي بل أساس العلاقة علاقة لاهوتية بحتة ، لهذا هناك تكامل بين الخطوتين ، فالعبرانييون الذين سبقوا الجميع إلى امريكا والتى اعتبرت في وقتها أرض الميعاد وتعاملوا مع الهنود الحمر كالكنعانيين ، كانت البداية لتأسيس دولة الميعاد على الأرض المقدسة ، وهنا يشير مارتن في كتابه ، بأن اليهود هم ابناء الرب ونحن الضيوف والغرباء وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التى تأكل ما يتساقط من مائدة اسيادها تماماً كالمرأة الكنعانية ، وطالما المسيح ولد يهودياً إذن عودته لا تتحقق إلا إذا كانت الأرض يهودية والهيكل مقام كما كان اثناء ولادته .
هناك خطوة كانت نمت من مزيج مدهش من الغباء وانعدام الكفاءة والقدرة على تبصر المستقبل ، فهناك علاقة وثيقة بين بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية ومحيط القدس وبين بناء الهيكل ، وبالتالي ، تُعتبر خطوة الجدار ليست سوى خطوة البداية لبناء الهيكل ، بل كما بنوا الكنعانيون ، أقصد الهنود الحمر الولايات المتحدة ، قاموا الكنعانيون الحقيقيين ببناء اسرائيل والمستوطنات والجدار ومن المرجح أن يبنوا ايضاً الهيكل ، لهذا جدير بالقوى الفلسطينية أن توقف هذه المهزلة وتعيد اللحمة الوطنية مع بعضها البعض بطريقة ترضي الجميع ، على الأقل ، لكي تتجنب مزيداً من التقهقر . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إخوان فلسطين يسيرون نحو ترسيخ معالم الهوية الخاصة ...
-
العراق بين التواطؤ المزدوج ..
-
الجزائر أمام فرصة الانتقال من مرحلة اللاسيادة إلى السيادة ال
...
-
حرب الصادرات بين اسرائيل والحكم الذاتي ...
-
مشروعان الأول لهتزل والآخر لإقبال ، مدرستان واجهتان الاستبدا
...
-
المسلسل الأمريكي من على جانبي الولاية الواحد والخمسين ...
-
التراكم لا يصنع قفزات نوعية ، لهذا الانتشار يمهد لإعادة الاح
...
-
صالح علماني ثروة وطنية كبرى ...
-
تعيش الانتفاضة اللبنانية بين السماميات والسلاحفة ..
-
الظلم يسلب النعم وهو نذير للسقوط الحتمي ...
-
خنازير توبا وحلال فرنسا وأئمة ألمانيا ، تستدعي جميعها للانقل
...
-
ماضي انطفأ أمام وعي اللبنانيين ...
-
إجراءات محصورة بين الغباء وبلادة العقل ..
-
الشعب اللبناني وحده الغضب ...
-
القتل والاتهام والحرق دون أن يرف الجفن ...
-
العقلانية المفقودة أمام الشرعية المهددة بالانتزاع الكامل ...
-
منطقة تعيش حالة حرب مع الحقيقة والمعرفة ...
-
تفريخات الأنظمة المستبدة ، التطرف والطوائف والفرقة والتدخل ا
...
-
النائب وشلته ، الطاعة المطلقة أو الموت ألحتمي ...
-
شتان بين الدلال والإذلال ..
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|