أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرفار العياشي - علمني و الدي حب الوطن و عدم كره الاغنياء














المزيد.....

علمني و الدي حب الوطن و عدم كره الاغنياء


الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب

(Elfarfar Elayachi)


الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 05:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علمني والدي رحمة الله عليه , ان لا اكره الاغنياء و ان الغنى الحقيقي هو راحة البال , لذا و ان استعيد وصايا ابي العميقة من رجل قضى كل حياته يصارع الارض الصلداء لكي يطعمنا انا واخوتي الثمانية ؟
تذكرت امي وابي لم يكن لهم الوقت لكي يهتما بتربيتنا و انما كان يصارعان الحياة من اجل اطعامنا , كم كانت الحياة قاسية , ابي كان حطابا لا يملك غير فاس و ارادة رجل صلب يقتلع الحطب من اجل الكفاف .
كان رزقنا تحت الارض الوصول اليه كان عملا قاسيا يتطلب فأسا و ارادة من حديد , عشنا على البساطة بعدها تحسنت حالة والدي فقد اصبح فلاحا يزرع قطعة ارض و يربي بقرة و خمس شياه .
امي , مدرسة كاملة الاوصاف , لا تكتفي بامور البيت وانما , كانت تنسج لتعين والدي على اعباء الحياة و مصاريف يوم السوق , حتى اصبح المنجج جزءا من حياتنا , به و معه عشنا , تربيتهم لنا كانت عبر ما نستدمجه يوميا من صور الكفاح و النضال . فكانت تربية على العمل و الجد و الصبر دون احتجاج او ضجيج .
في اول يوم بالمدرسة اتذكر هذا الحدث كأنه يقع الان , كنت انتعل حذاء بلاستيكا باردا , اوصلني اخي الى باب القسم , استقبلنا الاستاذ الرائع سي محمد اكضيض بلهتجته المراكشية المميزة طلب من اخي الانصراف , و امرني بالدخول وضعت حذائي البلاستيكي في الباب , تفاجئ الاستاذ و بقي ينظر الي ثم امرني ان البس حذائي و ادخل
لحظة حاسمة وفارقة في حياتي , من المسيد الى المدرسة , لم استوعب بعض قيم المدرسة و تقافتها و ان الجلوس يكون فوق طاولات خشبية بدل حصير , و ان الاواح قد انتهى مفعولها و ان الاحد هو يوم العطلة و ليس يوم االجمعة و الاكثر من هذا انتهى مفعول الصمصال و السمخ و الدواية و الاستظهار . استبدل بكتب جمية بسيطة و انيقة بها حكايات مازلت تؤثت ذاكرتنا الى اليوم , حكايات مثل الكبش و عائلة موسى , حيت النجاح يقتضي التضامن بين افراد الاسرة من الاب الى الطفل الصغير من اجل اخراج الكبش ....
الحكي طويل و يستحق ان يكتب في مذكرات , لكن اريد التوقف عند لحظة وضع حذائي البلاستيكي و الولوج الى عفضاء القسم حافيا ,
الامر قد يكون مضحكا لجيل اليوم , لكننا جيل تربيننا على تقديس العلم و تعظيم العلماء , اما المعلم فقد كان مجرد صوت دراجته النارية من بعيد يجعلنا نرتعد , نقيم الصف امام القسم و بمجرد وصوله , يتقدم احد التلاميذ الى العمود المنتصب وسط ااساحة لرفع العلم وترديد النشيد الوطني و كنا اذا وصلنا الى خاتمه ترتفع اصواتنا و بحس طفولي بالغ بترديد شعار الوطن : الله الوطن الملك ، كبرنا كبر معنا حب الوطن و ان النشيد الوطني أكبر من أن يكون مجرد كلمات
اليوم حرب طاحنة لكنها بلا مفعول , هي الاقرب الى فعل مسرحي بين شخص يملك كل شئ المال و السلطة و البر و البحر و اخاف ان يمنح يوما وزيرا للجو و حتى الاوكسجين وبين حزب سياسي يخاف ان يجد نفسه خارج السلطة , و اغراء السلطة لا يقاوم !!!!
اصل المشكل ان هذا الرجل يريد تقديم صورة على المحب للملك و المدافع عن المقدسات و انه يريد ان يعيد تربية من يسيئون للملك في اشارة الى شخص يمتهن التسول الافتراضي ربما يبحث عن شهرة و رصيد اضافي من عائدات اليوتوب . وهو خطأ غير مقبول من سياسي حين اراد المقارنة بين ما لا يقارن !
ارجوك , انت رجل غني , مهمتك الارقام و مراكمة الارباح الارباح و تنمية المشاريع و ربما حتى التخطيط لرئاسة حكومة حتى تريد ان تجمع ما بين المال والمزيد السلطة و هو مامر يشكل خطورة على الجميع .
ربما تعتقد و يعتقد انصارك انك اكبر من المناصب التي تشغلها , فانت تملك فائض طاقة تجعل منك رئيس حكومة استثنائي ستكون بمثابة منقذ للبلاد والعباد و قد تنجز ما عجز عنه عبد الله ابراهيم وعبد الرحمان اليوسفي و عباس الفاسي و ادريس جطو و عبد الاله بنكيران ..
ليس مشكلة ان تحلم و ليس مشكلة ان تزداد ارصدتك و تنتعش تجارتك لكن المشكلة الحقيقية ان من يعيش الوفرة و التضخم في كل شئ يريد ان يجد حلولا لم يعشون الخصاص و قلة الحيلة في كل شئ الا في حب الوطن رغم الشدة و الهشاشة و سوء التقدير .
اعيب عليك انك تريد ان تحتكر حب الوطن و حب الملك لنفسك و ان انصارك يرجون انك الوحيد الذي تصديت للمشوشين الذين يسيئون للملك و لمقدساتنا , ربما نسينت اننا نحن الفقراء من نحمل الوطن و الملك في قلوبنا قبل عقولنا , ان الملك لم ينصب احدا لدفاع عنه ,لسبب بسيط انه لايحتاج الى ذلك , و سيكون من التفاهة الانتباه الى مثل هذه التفاهات و التي لا تعدو ان تكون فقاعات هواء .
اختلافي معك كبير , انك تريد الاستحواذ على كل شئ , حتى حب الوطن و حب الملك , الاكيد ان الفقراء و البسطاء و الفلاحين و الاسكافيين و الكسالين و الحدادين و رعاة الغنم و الابل و المواقفية و البناية و السودورات و الترسينات و بائعات الخبز كل من يكدح من اجل لقمة عيشه هؤلاء هم من يحبون الوطن و الملك لكن دون اشهار .
ربما , كم اتمنى ان اكون خاطئا في اعتقادي ان الاغنياء لا يحبون الا انفسهم



#الفرفار_العياشي (هاشتاغ)       Elfarfar_Elayachi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العدالة والتنمية واسلمة الفعل السياسي
- الصحراء و الزمن المغربي
- الأسس المرجعية لفكرة -الثورة من الأعلى- عند محمد حسن الوزاني
- الديموقراطية بين فكري سبينوزا و علال الفاسي
- المؤسسات السجنية و المعمار : مقاربة سوسيولوجية
- هاجر و الخرطوم ؟
- مفهوم الديمقراطية في خطاب فلسفة ما بعد الحداثة
- الديموقراطية في فكر افلاطون
- الساديون الجدد
- الديمقراطية والعنف
- نساء الفريزا : حين تتحول المراة الى رجل . و مازق نظرية ا ...
- لا تتعبوا انفسكم السعادة ليست هنا
- الحمير و السياسة .
- مفهوم الديموقراطية في اللحظة التأسيسية : التجربة اليونانية .
- اطفال بويبلان : اطفال الجبال لايريديون صدقة .
- نساء الفريزا .
- المرأة وسؤال المساواة : الشعار المضلل
- حول سلوك المقاطعة : حليب ابيض و مال اسود .
- التجنييد الإجباري : قرار جيد لكنه لا يكفي . !
- ممفهوم الحق : مراجعة فلسفية


المزيد.....




- أوكرانيا تتعمق أكثر في الأراضي الروسية.. وهذه الإجراءات التي ...
- -الغموض المتعمد-.. مصدر في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة من ال ...
- هل تمتد سيول السعودية إلى مصر؟
- الصحة في غزة تصدر تحديثا لبيانات ضحايا الحرب
- اليابان في حالة قلق بعد أول تنبيه -للزلزال العملاق-.. ما تدا ...
- في السودان، أمطار تهطل في غير موسمها تفاقم معاناة السكان
- -تاس-: القوات الأوكرانية تنسحب من بعض مواقعها على محور بوكرو ...
- علاء الدينوف: قوات كييف خططت للاستيلاء على محطة كورسك النووي ...
- -حادث كبير-.. تسرب كيميائي في بريطانيا
- الخارجية الروسية: أوكرانيا بهجومها على كورسك أوقفت الحديث عن ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرفار العياشي - علمني و الدي حب الوطن و عدم كره الاغنياء