أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم المحبشي - أمس مؤتمر النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق، باتحاد أدباء وكتاب مصر















المزيد.....

أمس مؤتمر النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق، باتحاد أدباء وكتاب مصر


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 20 - 13:18
المحور: الادب والفن
    


في البدء تجدر الإشارة الى إن الأدب والكتابة ليس مجرد قصة أو قصيدة أو رواية أو مقالة فكرية أو نقدية نقرأها للمتعة والتسلية ثم نتركها وننساها، بل هي روح الثقافة وسداها والأدباء والكُتَّاب هم ألق المدينة والمدنية وذاكرة الأمة.والثقافة بوصفها ذلك الكل المركب الذي يشكل تفكيرنا وخيالنا وسلوكنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا تعد الرهان الاستراتيجي لكل تنمية اجتماعية ممكنة، فضلا عن كونها مصدراً حيوياً للإبداع والابتكار وتهذيب وتخصيب القيم الأخلاقية والجمالية الإنسانية وتنمية الذوق العامة، وهي مصدر للطاقة والإلهام والتنوع والاختلاف والتسامح ورحابة الأفق والأنوار والتنوير والشعور بالهوية والانتماء وغير ذلك من وظائف الثقافة الحيوية. وهكذا كانت ومابرحت وظيفة الثقافة في التنمية المستدامة. وإذا "كانت السياسة في كل الأزمان قد جعلت الناس مجانيين أو متوحشين أو بكلمة واحدة فاقدي العقل" كما قال دوبرية في كتابه المهم( نقد العقل السياسي) فإن الفضل الأول يعود للثقافة بوصفها القوة الإبداعية في التاريخ تشتمل على العلم والفن والأدب إذ هي من إعادة لهم عقولهم وجعلتهم متحضرين، بعد صراع مرير عبر التاريخ بين السيف والقلم والعقل والجسد فانتصر العقل والقلم أخيرا كما تروي قصة الحضارة الحديثة والمعاصرة التي كان للثقافة الدور الرئيس في تأسيس مشروعها النهضوي المنتصر اليوم في العالم أجمع ! وهكذا باتت العلاقة بين السياسة والثقافة شديدة التكامل والتفاعل والتأثير والتأثر فإذا كانت وظيفة السياسة هي تدبير الشأن العام فإن وظيفة الثقافة هي نقل هذا التدبير من القوة الى الإمكان فلا سياسية ممكنة وقابلة للاستقرار والدوام بدون تنمية ثقافية عقلانية مستدامة للإنسان الذي لا يمكن له أن يكون إنساناً بدون التربية والتعليم والثقافة والتنوير. وتعود علاقتي باتحاد الأدباء والكتاب عدن الى مطلع ثمانينيات القرن الماضي حينما أسسنا جمعية الأدباء والكتاب الشباب في كلية التربية العليا عدن عام 1985م مع نخبة من الأدباء الطلاب والطالبات بإشراف الأديب الناقد الزميل ميفع عبدالرحمن والأكاديمي الشاعر الدكتور مبارك سالمين إذ لم تخني الذاكرة. منذ ذلك الحين بدأت الاهتمام المنهجي بقضايا الأدب والثقافة على نحو موازي لتخصصي الأكاديمي. وفي عام 1999 تحصلت على عضوية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وتشرفت بالتعرف على عدد واسع من الأدباء والكتاب اليمنيين والعرب في الملتقيات والمؤتمرات الثقافية العربية . وقبل أيام وصلتني دعوة كريمة من الأديب الناقد المصري الكبير الأستاذ صالح شرف الدين مدير صالون روى للإبداع. لحضور مؤتمر شبعة النقد بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر بعنوان ( النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق) وذلك يوم الخميس الموافق 19 ديسمبر 2019 في مقر الاتحاد بالزمالك، ذهبنا أنا والصديق محمد منصر بن ظفر، وهناك تشرفت بمقابلة الأديب والأكاديمي المخضرم الدكتور، علاء عبد الهادي الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، إذ حملت له تحيات رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الدكتور مبارك سالمين. وتلك كانت المرة الأولى التي سنحت لي بها الفرصة لزيارة مقر الاتحاد في الزمالك. استقبلنا الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب دكتور علاء عبدالهادي في مكتبه الجميل بحفاوة وحميمية أدبية وأخوية طيبة. وأخبرني أنهم قبل أشهر قدموا الشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح وذكرنا أبرز شعراء اليمن المعاصر الراحل عبدالله البردوني. ثم عدنا إلى قاعة مؤتمر النقد. وهناك سعدت بالاستماع إلى أوراق عدد من المتداخلين في الجلسة الأولى عن التفكير النقد وآليات التلقي، للدكتور الناقد محمد زيدان والدكتور الناقد محمد عبدالباسط عيد. ادار الجلسة د، أبو اليزيد الشرقاوي. استعرض فيها المتداخلين مدارس النقد الأدبي العربية القديمة والحديثة والمعاصرة فضلا عن النظريات النقدية الغربية. وفي الجلسة الثاني استمعنا إلى قراءات نقدية بين الرواية والشعر للناقدتين الدكتورة كامليا عبد الفتاح، ناقدة وشاعرة تكلمت عن، الجدليّة الحيَّة مع الموروث الشعري عند أحمد عبدالمعطي حجازي. ورقة نقدية قدمت فيها الشاعر حجازي بعيون نقدية بالغة الجودة والإبداع. وكانت الورقة الثاني للناقد رشا صالح، عن صورة المرأة في الرواية والشعر؛ قراءة في روايتي " أطياف" و" فرج" لرضوى عاشور، من زاوية نظر منهجية سيميائية. ذكرتني بالرواية التاريخية عند جورج لوكاش. أدار الجلسة الاستاذ مختار عيسى نائب رئيس الاتحاد. وكرست الجلسة الثالثة الذي أدارها الشاعر الناقد المبدع محمد الدسوقي للحوار عن صورة المرأة وإشكالية الأدب النسائي. بثلاث مداخلات الأولى للدكتور محمد عليوه عن ؛ هجاء المرأة في الشعر العربي: دعبل الخزاعي نموذجا. ذكرتني بكتاب الناقد السعودي عبدالله الغذامي، المرأة واللغة. الذي أشار في إلى هيمنة الباراديم الذكور في الثقافة العربية إذ كتب: " في الماضي تمت القسمة التاريخية بين اللفظ والمعنى، بين الفحولة والأنوثة، بين الكتابة والحكي، وهذا هو معنى عبارة عبد الحميد بن يحيى الكاتب "خير الكلام ما كان لفظه فحلاً ومعناه بكراً" وهكذا أخذ الرجل أخطر ما في اللغة اللفظ، فاللفظ فحل ذكر والمرأة معنى، والمعنى خاضع وموجه بواسطة اللفظ وليس للمعنى من وجود أو قيمة إلا تحت مظلة اللفظ ...فهذا (خير الدين نعمان ابن أبي ثناء) يكتب في كتابه" "الإصابة في منع النساء من الكتابة" قائلاً: "أما تعليم النساء القراءة والكتابة فأعوذ بالله منه، إذ لا أرى شيئاً أضر منه بهن.. الخ."ورغم ذلك فقد ظلت المرأة تحلم بمدينة النساء الخاصة التي تستطيع فيها ممارسة كل حريتها كما يفعل الرجل"( ينظر، عبدالله الغذامي، المرأة واللغة، ص 55). وكانت المداخلة الثانية للباحث رمضان أحمد، النسوية بين المتاهة والخروج. استعرض فيها مراحل تطور الحركة النسوية وسياقاتها الثقافية. وكانت ورقة الاستاذ الناقد صالح شرف الدين، إشكالية الأدب النسائي بين التنظير والواقع. مسك ختام الحوار. إذ استعرض نماذج من الأدب الشعر العربي النسوي القديم والحديث وكيف أن هذه الأدب كان ذا طبيعة إنسانية عامة ويصعب تصنيفه في اطر هويات النوع الاجتماعي. ولما كنت مهتمًا بإشكالية النوع الاجتماعي وسبق لي وكتبت دراسة في الجنوسية؛ تحولات المفهوم وسياقات المعنى في نشرت بمجلة كلية الآداب جامعة حلوان 2016. تحفزت لإدلاء بدلوي في النقاش المحتدم بين أنصار القول بالأدب النسوي ومعارضيه. إذ ربما كانت وجهة نظري تتفق مع رؤية الدكتورة كاميليا عبدالفتاح استاذة الأدب والنقد المساعد بجامعة الباحة سابقا. إذ ارى أن مفهوم النسوية أو الجنوسية لا يقتصر على الدلالة اللغوية الفكرية, بل آخذ يتجسد في جملة واسعة من الممارسات والمستويات التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والمعرفية والأخلاقية والجمالية, والحقوقية. ففي كل مجالات وأنساق الحياة المعاصرة أصبح للمرأة وقضاياه حضوراً قوياً وفعالاً فعلى صعيد المعرفة العلمية على سبيل المثال، أصبحت المرأة ولأول مرة في تاريخها ذاتاً و موضوعاً للعلم منفعلة و فاعله فيه، إذ ظهرت هناك عدد من العلوم الاجتماعية والإنسانية الخاصة بالمرأة مثل: علم نفس المرأة، علم اجتماع المرأة, علم انتربولوجيا المرأة، علم إعلام المرأة, علم اقتصاد المرأة, علم نفس الأمومة وعلم اجتماع الأسرة, وعلم الخدمة الاجتماعية والمرأة, وأنوثة الفقر, الفلسفة النسوية, والأدب النسوي, وتاريخ النساء, وأنوثة العلم أو ابستمولوجيا جديدة, بل أصبح للمرأة كليات جامعية ومراكز بحثية, وأقسام علمية وفي مجال والتربية والتعليم والطب ينفتح المشهد النسوي على مجالات وممارسات واسعة ومتعددة إذ يعد الطب النسوي, المتصل بمراكز تنظيم الحمل وأمراض النساء الولادة وأدوات التجميل من المجالات الخصبة في اقتصاد العالم المعاصر.وأصبح العالم اليوم يتحدث عن الفيلسوفات والعالمات والأديبات من النساء الحائزات على جائزة نوبل في مختلف مجالات المعرفة والنشاط. هكذا يمكن القول ان المرأة بالمعنى الفلسفي المعاصر تعد أبرز اكتشافات الحضارة المعاصرة إذ بدىء الأمر وكأن العالم قد اكتشف فجأةً هذا الكائن اللطيف الجميل الخصيب المبدع المنتج الأنيس الحميم الساحر الفتان الكائن الإنساني جداً الكائن " الذي لا تحتمل خفته". وفي ذات السياق أشرت إلى أن الأدب النسوي لازال يتلمس خطواته الأولى في مسعاه إلى أن يكون أدبًا إنسانيًا بعد تطهيرها من اثقال أداب الهيمنة الذكورية التي شكلت تاريخ الحضارة البشرية منذ آدم وابنه قابيل حتى اليوم. كان مؤتمرا فكريًا نقديًا ناجحًا ورائعًا. جمعت اوراقه في كتاب متوسط الحجم بعنوان ( النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق، مؤتمر شعبة النقد والدراسات الأدبية ديسمبر 2019م) وفي نهاية المؤتمر تم تكريم نخبة من المبدعين والمبدعات المصرين والمصريات بشهادات تقديرية. ثم استمعنا لباقة من القصائد الشعرية العامية والفصحى، والعمودية والحداثية وما بينهما. الف مبارك لاتحاد كتاب مصر لهذا النشاط الفكري الأدب الثقافي الجدير بالقيمة والأهمية والاعتبار في زمن باتت الثقافة فيه هي الرهان في مواجهة تحديات التنمية الثقافية المستدامة. في الختام لا يسعني الا أن أشكر الدكتورة كاميليا عبدالفتاح التي أهدتني كتاب النقدي، الذَّتُ والمرايا وديونها الأنيق، كُوني طيوراً. كما أشكر الأستاذ الشاعر الناقد محمد دسوقي الذي أهداني كتابه النقدي في شعر العامية المصرية؛ نصوص وقضايا، وديونه الجميل، المرأة التي... مع خالص التقدير والاحترام لاتحاد كتاب مصر . وعميق المحبة والاعتزاز لأرض الكنانة وأهلها الكرام ودمتم بخير وسلام.



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية ليس ايديولوجيا بل تقنية سياسية ناجعة ومجربة
- عبد الستار الراوي ورحلته الفلسفية من بغداد الى الاسكندرية.
- مقاربة المجتمع المدني المفهوم والسياق
- ملاحظات أولية في فلسفة الفن والجمال
- يوم أمس في زيارتي الثانية لأهرامات الجيزة
- في توقع مآلات ثورة الفرصة الأخيرة .. خاب ظنه وصدق حدسي
- فاطمة مصطفى و بحث العلاقة بين الفلسفة والسينما
- الثورة: تحولات المفهوم وسياقات المعنى؛ من وحي مؤتمر العقل وا ...
- في الثورة والعلم والثقافة والأيديولوجيا
- في إستشكال مفهومي العقل والثورة.
- أولفين توفلر فيلسوف تاريخ يا توفيق!
- المرأة وتثقيفها في صالون بنت البادية الثقافي
- في معنى الثورات العلمية وتغيير الباراديم
- انتحار الشهيد .. قصة واقعية من اليمن السعيد
- ملاحظات أولية في نظرية الاستشارة الفلسفية
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة .. وعودة النموذج السقراطي في م ...
- اليونسكو .. الغياب الدائم والحضور المفترض
- حاجة العرب الى تدريس الفلسفة للأطفال أكثر من حاجة الغرب والأ ...
- مدني صالح .. مقاربة الاسم والمعنى
- الثورة التي ادهشت العالم!


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم المحبشي - أمس مؤتمر النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق، باتحاد أدباء وكتاب مصر