بلقيس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 20 - 10:36
المحور:
الادب والفن
-1-
على شاشة الانترنيت : يرى أوراق تقديمه وأوراق سواه من العاطلين: مرمية ً في سِلال المهملات.. تنهدت أمه :لاحول ولاقوة ...
نهض وهو يهمهم: لن تضيق بي مسافات اللاحول واللاقوة. اطلق في كل الجهات صوتي.. امد الى الافق يدي.. اجتذبه.. امنح الشمس عافية الفجر لتحرر من غروبها نهاراتي.
أرتجفت الأم من غضبِ ولدها..استعانت بأبيه.. تلوى في سريره.. فرك جبينه.. تنهد ثم اقتلع من حنجرته قليل من الكلمات: احتملتي غضبي وثوراتي وهذا الجسد الذي شاركتك فيه كل فنون التعذيب في الشعبة الخامسة.. ثم بسبّابته.. نحو ولدهما: دعيه.. سوى هذا الوطن لم اورثه شيئا.
لم يسمع كلمات والده حين غادر الباب..وأبواب محلته، فالشارع.. ثم هرول صائتا.. انتبهت كتفاه وهما ترتطمان بأكتافهم .. الصوت : أصوات والكتفان أكتاف وأكتاف : تداخلت الأصوات والفوهات ..الأكتاف والهراوات. دماؤهم ومسيل الدموع ..
على شاشة التلفزيون : بكل أناقتهم يبتسمون.. بهدوء يناقشون لحظتنا العراقية الدامية.
-2-
وهو يتقدم اخرج من القميص جسده فاتحا ذراعيه وصدره.. هرول كمن يريد احتضان عزيزا
صاحوا..: لماذا عاريا..؟
دون أن يلتفت : أحاولُ أن اولدُ مِن جديد
وبلا تردد مزق الاخر قميصه.. التفت اليه صاحبه متسائلا: وأنت- لماذا عاريا..؟
: كي لايطمع السراق بنهبي..
صاح ثالثهم وهو يرتدي علم العراق: أريد وطني
صاحت الرصاصات وقنابل مسيل الدموع والمصفحات ومركبات الزجاج المظلل والطرف الثالث
: خذه.. برأسك....
-3-
حاولتْ وتحاول أن تصنع أجوبة ٍ كلما صلصلت عليها السلاسل.....
يداهمها من الضفة الأولى قلق.. ترفع.. رغم برودة الحيز المترب المظلم.. تبحث عن السماء:عيناها. أيحق لي ياإلهي وأنا في غياهب لحدٍ .. اناديك وأسألك عن ولدي؟ تخاطبُ انفاسها ريحَ قميصٍ مبتلٍ بثمن الوعي
مرتجفةُ شاحبة: ها يمه ما الذي جاء بك هنا ..؟
وكما كان حين يسمع صوتها، مبتسما يجيبها: يمه قلت أريد وطنا فقادوني اليك.
ترتفع فوق قوانين الضفتين خارج حدود الظلام تجسد ظلا يحتضن كومة تراب يدثرها علم مخضب بدماءٍ لا تتوقف عن النزف
#بلقيس_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟