أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الإله إصباح - الشهيد عمر بن جلون.. والعود الأبدي لفكرة اليسار














المزيد.....

الشهيد عمر بن جلون.. والعود الأبدي لفكرة اليسار


عبد الإله إصباح

الحوار المتمدن-العدد: 6441 - 2019 / 12 / 18 - 11:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الشهيد عمر بن جلون... والعود الأبدي لفكرة اليسار
كلما جاء شهر دجنبر؛ تطفو من أعماق روحك وتملأ الأمكنة بحضورك الأزلي ضد من أرادوا من اغتيالك أن يكون محوا لفكرة وقتلا لمشروع. تعود كل عام في شهر دجنبر لتذكر القتلة بانك هنا منغرس في التربة؛ وفكرك يغوص عميقا منشئا له جذور مفعمة بالأبدية لآن الخلود هو مصير الأبطال.
عودك الأبدي هو عود لليسار في وضوحه؛ أنت الذي كنت تحارب التضليل والغموض. عودك هوعود للسياسة في نبلها من حيث هي انتماء لمشروع ولرؤية تتغيى تحقيق العدل ومناصرة المقهورين والمستغلين. وفي سبيل هذا الوضوح خضت السجالات ورافعت في افتتاحيات المحرر وفي لجنة صياغة التقرير الإيديولوجي؛ لم تكن تهادن الالتباس وكنت مدركا طبيعة التناقضات الفكرية والإديولوجية بين اعضاء اللجنة؛ ولذك اعتبرت الصياغة النهائية للتقرير مكسبا بالنظر إلى السياق العام الذي انعقد في ظله المؤتمر الاستثنائي.
نعم يأتي دجنبر من كل سنة كاستئناف دائم للفكرة اليسارية وهي تصارع واقعا موبوء بالظلامية والتطرف. تحاول أن تفسح لها كوة من نور في مشهد الرداءة والظلام الدامس؛ الظي تم التهييء لهيمنته في دهاليز الاستخبارات؛ وكانت لحظة تدشينه قد تمت بتصفيتك على اساس الحقد والكراهية لكل ماهو يساري وتقدمي وإنساني.
كنت أول ضحية لإرهاب الأصولية والظلامية في المغرب والعالم العربي. أمام قوة الفكرة وصلابتها؛ لم يجد الرجعيون والظلاميون إلا التصفية الجسدية عجزا منهم عن مقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة. ذلك كان دأبهم معك ومع زمرة من المفكرين؛ حسين مروة؛ مهدي عامل؛ فرج فودة. مفكرين جمعك بهم الفكر والانتماء لمشروع يناهض الاستبداد والظلامية ويتطلع إلى إرساء مجتمع يسوده العدل والإنصاف والديمقراطية.
أنت من القلائل في القدرة على الجمع بين التنظير والممارسة؛ كنت قائدا فذا منذ مطلع شبابك؛ وكنت منظرا لتيار سياسي، منشغلا بالتنظيم. ومشروعك في المذكرة التنظيمية يشهد على قدراتك في هذا المجال، تلك المذكرة التي لم يستطيع اليسار أن يتجاوزها؛ وبقيت هي المرجع في التعاطي مع الشأن التنظيمي من منطلق يساري حقيقي.
تجسدت في شخصيتك الأبعاد الفكرية والتنظيمية؛ وكنت دائما تبادر بمت هو جديد في الساحة السياسية المغربية. وما تأسيسك لجريدة فلسطين إلا إحدى العلامات الدالة على توهجك الفكري والنضالي؛ أنت الأممي والقومي في آن واحد دون أي مفارقة أو تناقض. مزجت بينهما في شخصيتك مزجا خلاقا. جعلت القومي في خدمة الأممي؛ والأممي سندا لما هو قومي. فكان احتضان القضية الفلسطينية منسجما مع مناهضتك للإمبريالية والصهيونية؛ باعتبار فلسطين بؤرة أساسية ضمن بؤر حركات التحرر الوطني على الصعيد العربي والعالمي. ولذلك كانت فلسطين بالنسبة لك قضية وطنية؛ إذ كنت تدرك في العمق تداخل البعد الوطني وتقاطعه مع ما هو قومي وأممي؛ فلا يمكن القضاء على الرجعية إلا بنضال ينطلق باستحضار التحالف والتداخل العضوي بين ماهو رجعي وصهيوني وامبريالي.
دجنبر إذن يعود ويعود معه طيفك، ليحثنا على تجديد السؤال حول ماهية اليسار اليوم. نعم تجديد السؤال هو الشرط الضروري للانفلات من الدغمائية القاتلة، وأنت كنت تنبه كثيرا إلى مخاطرها، لأنها تسجن الفكر في قوالب جامدة وتجعله غير قادر على مواكبة مستجدات الواقع. كنت تعتير الماركسية منهجا للتحليل وليست عقيدة تعتنق، لأن الفكر عندما يتحول إلى عقيدة يصبح جمودا وانغلاقا واستقرارا في يقين يغيب معه العقل كسؤال يتجدد، وكشك منهجي يسائل المنطلقات على ضوء المتغيرات، ويغنيها بعمق التحليل الملموس للواقع الملموس. هكذا كنت في الفكر مخلصا للواقع بما هو حقيقة تتجدد باستمرار، حقيقة نسبية وليست مطلقة، وهاهنا يكمن سر الإبداع والتجديد الخلاق.
أكيد أن هذه الخصال والصفات هي التي أرعبت النظام وجعلته يخطط لاغتيالك، لأنه كان يدرك قدراتك ونفوذك السياسي، وأثر ذلك على ميزان القوى القائم داخل الجزب أو في علاقة الحزب بالسلطة، لآن نفوذك داخل التنظيم من شأنه أن يعيق مخططات النظام في تعاطيه مع واقع تلك المرحلة في أواسط السبعينيات. وها دجنبر يعود ليذكرنا بفظاعة اغتيال سياسي كنت ضحيته لأنك رفضت الخضوع والاستسلام، رفضت مقايضة الفكرة والمبدأ، انت الذي بدأت حياتك المهنية كموظف سام، لم تعر حياة البدخ والرفاهية التي كانت في متناولك أي اهتمام. ضحيت بكل ذلك في سبيل أن ينتصر المبدأ وينجح مشروع التحرر والانعتاق من الطغيان والاستبداد. تآلفت مع المحاكمات والسجون والمعتقلات السرية. تحملت كل ذلك لأنك كنت تحوز طاقة نادرة هي طاقة المناضل الذي يصبح النضال بالنسبة إليه هو ما يعطي للحياة معنى، ويجعلها ذات غاية وهدف، مفعمة بالآمال و التفاؤل، جديرو فعلا بأن تعاش.
كانت حياتك قصيرة، ولكنك باستشهادك جعلتها تعانق الأبدية، وتجعل اسمك خالدا بين الأبطال والعظماء



#عبد_الإله_إصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرية.. مشروع نهضوي مجهض
- البوكر 2019 تسلل الرداءة إلى القائمة القصيرة
- أي علاقة بين الماركسية والذهاب إلى الحج
- الإسلام .. وأزمة الانفصال بين العبادة والأخلاق
- ثورة لم تكتمل، قراءة في مذكرات المناضل امحمد التوزاني.
- بن كيران، نهاية كاريزما الضحالة والتهريج
- أحمد بن جلون صديق الهوامش
- الشهيد المهدي بن بركة والانتقال من التقليد إلى الحداثة
- بوب ديلان وناس الغيوان
- الشهيد المهدي بن بركة، وحدة اليسار والملكية البرلمانية
- عبدالرحمان بنعمرو..وعدالةالذاكرة
- في دلالات التحاق عضو من العدالة والتنمية بصفوف داعش
- التوزيع العادل للثروة والمسالة الديمقراطية
- عبد الصمد بلكبير والحركة السلفية
- أحمدعصيد وتجريم التطبيع مع إسرائيل
- المؤتمر السابع لحزب الطليعة ورهان وحدة اليسار
- الشهيد المهدي بن بركة، بلاغة الوضوح ومنطق التسوية
- حركة 20 فبراير ومرحلة ما بعد الاستفتاء
- الشعب المصري يواصل ثورته بعزم وإصرار
- الشعب المصري العظيم يريد الحرية.. يريد الحياة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الإله إصباح - الشهيد عمر بن جلون.. والعود الأبدي لفكرة اليسار