أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد تركي سواري - قرائة دستورية لأزمة التكليف الرئاسية














المزيد.....

قرائة دستورية لأزمة التكليف الرئاسية


أسعد تركي سواري
مفكر إستراتيجي


الحوار المتمدن-العدد: 6441 - 2019 / 12 / 18 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1 - كنا قد حذرنا من دخول العراق في عدة متاهات ، في حالة إقالة الحكومة العراقية ، وقلنا ماقاله المثل الشعبي ( سلة العنب أهم من قتل الناطور ) ، فالمهم التعديل الدستوري ، والنظام الإنتخابي العادل ، والمفوضية المستقلة ، ويمكن لهذه الحكومة تحقيق ذلك تحت الضغط الجماهيري السلمي الكثيف والمرجعي الشديد ، وها قد بدأت بمتاهة أزمة التكليف الجديد لرئيس مجلس الوزراء ، ولكن ما يمكن إفادته من هذه المتاهات والأزمات ، هو إنتاج سوابق قضائية بصيغة تفسيرات من المحكمة الإتحادية ، لترميم النواقص الدستورية ، أو تلمس مواطن الضعف الدستوري الذي يتجلى عند كل أزمة سياسية ، وتلافي تلك النواقص والمطبات في التعديلات الدستورية القادمة .

٢ - درجت اللغة الدستورية على إعتماد مصطلح ( خلو المنصب ) لتضمنه الإشارة إلى حالات الموت والإستقالة والإقالة والأسر والعجز عن الأداء الوظيفي ، وبذلك يمكن الإرتكان إلى المادة ( ٨١ ) أولا ، من الدستور العراقي لعام ٢٠٠٥ ، لا سيما مع قرينة تذييل النص الدستوري بعبارة ( لأي سبب كان ) ، إذ تنص المادة الدستورية آنفة الذكر على أنه (( يقوم رئيس الجمهورية مقام رئيس مجلس الوزراء ، عند خلو المنصب لأي سبب كان )) ، ولكن البند ثانيا من المادة الدستورية ذاتها ، يوجب الإحتكام إلى المادة ( ٧٦ ) من الدستور لرسم خطوات التكليف لرئيس مجلس الوزراء الجديد .

٣ - أوجبت المادة الدستورية ( ٧٦ ) على رئيس الجمهورية تكليف مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر ، إذ تنص في البند أولا على أنه (( يكلف رئيس الجمهورية ، مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا ، بتشكيل مجلس الوزراء ، خلال خمسة عشر يوما ، من تاريخ إنتخاب رئيس الجمهورية )) ،
ومع أن البند ( ثالثا ) ، والبند ( خامسا ) من المادة ( ٧٦ ) ذاتها ، قد أوجبا على رئيس الجمهورية ، تكليف مرشح جديد ، في حالة إخفاق رئيس مجلس الوزراء المكلف في تشكيل الوزارة ، وحالة عدم نيل الوزارة ثقة البرلمان ، من دون أن يشترط النص الدستوري في البندين ( ثالثا ) ، و( خامسا ) على رئيس الجمهورية في أن يكون المكلف الجديد مرشحا من الكتلة النيابية الأكبر ، إلا أنه من البديهيات المطوية في الفقه الدستوري ، أن تكون المادة الدستورية السابقة حاكمة على المادة الدستورية اللاحقة ، مالم يرد نصا صريحا خلاف ذلك ، وبذلك قطعا سيكون البند ( أولا ) حاكما على البندين ( ثالثا ) و ( خامسا ) ، بما يوجب على رئيس الجمهورية تكليف مرشح الكتلة النيابية الأكبر .

٤ - بعدما تقدم نصل إلى إشكالية توصيف الكتلة النيابية الأكبر ، وهنا لا بد من الرجوع إلى تفسير المحكمة الإتحادية الذي أجاب على إشكالية توصيفها حينما تردد بأنها الكتلة التي فازت بالإنتخابات ، أم الكتلة التي تشكلت بعد المصادقة على النتائج وترديد اليمين الدستوري للنواب ، فجاء جواب المحكمة الإتحادية ب:
(( أنها الكتلة التي تُشكل داخل قبة البرلمان في الجلسة الاولى واذ لم تُعلن فيُصار الى الكتلة الفائزة بأكبر عددٍ في الانتخابات) ) ، وبذلك يمكن القول بأنه يتوجب على رئيس الجمهورية تكليف الكتلة النيابية التي تعلن الآن عبر جمع تواقيع النواب المتوافقين على مرشح جديد لرئاسة مجلس الوزراء ، وفي حالة عدم إعلان تلك الكتلة ، يتوجب الرجوع إلى الكتلة البرلمانية التي حصلت على أعلى المقاعد النيابية لحظة إعلان النتائج ، وفي حالة تخلي تلك الكتلة البرلمانية عن ترشيح مكلف جديد تنصلا من المسؤولية في هذا الظرف الدقيق والحرج ، يتوجب الرجوع إلى الكتلة البرلمانية التي تليها في عدد المقاعد النيابية لحظة إعلان النتائج .

حفظ الله تعالى العراق العظيم وشعبه الكريم .



#أسعد_تركي_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الإنتخابي الأنسب للعراق
- الصراع المرير ما بعد التحرير
- (( المجلس الأعلى الإسلامي من المبدئية إلى الواقعية ومن الحرس ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد تركي سواري - قرائة دستورية لأزمة التكليف الرئاسية