كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 10:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا رئاسيا يوم الأربعاء 11/ 12/ 2019 يقضي بقطع التمويل المالي الفدرالي عن الجامعات والكليات الأمريكية الحكومية والخاصة التي تدعم الحق الفلسطيني وحركة مقاطعة إسرائيل، وقال إنه اتخذ هذا القرار لأن تلك الجامعات والكليات لا تكبح " معاداة السامية "، ويتعرض الطلاب اليهود الذين يدرسون فيها لاعتداءات عنصرية.
هذا القرار الذي يعتبر من ضمن الهدايا المجانية التي قدمها دونالد ترامب إلى دولة الاحتلال منذ وصوله إلى البيت الأبيض قبل ثلاث سنوات لا يهدف إلى حماية الطلاب اليهود من المعادين للسامية كما كذب، بل إنه موجه ضد أساتذة الجامعات والطلاب الأمريكيين الذين يعارضون سياسات إسرائيل ويدعمون الحقوق الفلسطينية من خلال نشاطاتهم المؤيدة والداعمة لحركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات Boycott, Divestment, and Sanctions " واختصارها ( بي دي أس BDS. (
هذه الحركة تناشد الجامعات، ومنظمات المجتمع المدني، وكل أصحاب الضمائر في العالم بفرض مقاطعة اقتصادية وأكاديمية وسياسية واسعة على إسرائيل، وتطالب بسحب الاستثمارات منها في خطوات مشابهة لتلك التي طبقت ضد جنوب افريقيا خلال فترة التفرقة العنصرية، وتركز على فضح ممارساتها الإجرامية العنصرية ضدّ الشعب الفلسطيني، وتطالبها بإنهاء الاحتلال وتفكيك الجدار العازل، والاعتراف بالحقوق الأساسية والمساواة الكاملة لفلسطينيي 1948، واحترام حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم كما هو منصوص عليه في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
ما يزعج إسرائيل وأنصارها الصهاينة في الولايات المتحدة الأمريكية هو ان هذ ه الحركة تتمتع بتأييد واسع بين أساتذة وطلاب عدد كبير من الجامعات الأمريكية الرئيسية العريقة التي يدرس فيها مئات آلاف الطلاب، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر جامعات كولومبيا، ستانفورد، جورج تاون، برينستون، كاليفورنيا، واشنطن، تكساس، نيويورك، أوهايو، وسكونسن، مينيسوتا، الينوي، ميتشغان. فلا غرابة إذا في ان إسرائيل تعتبر هذه الحركة من ألد أعدائها، وتخشى من انتشارها في حرم المزيد من الجامعات الأمريكية، ومن تغلغلها في مؤسسات المجتمع المدني، مما يهدد بكشفها على حقيقتها للشعب الأمريكي الذي ضللته وسائل الإعلام وسياسات دولته المؤيدة لإسرائيل منذ إقامتها حتى الآن.
إن أمر ترامب التنفيذي بقطع التمويل المالي الفدرالي عن الجامعات والكليات الأمريكية التي يعارض طلابها واساتذتها سياسات إسرائيل ليس سوى هدية جديدة يقدمها للدولة الصهيونية، ولا علاقة له بمعاداة السامية؛ لكنه لن يوقف دعم تلك الجامعات وشريحة كبيرة من أساتذتها وطلابها للفلسطينيين، وسيفشل لأنه لا يتصدى للمشكلة الحقيقية وهي ان معاداة السامية ليست نابعة من حركة مقاطعة إسرائيل في الجامعات الامريكية، ولكنها نابعة من جماعات التفوق الأبيض التي تكره اليهود والمسلمين والأمريكيين الذين ينتمون لأعراق أخرى، وتدعم ترامب وسياساته العنصرية.
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟