أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - حكومة دائمة لعراق مؤقت وموقوت















المزيد.....

حكومة دائمة لعراق مؤقت وموقوت


كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 06:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حققت ادارة الاحتلال بنجاحها النسبي في تجاوز عقدة الجعفري واستبداله بالمالكي ، نقل الحالة العراقية الى عنوان جديد هو (الحكومة الدائمة) ، كوليد لمخاضات التحاصص والتقاسم ، المستندة على نتائج اللانتخابات وتداعياتها المرشدة والمنقحة امريكيآ .
ان حقيقة الترحيب الامريكي الحار باستبدال الجعفري بالمالكي والذي ينتمي لنفس الاتجاه الفكري والسياسي ، وارسال وزيري الدفاع والخارجية ، وتشديد زلماي خليل زادة على الاسراع بتشكيل الحكو مة المنتظرة ، ووقوفه وتدخله بكل تفصيلات الولادة لهذه الحكومة وسرعة تشكيلها حتى لو كانت ناقصة التركيبة ، يؤكد ان الادارة الامريكية تنفست الصعداء لأنجازٍ يمكن ان يساهم في التخفيف من الضغوطات التي تتعرض لها ، ويدفع بالاستمرار بما يسمى بالعملية السياسية والتكريس الفعلي والقانوني للتحاصص ، سياسيآ وجغرافيآ واقتصاديآ ، تحت مسمى (حكومة الوحدة الوطنية) على اساس اشتراك ( ممثلي العرب السنة) فيها . تمهيدآ للتفكيك والتقسيم وتحت اسم الدولة العراقية .
واذا كان زلماي خليل زادة وادارة الاحتلال قد نجحوا في تسويق فكرة (المحاباة الامريكية للسنة العرب) في العراق ، لاغراء من له الاستعداد في السقوط بالفخ الطائفي ، ودفعهم وتشجيعهم بأعلاء الراية الطائفية في خطابهم السياسي ، فأن هذه الاطراف وخاصة جبهة التوافق العراقية ، قد فشلت في تسويق مبرراتها السياسية في الاشتراك بعملية المحتل السياسية اضافة الى تراجعهم عن (وعودهم الوطنية) باعتبار ساحة العملية السياسية هي ساحة كفاح ضد الاحتلال ومشاريعه التفتيتية ومخططات المتعاونين معه من الطائفيين والعنصريين ، حيث اصبح اندماجهم في جوهر اللعبة الاحتلالية ودخولهم في معمعة توزيع المناصب والغنائم واصطفافهم في جبهة زلماي خليل زادة ، عامل اضافي في تيسير النجاح الجزئي الامريكي وتوسيع هامش مناورته التكتيكية وتأكيد الحدود الوهمية التي ارادها الطائفيون والانفصاليون وتكريس للتحاصص المطلوب امريكيآ واسرائيليآ .

ان ثلاثة سنوات عجاف من الاحتلال والارهاب والقتل والتدمير لدولة الوطن العراقي ، وما رافقها من فشل سياسي وعسكري امريكي ، ومأزق يبحث فيه اصحابه عن بدائل وخيارات ، تبتعد في جوهرها عن العقدة الاساسية ، بوجود الاحتلال وتداعياته ونتائجه الميدانية ، والتي تهدف الى استمراره بالامساك بكافة خيوط اللعبة السياسية للخارطة الجديدة ، عبر اعادة تجميع الاوراق ثم اعادة توزيعها وترتيبها بما يضمن الاضعاف لكل مقومات الجهد الوطني الحقيقي الذي يهدد ويقوض مشروع الاحتلال والمتعاونين معه ، ان هذه السنوات كافية لتضع في اعتبار ذوي النفس الوطني ، ومن الذين ساهموا واشتركوا في ( العملية السياسية) ، حقيقة ان المشروع الوطني التحرري واقامة العراق الديمقراطي الموحد ، لايمكن صياغته في ظل وتحت قبة الاحتلال وحمايته . وما طبيعة المداولات والحوارات التي اشرف عليها زلماي خليل زادة ، القابلة المأذونة للحكومة الدائمية ، وكذلك جلسة الاقرار للحكومة الغير مكتملة ، والتي كشفت عن الكثير من الخفايا والترتيبات المفاجئة للقوائم والكتل المشتركة ، ودوافع الانسحابات التي حدثت داخل الجلسة ، اضافة الى المشادات داخل القاعة وخارجها والتي ستسفر بالتاكيد عن تمزق بعض التكتلات بسبب المناصب والحصص ، لتتوج بمنهاج عمل الحكومة ، الذي اغفل عمدآ موضوعة الاحتلال ليرحلها الى قرار مجلس الامن المتعلق بوجود هذه القوات ، وليتجاوز على اهم محاور وشروط اشتراك جبهة الحوار الوطني وجبهة التوافق في العملية السياسة والمتعلقة في قضية الدستور والاجتثاث والاحتلال .
لقد لعبت بعض الاطراف في جبهة التوافق وخاصة الحزب الاسلامي ذات الدور الانتهازي النفعي المقيت ، وساهمت بعض قياداته وبشكل لجوج في التطبيل للتغير في سياسة المحتل ازاء (السنة في العراق) تحت عنوان تصحيح الاخطاء ، وتعمل اليوم لتعلن الاستعداد لتكون الواسطة بين المحتل والمقاومة الباسلة ، عبر دعوتهم منظمات المقاومة الوطنية لمحاورة الامريكان .
ان مجمل الخطاب السياسي لهذه الاطراف والذي تماها تماما مع الخطاب الطائفي السائد ، ودخل معارك التحاصص ، وانساق بشكل كبير خلف الوهم الذي يبيعه المحتل ، عزز وكرس قيم احزاب الاحتلال ودفع باتجاه محاولة ترويض وتعجيز القوى الرافضة للاحتلال ونتائجه وكذلك تكييف وتطويع القوى الرافضة للسياسة الامريكية والتي دخلت (العملية السياسية) ، حيث يفقه المحتل كيف يتم الحرق السياسي وكيف تعوم المصداقية ، لذلك فأن شق جبهة الحوار الوطني قبل الانتخابات وتهميش دورها بعد ذلك ومن ثم ابعادها عن التشكيلة الحكومية ، بعد محاولة فرض مواقف معينة عليها كما صرح رئيسها صالح المطلك ، وكذلك فأن محاصرة الصدريين ودفعهم للتخلي عن الخطاب الوطني وحشرهم في خانة الائتلاف الشيعي لتأكيد وتغذية العنصر الطائفي في اتجاه تيارهم ، وابعادهم عن الالتقاء والتناغم والتفاهم مع التيارات والهيئات الوطنية الرافضة للاحتلال ومشاريعه ، والدفع بتصدر الحزب الاسلامي لراية جبهة الوفاق (السنية) ، كل ذلك يدخل في قوة الدفع التي تحتاجها ادارة الاحتلال وطغمة الحرب في واشنطن ، للمحطة الاخيرة في عمليتهم السياسية والتي تهدف الادارة الامريكية من خلالها ان تكرس وتطبع كل ما هو مطلوب ، ولتقنون ولتشرع في زحمة هذا العرس الدموي كل ما تهدف اليه ادارة الاحتلال ومريديها سياسيآ واقتصاديا وعسكريآ ،

ففي الوقت الذي تدرك الادارة الامريكية مأزومية موقفها ووجودها ووجود حلفاءها على ارض العراق ، وتعلم جيدا عمق مأزقها السياسي والعسكري ، فأن عمليتها السياسية وبمحطاتها المتوالية وعناوينها المختلفة ، تدخل في اطار البدائل والخيارات التكتيكية والتي يجب ان تخدم استراتيجية طغمة الحرب في ضمان التحكم عسكريآ وسياسيآ بمفاتيح الوضع العراقي واعادة انتشار قواتها في قواعد ثابتة وعودة الجزء الاخر الى موطنها او الى القواعد المحيطة في بلدان الجوار .
لذلك فأن التطبيل لتشكيل الحكومة الجديدة القديمة والاعلام الواسع لمهماتها المتميزة في تحقيق الاستقرار والامن وتطويرالحالة الاقتصادية واضفاء هالة القوة عليها ، والشمولية كونها تشمل كل مكونات الشعب العراقي ، لاتلغي حقيقة وطبيعة المأزق السياسي لهذا الوليد الجديد ، الذي يحمل معه اسباب فشله القادم وموته السياسي.

ان الاشارات المقتضبة والخجولة في خطاب رئيس الحكومة الجديد وتصريحات البعض من مقربيه ، حول الحوار والمصالحة (وحاملي السلاح الذين يقاتلون القوات الاجنبية) ، تشير الى اتجاه جديد يقر مجبرآ ، عمليآ وسياسيآ بعقد الوضع العراقي ولكنه لايستطيع ولا يريد ملامسة الأستحقاقات الحقيقية لوجود الاحتلال وتداعياته ونتائجه والاعتراف بالمقاومة الوطنية كعنصرٍ مقرر في الوضع العراقي ، ان الاحتلال واحزابه يبغون ويهدفون إلى صفقات سياسية محلية ومناطقية ضيقة ، يتعكزون فيها على دخول ومشاركة (رافعي الراية السنية) وبعض الوطنيين للوصول الى تطبيع الوضع .
ان هذه القوى من جبهة التوافق والحوار الوطني والذين لازالوا يطالبون بأعادة النظر في تشكيلة الحكومة الجديدة ويتمنون على المحتل واحزابه ببعض التغيرات ، مطالبون اليوم بأعادة النظر في نهج الاندماج بلعبة المحتل السياسية والاصطفاف الواضح الى جانب القوى المناهضة للاحتلال وتعضيد المقاومة الباسلة ، والمساهمة في توسيع جبهة الدعم السياسي والتكامل الوطني لبرنامج سياسي كفاحي يضع في اولوياته ازالة الاحتلال وبناء العراق الديمقراطي الموحد.



#كاظم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتفضون ! ليس السُنة من يحابيهم زلماي خليل زادة !
- الحالة العراقية بين الواقع والطموح
- العراق الى اين ؟ سمات المشهد العراقي
- وانقلب السحر على الساحر
- المواجهة المؤجلة ومصير المشروع الامريكي
- مشروع ليبرالي عالمي ام ديمقراطية وطنية
- الترشيد الامريكي لتداعيات الانتخابات العراقية
- الليبرالية المسخ
- مأزق الأدارة الحاكمة
- المواجهة المؤجلة
- انهم يقرعون طبول الحرب الاهلية
- الجهد الوطني والغبار المثار
- ماهو قادم
- تماثل ومدلولات من التأريخ
- اخطر المراحل العمل الوطني المسؤوليات والمهمات
- يمين اليسار ويسار ه الوطني الاصيل
- سفر ومحطات / عرض
- الحذر يا شعبنا المدائن بين التوصيف الطائفي والمناطقي
- الامبريالية والفاشية
- السياسة الأمريكية والدم العراقي


المزيد.....




- لبنان يعلق على تقرير صحيفة بريطانية زعم وجود صواريخ ومتفجرات ...
- السعودية.. الأمير الوليد بن طلال يقدم هدية غير متوقعة لبائعة ...
- مقتل كاهن كنيسة أرثوذكسية وأفراد من الشرطة نتيجة لهجمات إرها ...
- علماء روس يرصدون 3 توهجات شمسية قوية اليوم الأحد
- نقطة حوار - حرب غزة: هل تنجح زيادة غالانت في خفض التوتر بين ...
- إسرائيل وحزب الله يقتربان من حرب شاملة
- القضاء على إرهابيين اثنين في داغستان (فيديو)
- أب يحاول إغراق طفليه في شاطئ البحر بولاية كونكتيكت الأمريكية ...
- مصر.. تطورات جديدة في قضية ذبح طفل وتقطيع أطرافه بمحافظة أسي ...
- ضربات روسية على خاركيف وموسكو تحمل واشنطن المسؤولية عن هجوم ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - حكومة دائمة لعراق مؤقت وموقوت