أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زينة أوبيهي - سعيدة الشهيدة، سعيدة الخالدة














المزيد.....

سعيدة الشهيدة، سعيدة الخالدة


زينة أوبيهي

الحوار المتمدن-العدد: 6434 - 2019 / 12 / 10 - 23:40
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في الحادي عشر من شهر دجنبر سنة 1977، كان للشعب المغربي، وخاصة العمال والفلاحين الفقراء، الوداع القسري مع إحدى الشموع النادرة والمضيئة في دروب قاسية ومظلمة، وداع إجباري بل طعنة إجرامية أراد من خلالها النظام إطفاء هذه المنارة المشعة الى الأبد. إلا أن نورها ازداد إشعاعا وسيتمدد في خدمة الكادحين لأجيال وأجيال..
لم تتجاوز الشهيدة سعيدة المنبهي ال25 سنة، وكانت قد تعرضت لكافة أصناف التعذيب والتنكيل داخل المخافر السرية والسجون وردهات المحاكم. فارقتنا الشهيدة وهي في عز وعنفوان شبابها، أعطت قفزة نوعية ومتميزة لنضالات عقد السبعينات وما عرفه هذا الأخير من نشاط كفاحي وحركة نضالية متقدمة ولمرحلة تاريخية برمتها؛ أبرزت للمرأة المغربية مكانتها الحقيقية وموقعا النموذجي. كسرت بتضحيتها كل الأوهام والقيود الرجعية متجاوزة العقلية السائدة، لقد أضحت رمزا للمقاومة والتضحية من أجل المرأة والرجل معا بدون منازع، ومن أجل شعبها وكافة الشعوب المضطهدة، إنها سعيدة المنبهي التي استشهدت في الإضراب اللامحدود عن الطعام الذي خاضته بكل همة ونكران للذات الى جانب رفاقها المعتقلين السياسيين (مجموعة 77)..
إن سعيدة الشهيدة معلمة تاريخية ومنارة للمرأة المغربية بالخصوص التي تعيش الاضطهاد المزدوج، اضطهاد النظام من جهة ومن جهة أخرى اضطهاد العقلية الذكورية السائدة في المجتمع الطبقي. وسعيدة الشهيدة مفخرة للشعب المغربي عامة، إنها ذاكرة حية لا تقبل النسيان أو التلف. ستظل تضحيتها وإبداعاتها شاهدة على عصرها وعلى استماتتها في الدفاع عن مواقفها الثورية.. إنها تجربة رائدة في التحدي ونكران الذات، لقد حطمت أسوار السجن وجدران الزنزانة بصمودها الخلاق. فمن قلب السجن مخترقة ترسانته الإسمنتية خلدت الشهيدة رؤيتها حول الواقع المغربي المر وحول النموذج المنشود البعيد كل البعد عن مبادرات "المصالحة" والخنوع . فرغم الظروف القاسية تشبثت سعيدة بالكتابة وخاصة الكتابة الشعرية، كآلية من آليات المقاومة، لتعلن عن أفكارها الثورية وتوثق ممارستها النضالية كاستمرارية لسعيدة، المناضلة الثورية، ولدرب نضالها الشائك. فمهما حاول النظام وبعض الأبواق المأجورة إخفاء جرائمه إلا أنه لن يفلح في التعتيم عن بطولات بنات وأبناء شعبنا وطمس تجربة رائدة من هذا المستوى الذي كان للمرأة المغربية الموقع المتقدم فيه وطنيا ودوليا. وليس استمرار التضحية تلو الأخرى ومواجهة الأجهزة القمعية بصدر عار إلا تعبيرا عن الوفاء للشهيدة سعيدة وباقي شهيدات وشهداء شعبنا المكافح.
تصادف ذكرى استشهاد سعيدة، وكل سنة، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، فأي حقوق إنسان هذه تفارقنا في "عرسها" العالمي الشهيدة، وهي وراء القضبان الحديدية في أبشع الجرائم وأفظعها؟!!
فباسم حقوق الإنسان والديمقراطية و...، تداس كرامة الإنسان (نساء ورجالا، شيوخا وشبابا) وتصادر حقوقه. وفي أجواء الاحتفال بحقوق الإنسان يشرد ويعتقل ويغتال المناضل والكادح... وفي اليوم/العرس العالمي، لازالت السجون مكتظة بالمعتقلين السياسيين في ظل أوضاع مأساوية وفي غياب أبسط حقوق الإنسان..
في "زمن" حقوق الإنسان تتعمق المعاناة الاقتصادية والاجتماعية ويستمر الحرمان ويسود الصمت والتواطؤ الرهيبين..
المجد والخلود للشهيدة سعيدة وكافة الشهيدات والشهداء، في ذكرى استشهادها الثانية والأربعين (42)..



#زينة_أوبيهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة هي الرجل، والرجل هو المرأة...
- رفيقي رحال: لماذا رحلت قبل الأوان؟!!
- 8 مارس: عيد أم مأساة؟
- سعيدة المنبهي: الشهيدة الشاهدة
- اليوم العالمي للمرأة: سأحدثكم عن أمي
- على ضوء اليوم الأممي للنساء، لم تحتاج المرأة في المرحلة؟
- في ذكرى 20 يناير 1988: إلى الشهيدة زبيدة والشهيد عادل
- في ذكرى الشهيدة سعيدة.. لا للمتاجرة بقضية المرأة.. لا للتعتي ...
- الكتابة عن الشهداء مسؤولية..
- تجربة اعتقالي: ذكرى الصمود والأمل..
- محنة الرفيقة المناضلة فاطمة الزهراء المكلاوي (المغرب)
- المرأة هي الثورة
- دمعة حارقة بعد 31 سنة عن اعتقالي إثر انتفاضة يناير 1984 الخا ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زينة أوبيهي - سعيدة الشهيدة، سعيدة الخالدة