( نص مفتوح )
..... ...... ..... .....
سفينةُ الليلِ ضلَّتْ طريقَهَا
تاهَتْ بينَ الغمامِ ..
ريحٌ تزلزلُ قاماتَ السنديانِ
صريرُ الأبوابِ ..
نوافذٌ ترحِّبُ بالريحِ
تزدادُ خشخشاتُ الفئرانِ
مِنْ رُكْنِ الإيوانِ ..
استنفرَتْ كائناتُ الدنيا
مِنْ شدّةِ الأوجاعِ
قلوبٌ مرتعشةٌ
أحلامٌ مهشّمةٌ كالفخارِ
ابتسامةُ وليدٍ تخترقُ الكآبات
تزرعُ في القلبِ وردة
فاحَتْ رَائحةُ البابونجِ
مِنْ صوبِ الجيرانِ
شحَّتْ مَوُؤنةُ الشتاءِ
حنَنْتُ كثيراً إلى أيامِ الطفولة ..
أيام زمان
أنتقي وأنتقي ..
آهٍ .. أين ولّت تلكَ الأيام؟
حياةٌ مكتنفةٌ بالكوابيسِ
غبارٌ كثيفٌ بلعَ ضوءَ المصابيحِ!
مُبارزاتٌ مؤكسدة
بتفسُّخاتِ الرؤى
المجوَّفة بالخرابِ
اللاهثة خلفَ الرياءِ!
مبارزاتٌ مريبةٌ
معَفَّرةٌ بالجنونِ
طاحشةٌ على خصوبةِ الوجدانِ
غير آبهة ببراكينِ الدمّ
سقطَتْ مركبةٌ مِنْ أقصى الأعالي
هلْ ارتطمَتْ بأوجاعِ السماءِ
أمْ تقيَّأتها الكواكبُ مِنْ غيظِهَا
مِنْ تراكماتِ الوباءِ
المستشرية فوقَ جبهةِ الأرضِ
فوقَ ساحاتِ الوغى!
السماءُ العالية لا تبدو عالية
تقتربُ رويداً رويداً
نحوَ شفاهِ الأرضِ
تكادُ أنْ تخنقَ الشهيقَ المنبعثَ
مِنْ أحشاءِ الأرضِ
صراعٌ أجوفٌ
يشبهُ لغةَ الأساطيِر!
تطايرَتْ أشلاءُ الحمامِ
نحوَ الأعالي
عجباً ..
ارتطَمَتْ بِخيوطِ الشمسِ
فتناهى صداها
إلى مسامعِ الريحانِ
إلى الكائناتِ المتناحرةِ
تحتَ عباءاتِ السماءِ
فوقَ قممِ الجبالِ
المتهالكة
في قاعِ البحارِ!
..... ...... ...... يُتبَع!
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم:شباط 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]