أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبدالله الضباعين - رؤية نقدية في رواية الخيميائي














المزيد.....

رؤية نقدية في رواية الخيميائي


أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني

(Ashraf Dabain)


الحوار المتمدن-العدد: 6433 - 2019 / 12 / 9 - 18:52
المحور: الادب والفن
    


على مدار 3 أيام أنهيت هذه الرواية، («الخيميائي» لباولو كويلو – البرازيل، ترجمة: جواد صيداوي)، وهي تستحق أن يطلق عليها رواية عالمية، وأن يطلق على الروائي كويلو لقب أحد أهم روائيي الأدب المعاصر، وهي من أهم الروايات العالمية حالياً وتصنف بأنها أكثر الكتب مبيعاً.
تندرج هذه الرواية تحت قسم الروايات الرمزية والأسطورة، بطلها راع شاب من الأندلس اسمه سنتياغو مثقف ومثابر ومحب لعمله، تدور أول أحداثها في منطقة ما في الأندلس حيث يرعى أغنامه بين المراعي في رحلات قصيرة ليعود بعدها إلى المكان الذي يبيت فيه مع أغنامه وهي كنيسة مهجورة شبه متهدمة نمت فيها شجرة جميزة، تجتاح هذا الشاب أحلام عن كنزٍ مدفون قرب أهرامات مصر ويلتقي في اسبانيا بملك اسمه ملكي صادق (اسم ورد ذكره في العهد_القديم) الذي أخبره عن الكنز فيبيع أغنامه ويترك أول فتاة أُعجب بها ويرحل نحو تحقيق حلمه في رحلات تتسم بالإثارة والفرص والذل والحظ والحب، لتتغير نظرته للحياة من خلال فهمه لروح الكون، حيث أظهر الروائي عناصر الطبيعة كأحياء في روايته.
عبر سانتياغو مضيق جبل طارق نحو المغرب وتعرض هناك للنصب والاحتيال ما جعله يعمل في متجر بلور يتعرض للخسارة وقلة الزبائن بسبب موقعه الجغرافي فيقدم لتاجر البلور أفكاراً تساهم في حل مشاكله وزيادة زبائنه وخلال تلك المدة جمع ما يكفي لمتابعة حلمه بالوصول لمصر لاكتشاف الكنز، ويرحل برفقة رجل إنجليزي يُريد أن يُصبح خيميائياً وأن يتعلم كيفية صناعة الذهب من المعادن الرخيصة، فيدخلا في مناطق القبائل وهناك تتعطل رحلاتهما بسبب حروب تدور رحاها بين القبائل المختلفة، ويعيشان في تلك الفترة في واحة تنعم بالسلام بسبب إتفاقٍ شفهي بين القبائل، وهناك يلتقي بحب حياته فاطمة كما يلتقي بالخيميائي الحكيم عارف الأسرار العظيمة والذي يحثه على المضي نحو كنزه رغم الإحباط والصراع الداخلي وحبه لفاطمة ورغبته بالبقاء معها ورغبته بالعودة لأغنامه، أما فاطمة فتحثه أيضاً بالمضي نحو حلمه وانتظاره في الصحراء ليعود إليها، خلال تلك الفترة ينقذ الراعي من خلال معرفته بالإشارات التي كان يشعر بها نتيجة اتصاله بقوى الطبيعة وروحه ينقذ الواحة من خطر هجومٍ عليها فيكافئ كبار زعماء الواحة الفتى بقطع ذهبية، فيرحلا نحو الإهرامات في رحلة خطيرة يرتبط فيها سانتياغو أكثر بالصحراء والكون ويعيش متأملاً صامتاً معظم الوقت.
تبلغ الرواية ذروتها وحبكتها حين يقع الراعي والخيميائي بيد إحدى قبائل الصحراء التي كانت تنوي قتلهما إلا أن الخيميائي يُشير لزعيم القبيلة بأن الفتى قادر أن يتحول إلى ريحٍ عاتية فتدخل العلاقة بين سانتياغو والكون على المحك ولكنه ينجح في الإختبار وينجو هو ومرافقه من الموت فتتركهما القبيلة يرحلان فيتابعا رحلتهما حتى ديرٍ في الصحراء هناك يتركه الخيميائي أما سانتياغو فيتابع إلى أن يصل للإهرامات... وعندما يصلها يتعرض للضرب وللسلب مرة أخرى ولكنه يكتشف بأن ما ينتظره هو علامة أخرى ليصل لكنزه! وهنا أترك باقي الأحداث المشوقة للقارئ بأن يقرأ هذه الرواية الجميلة جداً ويعرف إلى أين تصل الأمور مع بطلنا سانتياغو.
نلاحظ في الرواية أنها تعالج قضيتين هما قضية الاستقرار و الترحال والقضية الأخرى هي الأسطورة الشخصية، وما يرافقهما من قلق وتوتر والإرتباط والحب والعلاقات.
أتخيل لو أن هذه الرواية لروائي عربي لوجد من بعض القراء نقداً سلبياً بأنها رواية فيها من الخيال والخرافة وبعض الحشو ما يتعب أرواحهم، وقد يخرج علينا من يشجب تحول الروائي فيها من رواية اعتيادية نحو رواية فيها رمزية وفلسفة خصوصاً تلك التي تخاطب أشياء لا محسوسة ولا ملموسة.
هذه الرواية تخاطب فينا الأسطورة الشخصية والحب «إن الحب هو القوة التي تحول روح العالم وتُحسنها... إننا نحن من يغذي روح العالم وستكون الأرض التي نعيش فوقها أفضل أو أسوء تبعاً لحالتنا نحن».
رواية فيها اشارات دينية تارة مسيحية وتارة إسلامية، ونهايتها غير متوقعة لكنها رائعة.



#أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)       Ashraf_Dabain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الكاتب دور اشتباكي
- مي زيادة في رواية واسيني الأعرج
- الكاتب من منظورٍ آخر (مقال قصير جدًا)


المزيد.....




- وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري
- عندما تتكلم الشخصية مع نفسها.. كيف تنقل السينما ما يدور بذهن ...
- الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعاليا ...
- أول تعليق لمحمد رمضان على ضجة -حمالة الصدر- في مهرجان كوتشيل ...
- أكاديمية السينما الأوراسية تطلق جائزة -الفراشة الماسية- بمشا ...
- آل الشيخ يقرر إشراك الفنان الراحل سليمان عيد في إحدى مسرحيات ...
- نظرة على فيلم Conclave الذي يسلط الضوء على عملية انتخاب بابا ...
- فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له ...
- بعد التشهير الكبير من منع الفيلم ونزولة من جديد .. أخر إيراد ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT عربية و-روسيا سيفودنيا- توقعان ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبدالله الضباعين - رؤية نقدية في رواية الخيميائي