السعيد عبدالغني
شاعر
(Elsaied Abdelghani)
الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 13:39
المحور:
الادب والفن
أشعر بالافول بشكل عميق
فى هذه الأيام الشتوية المخمورة برائحة المطر
مغموسا هو فى دم قلبي
ومترعا بثبات لا يتحرك .
أشعر به فى كل ما أراه حتى فى وجه الشمس الابله وجدائل أمى المتبقية
وسرج النفخة الصوفية فى فم التهامي.
روحي ترتعش في المحراب
وعظمي يرقص ويكسّر نفسه
ماذا تبقى لنا ؟ الحياة تالفة من اول النشوء لآخر الزوال
نحن أطياف استعارية لا تعرف نسبها لأي ضوء كسير أو أي عتمة غضبانة
الحلم تكسّرت اغصانه وجذوره وثماره فى غياهب اللاادرية
نحن سجون مليئة بجيفة فادحة النتانة
لا اعلم من سيشربنا بعد أن عتّقنا الألم كل هذه السنوات
بعد أن مزقتنا عتبات السجون التي خرجنا منها وعدنا أو لم نعود.
كيميائكِ أنيسة وحدتي يا بعيدة
ووحيكِ فى ضمير لغتي يشكو الابتلاء بالافتراق المكاني
اهرع حولكِ بعد قحط الظاهر والباطن والدروب والجسور
واتساع فم الموات
رائحة كل شىء كرائحة الرماد المعتّق المعتقل
ولا أعرف بماذا استعيذ منه ومن بيان هذا الرماد
الذى يتشكل كل شىء له فى المرئي .
كل شىء يتاوه بألم النهاية
ولا شىء يشفي سوى الوجد .
العلل لكل الأسئلة الوجودية والماورائية محجوبة
ولا شرح سوى فى الشعر المنقوش المراق على الأوراق البالية .
هجرت كل شىء
حتى متن وجدانيتي الصوفية
تركت اللغة تعبث بعقلي وتقذفني
انا وحدى فى بئر العتمة
وانتِ قشة النور على السطح
كسّرت محيطه فحاول دفني
وتلكأ الموت لمحوى
الشفق منفصم بالغسق
والكأس يؤذن بفلك الجذب
اطوف حول ارتكابي لطيفكِ
وانا ألمع بروح ميتة
اهز راسي يمينا ويسارا سكرانا
فأرى باطن القصة الكونية
واداوم حتى أبقى فى الفناء
واغيب بلا مانع فيه .
#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)
Elsaied_Abdelghani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟