أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - وقوع البلاء ولا انتظاره، التوريث أو الإخوان















المزيد.....

وقوع البلاء ولا انتظاره، التوريث أو الإخوان


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت الزيارة السرية التي قام بها جمال مبارك إلى واشنطن في الآونة الأخيرة إن كلام الرئيس مبارك ونجله عن عدم صحة سيناريو التوريث إنما هو مجرد كلام للاستهلاك المحلى واللي في القلب في القلب وان غرض هذا الكلام تنويم الجميع حتى يكتمل هذا السيناريو .
فرئيسنا الذي تعودنا كل عام إن يحج إلى واشنطن له أكثر من عامين لم يقم بمثل هذه الزيارة السنوية ففي العام الماضي أرسل رئيس الوزراء احمد نظيف إلى هناك وكان من نتيجة هذه الزيارة إن بدأت بعض الأنظار في واشنطن تنظر إلى احمد نظيف كرجل ممكن إن يكون مناسب لخلافة مبارك ولان النظام في مصر دائما ما يتوجس خيفة من اى مسئول مهما صغر شأنه إذا اتجهت إليه الأنظار أو إذا أشار إليه العامة بأنه يؤدى واجبه على خير وجه لذا سرعان ما رأينا الصحف الموالية لأمانة السياسات تشن حملة شديدة تهاجم الرجل بدون ذنب أو جريرة مع إن الرجل وكما يظهر عليه لا طموحات لديه أو تطلعات أكثر مما هو فيه فمعظم وزرائه يأخذون تعليماتهم من لجنة السياسات ورئيسها وليس منه فهو مثلا لا يفعل مثلما كان يفعل الجنزورى الذي حاول الاستئثار بأكثر من منصب والحصول على صلاحيات أكثر مما كان يملك .
ولكن ماذا نقول في نظام أدمن الاصفار فمن صفر المونديال إلى صفر مجلس حقوق الإنسان إلى غيره من الاصفار فهو لا يريد إلا أصفار حول الزعيم بحيث يبقى الزعيم الأوحد وحده في الصورة . لذا فأن الرئيس هذا العام رأى إن يرسل بنجله إلى واشنطن فمن ناحية هي صقل له وإكسابه خبرات للمستقبل ومن جهة أخرى هي محاولة لمنع اى احد من سرقة الأضواء منه أو من نجله وكان يراد لهذه الزيارة إن تكون سرية ولكن وجود مراسلة قناة الجزيرة في مكان الحدث افشل سريتها فكان من الضروري الكشف عنها ومحاولة تبريرها وقد حاول الكثيرين من مسئولي النظام إيجاد المبررات المختلفة لها ولكن مبرراتهم لم تجد القبول المناسب إلى الآن فمعظم الناس مقتنعة إن هذه الزيارة بمختلف اللقاءات التي تمت فيها كانت خطوة من خطوات التوريث الذي قال عنه الأستاذ هيكل إن هناك محاولات حثيثة كي يكتمل هذا العام .
ولكن لماذا أطلقت على التوريث بلاء ولماذا نتمنى وقوعه بدل من انتظاره ؟
اولا الإجابة على الشق الأول من السؤال وهو نظرتي إلى التوريث على انه بلاء واسبابى لذلك واضحة وبينة ومنها :
*انه بلاء لان الزعيم احمد عرابي الذي جاهد ووقف إمام الخديوي يطالب بمطالب الشعب والجيش المصري في 1881 قائلا للخديوي" فوالله الذي لا الله إلا هو إننا لن نورث أو نستعبد بعد اليوم" وذلك ردا على الخديوي توفيق الذي كان قد رد على مطالب عرابي قائلا " بأنكم ليس لكم حق في هذه المطالب فما انتم إلا عبيد أحسناتنا " فرغم إن عرابي جاهد وناضل من اجل هذا منذ حوالي 125 عام إلا إن نظامنا الحالي لازال يعتبر الشعب المصري من عبيد أحسناته ولا يحق لهؤلاء العبيد إن يختاروا سيدهم أو رئيسهم كما قال عنه احمد نظيف في زيارة له لواشنطن إن هذا الشعب غير راشد كي يستطيع اختيار حكامه .
فهذا النظام لأزل بعض مسئوليه ينظر إلينا كعبيد لا يحق لنا الاختيار و البعض الأخر يصفنا بأننا غير راشدين لا نستطيع إن نختار الأفضل لذا علينا إن نترك هذه المهمة لحكامنا كي يختاروا وينصبوا لنا الأفضل من وجهة نظرهم وعلينا نحن السمع والطاعة .
*هو بلاء لان الشعب المصري الذي عانى الأمرين من هذا النظام وصبر أكثر من صبر أيوب على هذا النظام و هذا الشعب الذي سبق شعوب كثيرة في الممارسة الديمقراطية التي بدأت مع الخديوي إسماعيل منذ أكثر من قرن مضى يستحق إن يختار رئيسه وفق اختيار حر ديمقراطي .
*هو بلاء لأنه سيعيدنا إلى المربع الأول الذي نحاول الخروج منه وهو إن يختار من على سدة الحكم من يخلفه لرئاسة الشعب بعد موته كما تم مع عبد الناصر عندما اختار السادات ليكون نائبه فخلفه وكما تم مع السادات عندما اختار مبارك ليكون نائبه فخلفه والآن فنحن حتى لم نعد نحلم حتى بالعودة للمربع الأول بل تقهقرنا إلى الوراء أكثر فأكثر حتى وصلنا إلى نظام توريث يشبه توريث ولى العهد في العهود الملكية .
ثانيا نتمنى وقوع هذا البلاء خير لنا من انتظاره وذلك للاتي :
* إن حالة الاحتقان التي نحن فيها الآن والتي تنتقل ككرة الثلج متسارعة ومنتقلة من فئة إلى أخرى ومن مكان إلى أخر فمن الصحفيين إلى المحامين إلى القضاة ومن الأقباط إلى البهائيين والشيعة ومن بدو سيناء في أقصى الشمال الشرقي إلى النوبيين المهمشين في أقصى الجنوب هذه الحالة لا يمكن إن تستمر هكذا فزيادة حالة الاحتقان والضغط لابد إن تقودنا إلى حالة الانفجار التي لا يستطيع احد إن يدرك عواقبها لذا فأن بقاء الأوضاع على ماهى عليه حتى يكمل الرئيس مبارك فترته الرئاسية الحالية ويتم بعدها إخراج سيناريو التوريث إلى العلن ليست في صالح احد .
* إن حالة النظام الحالي التي يطلق عليها البعض أنها حالة جمود وتكلس بينما هي في الواقع حالة سقوط وتردى كما قال الأستاذ إبراهيم عيسى فهي ليست خطوات للإمام ولا خطوات للخلف بل سقوط والوحيد الذي سيستفيد من هذا النظام لو سقط هم الإخوان المسلمين الذي قواهم النظام بممارساته وحاول ولازال يحاول إخافة الجميع بهم كي يستمر هو في السلطة .
وحالة السقوط هذه تنتظرها وتعد نفسها لها جيدا جماعة الإخوان المسلمون التي تلعب لعبتين في منتهى الذكاء والدهاء والوصولية :
1 الأولى هي التحالف والتنسيق والعمل مع الجميع معارضة أو نظام الحكم لا يهم طالما ذلك سيقود الإخوان إلى تحقيق حلمهم وهو القفز إلى الحكم بأي وسيلة وقد رأينا ذلك واضحا في الانتخابات السابقة عندما اتحدت معظم أحزاب المعارضة تحت لواء جبهة موحدة وتقدمت بمرشحين ونسقت بينهم إلا إن الإخوان رفضوا هذا وتقدموا بمرشحيهم الذي نافسوا واسقطوا في أحيان كثيرة رموز للمعارضة وخسر بسبب سقوطهم الوطن والشعب المصري أصوات حقيقية تدافع عنه وعن مصالحه .
وقد رأيناه أيضا عندما قال الإخوان أنهم مع القضاة ضد هذا النظام ولكن نوابهم في مجلس الشعب رفضوا الاعتصام مع نواب المعارضة في مجلس الشعب من اجل التضامن مع القضاة .
وقد رأيناه عندما وقف الإخوان يهاجمون النظام ليل نهار و لكنهم يجتمعوا مع الكثير من قياداته (حسام بدراوى وغيره ) سرا كما صرحت بذلك جريدة المصري اليوم .
2 لعبة الانتظار وهى اللعبة المفضلة لديهم فهم ينتظرون سقوط التفاحة(السلطة) في طبقهم فبعد إن تنهك جميع القوى المتصارعة الآن النظام والمعارضة في نار الخلافات والمشاحنات المستمرة والتي يعمل الإخوان على بقائها مشتعلة دائما حتى تحرق هذه النار جميع الإطراف المتصارعة وتقوم ثورة شعبية يستطيع الإخوان إن يحولوها لصالحهم بما يملكون من كوادر منظمة وبما يملكون من خطاب ديني قادر على تأجيج الجماهير وسحبها وراء مشروعهم الظلامى(هذا هو السيناريو الذي يحلم به الإخوان ) وبذلك يصلوا إلى سدة الحكم ويقيموا دولتهم الدينية .
لذا فاننى أقول انه إذا كان النظام قد نجح في إيصالنا إلى هذه المرحلة التي لابد لنا فيها من الاختيار بينه بجموده وتكلسه وبين الفوضى التي سيستغلها ويقفز من خلالها الإخوان لحكم البلاد فهذا التخيير بين أمرين كلاهما اشد مرارة من الأخر سيجعلنا نختار التوريث فقد يكون هذا التوريث مرحلة انتقالية تمر بها بلادنا ويستطيع جمال مبارك إن يضع نتيجة الضغوط التي سيتعرض لها داخليا وخارجيا قواعد ديمقراطية سليمة تتيح لنا حرية اختيار من يقودنا فيما بعد بينما الحكم الاخوانى الدينى ليس من السهولة بمكان التخلص منه.



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيطان يعظ
- مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع
- التدين الظاهري ومسؤولية الحكام
- تعليق على برنامج الكلام وأخره
- سياسة تقبيل اللحى وضياع الحقوق
- مأساة الكنائس المغلقة في مصر
- الأغلبية والأقلية في مصر
- تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
- متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
- مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
- أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
- مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- الميكافيلية وبعض نماذجها العربية
- الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك
- من المستشار إلى الدكتور يا قلبي لا تحزن
- حزب الوفد العريق والسقوط إلى الهاوية
- هل انتهى شهر العسل بين الدولة والاخوان فى مصر ؟


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - وقوع البلاء ولا انتظاره، التوريث أو الإخوان