أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - ثوار ومندسون والطرف الثالث














المزيد.....

ثوار ومندسون والطرف الثالث


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6430 - 2019 / 12 / 6 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما أفرزته ثورة تشرين المجيدة في أرض الواقع أصناف من المتظاهرين وهذا أمر طبيعي جدا في ظل نقمة عارمة من الوضع العام على كل المستويات الحياتية ومنحنيات التعاطي سلطويا معها، فهناك متظاهر هادئ ومسالم لسبب ما أو لطبيعة فهمه لدوره في رؤية الحراك وأساليبه وهم الغالبية، وله وجهة نظر نحترمها ونؤيدها ما دام الهدف هو التعبير عن الرفض والتصدي للواجب الوطني.
وهناك متظاهر يقال عنه (دمه يفور) وخو لا يتردد عن المواجهة والتعبير عن السخط والغضب بأي طريقة عنفية، فهو يرى الأمور أن صيرورة الرد لا بد أن تشعر السلطة بمرارة ما يعيشه فهي لا تسير كما ينبغي وعليه أن لا يستكين لحالة السلمية التي يراها لا تنفع مع فاسد أدمن التسويف والمماطلة واللعب على عامل الوقت، فهو متظاهر يملك حق (ردة الفعل) وبنفس القوة وعكس أتجاه ما تفعله حكومته العاجزة في كل شيء إلا في قمعه بالقوة، وهم الغالبية من الشباب الذي فقد الأمل في أي إصلاح يأت منها.
وهناك المحبط والمكلوم والمجروح الذي لم يعد يطيق حتى كلمة أهدأ وهو يرى قوافل الشهداء قافلة بعد قافلة وما من حل للعنف الرسمي تجاه قتل رفاقه وأصدقائه ولا حتى كلمة أعتذار أو محاسبة حقيقية للقتلة، وهم أيضا من الفئة الثانية التي مزقها الألم والخوف من المجهول الذي تضمره السلطة ضده، فليس كل من عبر عن غضبه وتصرف بإنفعالية وروح الفتوة والشباب هو مندس وعميل ومدفوع من السفارات، فأكثرهم ممن لا يملك حتى قوت يومه.
السؤال الآن إذا من هو المندس؟ وما معيار التصنيف الذي علينا أن نتبعه لفرز شباب الثورة وأبطالها من غيرهم؟ المندس هو الشخص الذي يدخل ساحة التظاهر عابثا مخربا ولديه أستعداد أن يفعل كل شيء ولو تطلب الأمر أن يقتل المتظاهرين فردا فردا، فهو مدفوع أما بجهل وغباء ولا أبالية بمصير البلد ومستقبله، أو أنه مجرد عبد من عبيد الأحزاب خالي من كل شعور وطني فهو يدخل ومعه تعليمات ممن أشتراه بالمال كي يطعن التظاهرات وشبابها ولكي يبرر للسلطة أفعالها مهما كانت ولا يعلم أنه سيكون في لحظة ما كبش فداء للوجوه القبيحة التي أرسلته.
إذا المندسون كلهم ذيول مدفوعة الاجر من كل من لا يملك روح الوطنية العراقية الخالصة، من أي جهة أو وجهة كانت فكلهم سواء بالتبعية والذيلية والغالب منهم أتباع الأحزاب اللا عراقية، وكل وجودهم بالساحة غير ثابت ومؤقت على قدر الفلوس المقبوضة من أسيادهم فهو مثل المرتزقة يبحثون عن فتات ما ترميه لهم القوى المشغلة، وقد يفعلوا ذلك طوعا لغرض التنفيس عن حقدهم ومرضهم النفسي فقط.
إذا لا تظلموا الثوار والمنتفضين والمتظاهرين وأنتم لا تعلمون حتى من له مصلحة في ذلك، أو تعلمون كامل الحقيقة وتتعمدون الأستغشاء عنها جبنا أو عجزا أو نفاق.... فمن أوصل الحال لهذا الحد من التأزم وردات الفعل من بعض شباب الثورة هم رجال وتفكير السلطة ولإيمانها بأن أقصر الطرق للخلاص من الثورة وتأثيرها في بناء نظام جديد مغاير يزيحهم عن الواجهة ويرمي بهم خارجها هو الحل القمعي، فبغبائها وقلة حيلتها قمعها تجاوزت مفهوم الحكومة وواجباتها ومسؤولياتها الدستورية والقانونية، وبتحريض كامل وأكيد ومباشر من الاحزاب المشاركة للتستر أولا على خوفها والمضي بفسادها حتى حين... ولا ننسى جريمة الواقفين على مسافة واحدة بين الحق (الشعب) والباطل (الفاسدين) ومسكوا العصا من المنتصف أما خوفا ورهبة أو أنتظار ملامح المرحلة القادمة وكيفية التصرف معها وبمقتضاها.
من أوصل الحال إلى ما هي عليه في أن يتحدى المتظاهرون بصدور عارية كل رصاص وقنابل السلطة وميليشياتها، هو نتيجة لقرار لمن لا قرار بيده تضمن سحب السلاح عن الجيش والشرطة، وترك الامر لقوات مكافحة الشغب وبعض الاجهزة المخترقة من أحزاب السلطة والميليشيات الوقحة ان تواجه المتظاهرين بكل وحشية وإرهاب... ويأتي من يقول (نطلب من الناس أن تحترم القوى الأمنية ولكن دون أن يسميها) ويواري ويتلاعب بالألفاظ لغاية في نفس قائلها... نعم الشرطة والجيش أبناء العراق وهم وحدهم من يحق لهم أن يحموا أمان المتظاهرين ويحافظوا على السلمية، ولكن ليس بزجهم في وجه المتظاهرين العزل ومن ورائهم ومن خلفهم تتوجه رصاص وقنابر الغدر من طرفهم (الثالث)... فيكونوا درعا بشريا للطرف الثالث وعليهم أن يتلقوا ردة الفعل...
يا هذا كن منصف وضيع الله بين عينيك وأنت تتكلم بما لم تره وتسمعه ولكت ينقل لك بلسان خبيث وماكر إن كنت حقا قلت هذا، ... فوحق الحق وأيمه سيأتي يوم لا شفاعة فيه لأحد ولا قدسية تعصم المتخاذل عن نصرة الوطن والشعب، ولمن لم يحترم قدسية الإنسان الذي كرمه الله تعالى بمحكم آيات كتابه، وقد لعب على حبل الشيطان وغروره ونفثه، وهو يدعي أنه من عباد الرحمن الذين إذ خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما...أقول كلمتي هذه ولا أخشى في الحق لومة لائم ولا تقريع سفيه غير واع وفرد من قطيع، وأشهد الله على أنكم الأرجس من بقايا دولة إبليس التي لم ترى النور يوما وعاشت في الظلام.
الثورة ثورة شعب وأبنائها أبناء هذا الشعب الذي لم يجازى على صبره وتحمله كل سخافاتكم ودعواكم الباطلة إلا بالمزيد من النار والموت والتغريب والأختطاف، ليس فيهم من باع وطنه أو ضيع مستقبل شعبه أو جعل من أرضه أرض حرام لقتاله بعيدا عن حدوده، مع خصوم يشتركون معهم في كل شيء يؤذي العراق وأهله، الثورة نتيجة حتمية لفساد أمتد وترعرع وتغول حتى يئس الشعب من صحوة ضمير حاكم أو مسئول أو رجل يدع الرشد والسداد، ثورة تشرين خلاصة المقال بعد أن أستعصي الحال والحل، ولا طريق سوى أن نحمل الأرواح على الأكف، ونهتف ((نريد وطن)) ولا شيء يشفي الغليل غير تحرير الوطن منكم.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة الأمريكية!؟
- الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة ح2
- الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة
- أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح2
- أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح1
- الخطوة التالية ح2
- الخطوة التالية ح1
- العراق في قلب العاصفة
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح2
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح1
- التسويف ومخاطر الإنزلاق نحو العنف المتبادل
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح2
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح1
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح5
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح4
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح3
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح2
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح1
- المسؤولية القانونية والدستورية لرئيس مجلس الوزراء في الدستور ...
- في نقد الدستور العراقي (مواد دستورية معطلة)


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - ثوار ومندسون والطرف الثالث