أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الكلكاوي - صناعة العدو














المزيد.....

صناعة العدو


عقيل الكلكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6429 - 2019 / 12 / 5 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


Enemy industry

ملف انتفاضة اكتوبر
عقيل الكلكاوي / [email protected]
الساعة العاشرة مساءا وصلتني رسالة صوتية على الواتسب من احد الاصدقاء , بصوت فتاة شابة وبلهجة جنوبية مجهولة التعريف , فحوى الرسالة ان هناك معلومات سرية وخطيرة حول استهداف سجن الحوت بالناصرية بحجة التظاهرات واخراج الارهابيين الدواعش منه من قبل المندسين والمخربين الذين يزجون انفسهم وسط المتظاهرين بالناصرية حيث تؤكد ان 1% من مجموع المتظاهرين سلميين اما الاخرون فهدفهم هو اخراج الارهابين من سجن الحوت وتطلب توصيل هذه الرسالة الى اكثر عدد من الناس .
لنقرأ الرسالة بصوت عالٍ
1- لو كانت هذه الرسالة تحوي معلومات امنية سرية فكيف يتم تداولها بهذه الطريقة ؟ واين الاجهزة الامنية التي صرف عليها ملايين الدولارات ؟ هل اصبح ادارة الدولة عن طريق الواتسب ؟.
2- من خول هذه الفتاة المجهولة ان توجه مجتمع الناصرية حول خطر محدق ؟ ومن هو مصدرها ؟.
3- تحدثت عن احصائية مفادها ان هناك 7000 سجين هم من السعوديين والقطريين , من زودها بهذه المعلومة ؟.
4- تحدثت بلهجة جنوبية كإشارة الى المستهدف هم الشيعة حصرا.
وانطلاقا من تخوف واضح لدى العراقيين الشيعة من اعادة مشهد الارهاب الداعشي وهروب السجناء الارهابيين في المناطق السنية ترسل هذه الرسالة كتهديد للأمن المجتمعي , وهذه المعلومة حول سجن الحوت اطلقها ايضا ناشط عراقي في لندن مفادها تهديد السجن عن طريق التظاهرات , كذلك صرح بها وزير عراقي سابق واسماها (ساعة الصفر) وفي كل الاحوال فأن ترويج هذه المعلومات تعد جرائم منصوص عليها في المواد (83-210) من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 النافذ .
فصناعة العدو مهم جدا في هذه المرحلة التي خسرت بها جميع الاحزاب قواعدها الشعبية فلن تجد من يؤيد مواقفها او يردد شعاراتها او يؤمن بنظرياتها لان الانتفاضة وحدت كلمة الشعب تحت العلم العراقي فقط , المثير للسخرية ان الشخصيات التي كانت تدافع عن هذه الاحزاب وكانوا منطوين تحت جناحهم والبعض كان مرشح في قوائمهم قد نزل الى ساحات التظاهرات ، رسالة الاحتضار هذه كانت اخر كلمة تنطق من الجسد الحزبي الميت وترسل الى مدينة الدواوين والدلال والشجاعة لتخيفهم .
ان توجيه هذه الرسالة الى اهالي الناصرية في هذا الوقت بالذات من الحراك الشعبي هو لخلق الهلع و الخوف بين الناس والحذر ايضا من المتظاهرين الذين يستغلون التظاهرات لأغراض ارهابية , المشكلة هنا كيف استقبل اهالي الناصرية هذه الرسائل ؟ اذا اردت تسمية الناصرية بـ(الصخرة العنيدة ) فهي تستحق ذلك من خلال البعد التاريخي لهذه الإمبراطورية السومرية التي تستمد عاداتها وتقاليدها من السكان الاصليين للعراق فكانت ام للشعراء والكتاب والفنانين العراقيين اضافة الى الشعر الشعبي بكل الوانه الذي ينطق على كل الشفاه من الرجال والنساء وحتى الصغار , عانت الحكومة الدكتاتورية البعثية من ترويض هذه المدينة وسكانها فكانت عصية عليهم فنسيجها الاجتماعي الخاص صعب اختراقه ، وبعد اصدار المرجعية الدينية العليا للشيعة ( فتوى الجهاد الكفائي ) تطوع الالاف من سكان الناصرية واستشهد منهم المئات في سبيل تلبية نداء المرجعية ، ترجمت رسائل التهديد من قبل اهالي الناصرية بهذه الاهزوجة :
"الطارش كل لداعش * ما ننطيكم سجن الحوت"

"عيون الملحة تخوّزر * ياهو يطب السجن الحوت"
ان هذه القراءة الثاقبة من قبل عشائر واهالي الناصرية وشيوخها مزق هذه الرسائل الكاذبة والمحرضة على قتل المتظاهرين السلميين واكبر خطأ ارتكب من قبل الحكومة الاتحادية بإرسال جنرال عسكري لكبح جماح هؤلاء المتظاهرين وخاصة ان الجنرال العسكري لم يفهم لماذا اهالي الناصرية يتظاهرون عند تمثال محمد سعيد الحبوبي وما رمزية الحبوبي لأهالي الناصرية .
واليوم تعيش هذه المدينة بلا محافظ و قائد شرطة مما دفع العشائر وشيوخها الى حمل السلاح للدفاع عن مدينتهم بجانب القوات الامنية فخابت كل المؤامرات التي حيكت لهم , فمن الناصرية نتعلم دروس التضحية والفداء .
ويبقى السؤال المحير لماذا تعج السجون بهذه الاعداد من الارهابيين ؟.



#عقيل_الكلكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد ارتفاع أسهم تسلا عقب الانتخابات الأمريكية.. كم تبلغ ثروة ...
- وزير الخارجية الفرنسي: لا خطوط حمراء فيما يتعلق بدعم أوكراني ...
- سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت (فيديو)
- هل تعود -صفقة القرن- إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى ال ...
- المسيلة في -تيزي وزو-.. قرية أمازيغية تحصد لقب الأجمل والأنظ ...
- اختفاء إسرائيلي من -حاباد- في الإمارات وأصابع الاتهام تتجه ن ...
- أكسيوس: ترامب كان يعتقد أن معظم الرهائن الإسرائيليين في غزة ...
- بوتين يوقع مرسوما يعفي المشاركين في العملية العسكرية الخاصة ...
- -القسام- تعرض مشاهد استهدافها لمنزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية ...
- للمرة الأولى... روسيا تطلق صاروخ -أوريشنيك- فرط صوتي على أوك ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الكلكاوي - صناعة العدو