حركة تحرر صومالية تمارس التقية والتضليل

خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 20:56
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

# حركة تحرر صومالية تمارس التقية والتضليل.

الجبهة الوطنية لتحرير الاوجادين تمارس التقية تجاه الإجراءات الجديدة التي تمارسها الحكومة الإثيوبية، ولدرجة أن رئيس الجبهة عبدالرحمن شيخ مهدي، قال أنهم لا يجيدون اللغة الأمهرية لاستيعاب محتوى كتاب لرئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، أستعرض برنامجه السياسي.

في حين أن الكثير من كوادر الجبهة يجيدون اللغة الأمهرية، ناهيك عن أن الجبهة لديها دائرة الدراسات والأبحاث ضمن هيكليتها التنظيمية، إذ أنه غير مقبول ومنطقي أن يؤكد تنظيم سياسي عدم الإلمامه بأدبيات خصومه ومخططاتهم!

رئيس الجبهة ذكر في إجابته على الحوار أنهم لن يفتحوا مكتب لتنظيمهم في إقليم التجراي، نظرا لثركة التجاوزات من قبل الجبهة الشعبية لتحرير التجراي، تجاه الصوماليين، بينما شكلت جبهة التجراي جزء من الجبهة الديمقراطية لشعوب إثيوبيا والتي مارست العدوان على الصوماليين، وبالمحصلة فإن التنظيم العميل والذي أتخذ مسمى الصومالي والديمقراطي بدوره كان على ارتباط وثيق معها وأخيرا أصبح بجزء منها في ظل قالب حزب الازدهار الإثيوبي.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي أبيي أحمد عضو لجنة تنفيذية في ائتلاف الجبهة الحاكمة، وبدورها فإن المنظمة الديمقراطية لشعب الأورومو وغيرها من القوى كانوا ولا زالوا يمثلون جزء من الائتلاف.

ويشمل ذلك أبيي أحمد، والذي تقلد في المنظمة الأورومية منصبي نائب رئيسها ومن ثم رئيسا لها، وانطلاقا من ذلك لا زال قائما على منصب رئيس الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب إثيوبيا أو حزب الازدهار، واللذان لم يغير بعد من سياستهم تجاه الصوماليين، أكان على صعيد ادبياتهم أو ممارسة قيادتهم.

وبتالي فإن إستثناء بعض القوى السياسية الإثيوبية الحاكمة بصدد التجاوزات تجاه الصوماليين والتمييز بين النخب القومية الإثيوبية على ضوء غير مستهجن وغير مقبول، والتركيز على مكون تنظيم التجراي، يمثل خطأ سياسي بالغ، والغرض منه تجييش الصوماليين لتقارب مع القوى الموالية لأبيي أحمد، ويمثل ذلك انزلاق على سياق الممارسات السياسية التي عرفت عن الحزب الديمقراطي الصومالي.

كما أن الحزب الديمقراطي الصومالي العميل لإثيوبيا كان مرتبطا بائتلاف الجبهة وبصورة خاصة مع الجبهة الشعبية لتحرير التجراي، والجبهة الوطنية لتحرير الاوجادين حريصة على التقارب معه، رغم أن أي تغيير لم يطرأ على سياسته.

والمفارقة أن الجبهة الشعبية لتحرير التجراي رفضت أن تكون جزء من حزب إزدهار إثيوبيا، في مقابل تقية الجبهة الوطنية لتحرير الاوجادين، وعدم رغبتها في إتخاذ موقف سياسي واضح تجاه الإجراءات السياسية التي تعمل عليها الحكومة الإثيوبية حاليا، والمضادة لحقوق الصوماليين الخاضعين لسيطرتها.

وتعلم الجبهة الوطنية لتحرير الاوجادين أن حكومات الرؤساء حسن شيخ محمود ومحمد عبدالله محمد، وقعوا تحث السيطرة الإثيوبية، وهو ما يشمل البرلمان الصومالي، وانطلاقا من ذلك تم إدراج الجبهة ضمن القوى الإرهابية في القرن الافريقي.

لدى فإن التركيز على إدراج التنظيم في إطار ذلك، وواقعة تسليم قائدها العسكري عبدالكريم شيخ موسى، إلى إثيوبيا، لن يكون احتجاجا غير قابل لتكرار، ولن تحصد الجبهة من ورأى موقفها تجاه حكومة فرماجو مكسب سياسي، فطالما هناك ارتباط بين حكومات مقديشو وأديس أبابا، فإن علاقات الجبهة مع الحكومة الصومالية ستظل خاضعة للاعتبارات السياسية الإثيوبية، وليس من مصلحة الجبهة التقارب حصرا مع معارضي وخصوم الحكومة الصومالية، وطبيعة الحال أنهم مرتبطين بالحكومة الإثيوبية، وطالما هي بدورها إنتهت كجبهة خاضعة لاديس أبابا.

والأهم من كل ما تقدم هو أهمية التوقف عند تباين خطابات الجبهة الوطنية لتحرير الاوجادين، والتي كانت تعلن فيما مضى أنها تعتبر كممثل لشعب الصومالي الخاضع لإثيوبيا وتطلعه لأجل تقرير المصير، وفي الراهن تلقي بخيار المسؤولية على شعبها بشأن ذلك، ومضمون خطابها أنها قبلت بأن تكون مجرد تنظيم سياسي سينخرط في إطار الصراعات الإثيوبية، إذ أكد رئيسها عبدالرحمن شيخ مهدي، أنهم سيتحالفون مع القوى السياسية الإثيوبية المعارضة من امهرة وارومو.

إن منح الحكومة الإثيوبية للجبهة ترخيص مزاولة العمل السياسي لا يمثل إجراء مشروعية سياسية، فكما منح سيتم مصادرته عند حدوث خلاف سياسي، وعلى الجبهة أن تأخذ في الإعتبار أن الحزب الديمقراطي الصومالي العميل، لم يمنح الترخيص السياسي بعد، وقد تم ذلك على خلفية دفعه للقبول مسبقا لإعلان انضمامه لحزب الازدهار الإثيوبي وهو ما قد تم واقعيا.

#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات