أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرحيم العبودي - تظاهرات 25 اكتوبر : اسبابها..وفواعلها..ومستقبلها














المزيد.....

تظاهرات 25 اكتوبر : اسبابها..وفواعلها..ومستقبلها


علي عبد الرحيم العبودي
باحث عراقي مختص في الاقتصاد السياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6425 - 2019 / 12 / 1 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، شهد المجتمع العراقي انتفاضات ومظاهرات وثورات كثيرة، إذ كانت ثورة 1958 وتبدل النظام من ملكي إلى جمهوري أول الثورات في التاريخ الحديث للدولة العراقي، ومن ثم، استمر مسلسل الانقلابات العسكرية حتى عام 2003، وأخرها سقوط نظام البحث الذي جاء بقوة وإيراده خارجية عندما حشدت الولايات المتحدة جنودها وجنود حلفاءها لاحتلال العراق .
بعد عام 2003، وبعد سقوط الحاكم الاوحد والمستبد، ظن المواطنون العراقيون أنه حان وقت الحرية والعدالة الاجتماعية وتحقق الرفاهية بجميع انواعها، بعبارة أكثر تركيز ظن الشعب العراقي أن مرحلة ما بعد سقوط النظام المستبد والمتسلط هي مرحلة تحقيق الاحلام والطموحات. لكن ظنهم لم يكن في محله، وتعالت الاصوات هنا وهناك وحدثت بعض المظاهرات والاعتصامات المنددة بعدم العدالة، لكن نظراً لقلتها وتشتتها كانت تفض بوقت قصير ، حتى حان توقيت 1/10/2019، ودق جرس الطوارئ، حيث خرج الشعب العراقي بمظاهرات مليونية تطالب بإصلاح منظومة الحكم، ووصلت هذه المظاهرات إلى ذروتها بعد يوم 25/10/2019، وهنا علينا ان نتساءل، عن المسببات الرئيسة لهذه التظاهرات؟ وإلى أين تتجه في المستقبل؟.
أولا- الاسباب والدوافع الكامنة وراء التظاهرات العراقية
لا شك ان لكل حدث اسباب ودوافع، وهنا اشكالية عن الدوافع والأسباب التي دفعت بالشعب العراقي للخروج في تظاهرات مليونية وتقديم تضحيات بشرية ومادية، ينقسم المحللون في هذا الصدد إلى قسمين الأول يرجع التظاهرات إلى اسباب سياسية بحته ودوافع خارجية، ويدعمون حجتهم بالخلافات السياسية بين الحكومة العراقية ودول الجوار . أما الفريق الثاني فيعزو الازمة الحالية إلى اسباب اقتصادية وداخلية، ويدعمون حجتهم بالفقر وعدم العدالة في توزيع الدخل .
ونرى نحنو ان الاسباب والدوافع تكمن في النقاط الآتية والمرتبة حسب الأهمية:
1- العامل الاقتصادي : هو السبب الرئيس وراء الانتفاضة الحالية، حيث عانى الشعب العراقي، وخاصة الشباب من حرمان وعدم تكافئ الفرص في العمل، وهذا بدورة اتٍ من الادارة الغير جيدة للحكومة في توفير فرص عمل للشباب بما يؤمن لهم حياة كريمة .
2- العامل السياسي : العامل السياسي يدعم ويكمل العامل الاقتصادي، وهنا نقصد العامل السياسي بشقية الداخلي والخارجي كأحد اسباب الازمة الحالية، حيث لم يكن النظام السياسي الداخلي وطني بامتياز بل كان تابعاً لحد بعيد إلى دول خارجية، هذا من جهة ومن جهة أخرى، أن الصراع السياسي الحاصل بين إيران وحلفائها وأمريكا وحلفائها انعكست على العراق، بعدّ العراق نقطة تقاسم نفوذ بين الدولتين .
3- العامل الاجتماعي والنظرة إلى الشخصيات الحاكمة : تنماز هذه الانتفاضة بطابعها الشبابي الذي يتراوح بين 15-20 عاماً، هؤلاء ولدوا وترعرعوا ووعوا على نظام ما بعد 2003، ولم يعيشوا في ظل النظام السابق، بل هم جيل التكنولوجيا والانترنت الذي سمح لهم بالانفتاح على العالم ، حيث شاهدوا عبرهَ اشكال الانظمة في باقي الدول وكيف يعيشون، عندها قارنوا بين وضعهم وحياتهم ونظامهم وبين الدول الاخرى، خاصة دول الجوار، من ذلك تكونت وترسخت عندهم النظره عن الاحزاب وشخصيات الحكم بنهم سارقون، فاسدون، غير وطنيون، لا يريدون لهذا البلد التطور والأمان والازدهار، بمعنى اخر انهم شخصيات (كمبرادورية) تابعة إلى الخارج . كل هذه العوامل جاءت ونضجت مجتمعة لتولد هذه الانتفاضة الشبابية .
4- المحاصصة المقيتة او تقاسم الكعكة بين مجموعة قليلة : منذ الحكومة الانتقالية أو المؤقتة التي جاءت بها امريكا وبمباركة بعض الدول الاقليمية المجاورة، تسلط على مقدرات العراق فئة قليلة وهي نفسها التي توافق وتراضا عليها امريكا والدول الاقليمية صاحبة المصالح، إذ احتكروا هؤلاء وزبانيتهم الفوائد والمناصب والامتيازات دون اعتبار يذكر للشعب العراقي الذي وصل به الحال إلى المخاطرة بنفسه من اجل الخروج من العراق والهجرة إلى اي بلد كان دون تعين بلد محدد، ليس لطلب الرفعة أو المال، بل ليأسه من الحصول على ابسط حقوقه في هذا البلد .
ثانيا-الانتفاضة إلى أين؟
في الحقيقة هذه الانتفاضة ليس كسابقاتها، بل هي مجموعة عوامل متشابكة يصعب تفكيكها وذات قوة عالية آتت من الدافع الداخلي للفرد العراقي والدعم الخارجي لهذه المظاهرات، لذلك يصعب التنبؤ بنتائجها بشكل دقيق، لكن يمكن اعطاء ثلاث سيناريوهات مستقبلية للازمة :
• السيناريو الأول: دخول المتظاهرين المنطقة الخضراء بالقوة بعد الاشتباك مع القوات الحامية للمنطقة الخضراء، هذا سوف ينتج عنه ذهاب ارواح كثيرة والذهاب بالبلاد نحو الفوضى وعدم الاستقرار وانعدام الأمان، فضلاً عن استغلالها من قبل الخلايا الارهابية النائمة .
• السيناريو الثاني: اجراء الحكومة اصلاحات جدية ومرضية للشعب والمتظاهرين وإقناع المتظاهرين بإعطاء الحكومة مدة زمنية لاستكمال الاصلاحات المنشودة .
• السيناريو الثالث: دعوة الحكومة إلى انتخابات مبكرة، وتضع نفسها كحكومة تصريف اعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة بعد اجراء الاقتراع السري .
وفقاً للمعطيات الحالية، يكون السيناريو الثالث هو اقرب إلى التحقق من السيناريو الأول والثاني، وذلك لوجود شخصيات قيادية في المجتمع وذات رؤيا مستقبلية سوف لا تسمح بالانزلاق نحو الفوضى والمجهول .



#علي_عبد_الرحيم_العبودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة العراقية الحالية : اسبابها..وفواعلها..ومستقبلها
- كفاءات العراق بين الإصرار والتهميش
- هاجس الحروب السيبرانية (Cyberwar)
- نظرة حول الاقتصاد العراقي
- بريطانيا ومأزق الانفصال عن الاتحاد الأوروبي
- الفساد الإداري والمالي في العارق بعد عام 2003 : اسبابه...وخص ...
- أرجوحة التنمية في العراق بين أرث الماضي وتطلعات المستقبل : م ...
- الحرب العالمية الثالثة بين الحتمية والأفول
- إيران ما بعد الانسحاب من الاتفاق النووي ما لها وما عليها
- الحشد الشعبي على خطى حزب الدعوة
- ديماغوجيا الاحزاب العراقية لانتخابات عام 2018
- سلوك الناخب في الانتخابات العراقية لعام 2018


المزيد.....




- أي أخلاق للذكاء الاصطناعي؟ حوار مع العالم السوري إياد رهوان ...
- ملايين السويديين يتابعون برنامجًا تلفزيونيًا عن الهجرة السنو ...
- متطوعون في روسيا يساعدون الضفادع على عبور الطريق للوصول إلى ...
- واشنطن: صفقة المعادن مع كييف غير مرتبطة بجهود وقف القتال في ...
- wsj: محادثات روما قد تضع إطارا عاما وجدولا زمنيا لاتفاق أمري ...
- قتلى وجرحى.. مأساة في حلبة مصارعة الديوك! (فيديو)
- سيئول: 38 منشقا كوريا شماليا وصلوا إلى كوريا الجنوبية
- خبير أمريكي: الاتحاد الأوروبي سينهار وسيأخذ معه الناتو
- -أيدت فلسطين-.. قاض أمريكي يحدد جلسة للنظر بقضية طالبة تركية ...
- تونس: أحكام بالسجن بين 13 و66 عاما على زعماء من المعارضة في ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرحيم العبودي - تظاهرات 25 اكتوبر : اسبابها..وفواعلها..ومستقبلها