|
إصلاح الرواتب والتقاعدات في الأقليم
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6420 - 2019 / 11 / 26 - 21:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين يتقدم شخصٌ ما إلى وظيفةٍ حكومية ، عندنا ، يمُرُ بسلسلةٍ طويلة من الإجراءات الروتينية ويُقدِم مُستندات وأوراق ثبوتية أصلية ، ثم يستنسخها جميعاً بعدة نُسَخ ملّوَنة ، مع صورٍ شخصية حديثة ، يُرفقها بشهادات حُسن سلوك وعدم محكومية ، ثم تعهدات متوافقة مع سياسات الدائرة المعنية وتأييداً من مُختار المحّلة . هذه الدّوامة تحتاج في العادة إلى عدة أسابيع أو أشهُر رُبما ، حتى يكتمل " الملف " ، ورُبما يُطلَب منك تزكية أيضاً في بعض الوظائِف ! .. وأخيراً يتوجب عليكَ الإنتظار ، حتى تبت الجهات المُختصة في الأمر . هذا كُلهُ جزءٌ من الروتين المُتَبَع في العراق عموماً وفي الأقليم خصوصاً . لكن الذي حدث في 2007/2008/2009 /2010 .. أي بعد تدفًق الأموال الطائلة من بغداد وإزدياد الموارد الداخلية أيضاً في أقليم كردستان العراق ، فأن وتيرة التنافس الشَرِس تصاعدَتْ بِحّدة ، بين الحزبَين الحاكمَين ، الديمقراطي والإتحاد ، على كسب المزيد من المؤيدين بكل الطُرق ، وبالتالي تكريس الإستحواذ على السلطة والمال والنفوذ ، أدى بهما إلى ضرب المعايير والضوابط والقوانين ، عرض الحائِط ، وتوظيف أو إعادة توظيف أو إحالة على التقاعد ، لمئات الآلاف ، في عملية شبيهة بالرشوة أو شراء الأصوات والذمم . مقاطع واقعية لما كان يحدث : * كُنتُ حينها من رُواد المقهى ، فقال لي صديقي " الذي كان قد ترك الخدمة في بداية الثمانينيات ، كما فعلت أنا " بأنهُ عاد للوظيفة وأن جميع سنين تركه ، قد اُحتسبتْ له خدمة ، وقال لي : سارِع أنتَ أيضاً فأنها فُرصة لا تُعّوَض ! . قلتُ له : وماذا تفعل في المقهى إذاً ؟ قال ضاحِكاً : لا يوجد مكان في الدائرة فلقد عينوا مئات الموظفين ، والمدير نفسه يقول إذهبوا وتعالوا رأس الشهر لإستلام الراتب ! . * أحد معارفي ، إستاء من تأخير معاملته في دهوك ، قليلاً ، فذهب الى السليمانية وأنجزها في يومين حاصلاً على تقاعُدٍ مُجزِ . ونصحني بأن أفعل مثله ! . * أحد أصدقائي من الإغنياء نسبياً ، قال لي بأنهُ مضطر أن يعطي لإبنه الذي في الكلية ، 300 دولار شهرياً مصرف جيب ، لأن كُل أصدقاءه الطُلاب ، لديهم " رواتب " حكومية رتبها لهم آباءهم ! . ............. أعلاه نماذج بسيطة من الذين توظفوا أو اُعيد توظيفهم أو اُحيلوا على التقاعُد ، وكُلهم خارج القوانين والضوابط والمعايير الصحيحة . وما كان ذلك سيحصل لولا تواطؤ الحزبَين وما كان سيحدث من غير تسهيلات مُدبَرة من الإدارة في الطرفَين .. ببساطة ، كانتْ نوعاً من الرشوة المُقنَعة وإسلوباً رخيصاً لملأ صناديق الإقتراع بأصوات " مُستلمي الرواتب " غير المستحقين ! . منذ أشهُر ومشروع قانون إصلاح الرواتب والتقاعدات ، يدور في أروقة البرلمان ، ولا يعرف الحزبان كيف يتصرفان أزاء ذلك " وحتى الأحزاب الأخرى يتحملون المسؤولية أيضاً ، فهم كذلك إشتركوا في عملية التحايل والفساد ولكن بدرجةٍ أقل " .. فالمسألة لا تتعلق بمئة أو ألف أو عشرة آلاف شخص ، بل ربما بعشرات الآلاف او ربما أكثر ، في كل طرفٍ من الطرفَين ، إذا أرادوا " فعلاً " إجراء إصلاحٍ حقيقي . فأينما توجهتَ ستجد مُستلِماً لراتبٍ غير مُستَحَق ، تحت مُسمياتٍ متعددة ، وهؤلاء هم الصالحون الذين يعرفون من أين تُؤكَل الكتف .. أما الطالحون ، أمثالي ، الذين لا يعرفون مصلحتهم ، فهُم أقلية ! . ............ قَبلَ أن نُطالِب بغداد برواتب " جميع " الموظفين والبيشمركة وقوى الأمن الداخلي ، علينا القيام بإصلاحات جذرية وتنقية القوائم من الفضائيين / البنديواريين ، والرواتب المتعددة والتقاعدات الوهمية ... الخ . وكذلك تخفيض رواتب وإمتيازات الرؤساء ومكاتبهم ونوابهم والوزراء والنواب والدرجات الخاصة .. وتحقيق الشفافية المطلوبة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سنراهُم خَلف القُضبان ؟
-
سَيّدي الرئيس .. إفْعَل كما فعلَ ولّي العَهد
-
مَنْ كانَ يُصّدِق ؟
-
بُوق علّاوي
-
غُصن الزيتون ونبع السلام
-
عِمَتْ عِين اِلوچاغ اِلماتِشِبْ ناره
-
مُواصَفات القادة
-
حمكو يتحدثُ عن بغداد
-
بينَ العاطِفةِ والعَقل
-
إضطرابٌ مُزمِن في العراق وسوريا
-
في مقر الحزب الشيوعي في بحزاني
-
مُدير ناحية هندي
-
حمكو عراقِيٌ أيضاً
-
حمكو ... وموازنة 2020
-
علاج المَلَلْ
-
زيارة ال - پاپا - فرنسيس إلى العراق
-
عسى
-
حمكو والبيئة
-
وَعيٌ وإرادة
-
أحلام اليقظة
المزيد.....
-
على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا
...
-
في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ
...
-
بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل
...
-
هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
-
مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ
...
-
مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
-
حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
-
دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با
...
-
كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو
...
-
طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|