أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أتوبيسات الغلابة .. منجم ذهب!














المزيد.....


أتوبيسات الغلابة .. منجم ذهب!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1561 - 2006 / 5 / 25 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأن أتوبيسات النقل العام تنقل "الغلابة"، ولأنها هى نفسها أتوبيسات "غلبانة" و "على قد حالها"، فأن أول ما يرد إلى الذهن أن هيئة النقل العام بالقاهرة هيئة مسكينة وحالها عدم .. من "رأسها إلى ساسها".
لكن القضية التى تم كشف النقاب عنها مؤخراً، والتى اتهم فيها رئيس هذه الهيئة بالفساد وتبديد المال العام والحصول على رشاوى وعمولات بالملايين، بددت هذه الصورة الشائعة وألقت الأضواء على حقائق مناقضة لهذا الوهم السائد.
وبعيداً عن القضية التى مازالت قيد التحقيق، ولأن المتهم برئ حتى تثبت إدانته، سنتجنب الخوض فى تفاصيل هذه "اللغوصة"، ونركز اهتمامنا على الجوانب العامة للمسألة.
الجانب الأول أن سوق الأتوبيسات يتعامل سنوياً فى 2000 أتوبيس، تبلغ قيمتها التقريبية مليار جنيه فى المتوسط.
الجانب الثانى أن هذا السوق تتنافس فيه حفنة من الشركات من بينها شركة واحدة قطاع عام .
الجانب الثالث ان هيئة النقل العام تعتبر اكبر المشترين للأوتوبيسات فى مصر، وانه قبل دخول القطاع الخاص مجال إنتاج واستيراد الأوتوبيسات كانت شركة النصر للسيارات ثم الشركة الهندسية للسيارات هى المورد الأساسى لاوتوبيسات النقل العام، وتغير الموقف تماماً بعد دخول شركات القطاع الخاص حلبة المنافسة.
الجانب الرابع أن رائحة الفساد فى التعاملات فى هذا السوق قد فاحت من سنوات طويلة ولم تظهر الآن فقط. وهناك روايات أغرب من الخيال تدور فى أروقة الشركات المعنية منذ زمن طويل.
صحيح أنه تم فى وقت سابق اقصاء رئيس الشركة القابضة للنقل البرى ورؤساء لشركات لنقل الركاب تابعة للقطاع العام ورئيس لهيئة النقل العام فى الاسكندرية ورئيس لشركة القاهرة الكبرى، بيد أن هذا الاقصاء لم يكن يرقى إلى مستوى العقاب الرادع والمستحق لهذا الفساد الكبير.
وصحيح أن بعض الوزراء – نخص بالذكر منهم الدكتور مختار خطاب وزير قطاع الاعمال السابق – حاولوا التصدى لالاعيب هذه القيادات الفاسدة عن طريق إلزامهم بالشراء بالأمر المباشر من شركة القطاع العام المنتجة للاوتوبيسات.. غير ان هذه المحاولات ثم الالتفاف عليها فى معظم الأحيان بحجة أن الانتاج المصرى للشركة القطاع العام ليس بالجودة المطلوبة.
ولهذا ظل الفساد مستمرا ومتصاعداً، وكانت العمولات التى تتقاضاها القيادات الفاسدة من الشركات المحظوظة هى السلاح البتار الذى له القول الفصل فى إعلان نتائج أغلب المناقصات.
الجانب الخامس أن بعض هذه القيادات الفاسدة، كان يتم حمايتها سياسياً بالحاقها بالحزب الوطنى حينا ومجلس الشورى حيناً، كما كان يتم التجديد لها بالبقاء فى مواقعها بعد تجاوزها سن التقاعد رغم أن تقارير الأجهزة الرقابية كانت تؤكد ان هذه القيادات ليست فوق مستوى الشبهات. بما قد يعنى ان دائرة الفساد ليست موجودة فقط داخل هيئات وشركات النقل القطاع عام وإنما هى متسعة ومتشابكة وتتبادل المنافع.
الجانب السادس .. يحسب للحكومة أنها هى التى تكشف بعض قضايا الفساد، لكن يجب ان ننتبه إلى ان الرءوس التى تسقط – حسب القاعدة المشهورة – لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من مراعى الذمم الخربة والضمائر الميتة، وان بعضها يندرج تحت بند تصفية الحسابات. ولذلك فان الأمر باقت يتطلب تفكيراً غير تقليدى لمواجهة هذه الظاهرة المدمرة للاقتصاد الوطنى والنسق القيمى للمجتمع. بما يعنى اننا بحاجة ماسة إلى مساحة أوسع من الشفافية والمحاسبية والتقييم المستمر والموضوعى للقيادات، وعدم الاكتفاء بالتقارير البيروقراطية، وعدم التجديد للقيادات التى وصلت سن التقاعد إلا للخبرات النادرة ووفق تقارير وتقييمات معلنة للكافة حتى يستطيع أى مواطن أن يطعن فيها وأن تنظر هذه الطعون بجدية ودون محاباة. وإذا ثبت بعد ذلك أن هذه الطعون كانت فى محلها وأن المسئول عن مراجعتها وفحصها قد تجاهلها بدون سند، فانه يعد شريكاً له فى الفساد.
وإذا كان الفاسدون لا يكفون عن اختراع أساليب جديدة كل يوم .. فان المجتمع قادر على ابتداع أساليب مضادة أكثر فعالية لحماية المال العام والمضير الجمعى.
وكلمة السر .. هى الشفافية .. واعادة الاعتبار إلى "الصالح العام".



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتحول كل خلاف إلى عداء مستحكم؟!
- أمريكا.. غوريللا النفط العالمي
- هل يعود شهبندر التجار .. بأزياء ديموقراطية؟!
- .. كى تبقى القاهرة حاضرة الحواضر .. وبستان العالم
- حراس التراث الحى .. يستغيثون!
- مصر متخلفة بثلاثين عاماً عن الدول التى تشجع الاستثمار!
- صورة أقوى من الكلام
- ليس دفاعاً عن البهائية .. والبهائيين
- الديموقراطية أحط شىء فى العالم
- فعلها الهندي الأحمر المتمرد!
- اطلبوا الحريات.. ولو من الكويت
- قطارات من أجل الحوادث
- إسرائيل تخطط لإعادة احتلال سيناء!
- وضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين.. أسلحة فاسدة
- كلام -هجايص- .. وكلام من دهب!
- حزب المحافظين
- ابنتي.. والإرهاب
- قبطى ... لامؤاخذه!
- هؤلاء يجب إقالتهم .. والمحافظ المحبوب اولهم
- الطموح الإيراني والغيبوبة العربية


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أتوبيسات الغلابة .. منجم ذهب!