أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - صناعة الابداع ؛ رؤية وانطباع فيما يُكتب الآن














المزيد.....

صناعة الابداع ؛ رؤية وانطباع فيما يُكتب الآن


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 6415 - 2019 / 11 / 21 - 19:33
المحور: الادب والفن
    


كثرت في الآونة الأخيرة أسماء تزجّ نفسها في خانة الأدباء والكتّاب وتلقب ذاتها بالإبداع والمجددين وتسمّي نفسها بما شاءت من الألقاب الأدبية والفنية الفخمة ؛ وقد استغلت فوضى النشر العائمة حاليا وحظيت بفرصة الحرية المتاحة التي وفرتها السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من صحف الإلكترون والمواقع الهزيلة التي تتلقى كل ما يُكتب لحشو مواقعها بكل غثّ مُسِفّ من نسج كلام قبيح ومتهرئ خالٍ من الطعم والرائحة والمذاق الشهي للنفس التوّاقة الى كل ما هو مبتكر .
بداهةً نقول اننا كلّنا محبّو التجديد في الكتابة ولسنا ضد حرية الإبداع الأخّاذ المدهش بل يروقنا ان نقرأ ونستمتع بكل ماهو جميل ومبتكر لنغذي نفوسنا متعةً جديدة ونشبع عقولنا فائدةً ؛ فالكلمة يمكن تشبيهها بالكائن الحيّ الذي يتغلغل في الأعماق ويؤنسها وقد تمكث طويلا في الذاكرة ويدوم وقع حروفها في النفس طالما هي انبثقت من ضمير ووجدان وروح الكاتب الصادق في تجاربه حكمةً كانت ام دليلَ حياةٍ او منهجاً أخلاقياً مؤطرا بصياغات أدبية فنية تلفت الأنظار .
ولأقولها علناً وبصراحة وأبوح ما عندي وأطرحه على بساطٍ أحمدي كما يقال ؛ فما حاجتي لكاتب او شاعر او فنان لا يدهش ولا ينقلني الى عالم من الخيال والمتعة ويفرش لي ورود الجمال والهناء وينقلني الى فضاءات لم يسبق لي ان جنحت فيها ؟؟
الفنان والكاتب الحقيقي المبدع من عمل بيده وعقله وقلبه ليخلق شيئا لم نألفه سواء كانت لوحةً ام نصا أدبيا شعرا كان او قصة او مسرحية او تمثالا أو اية صنيعة فنية .
فمن عمل بيده عملا مألوفاً نسميه عاملا ، اما من صنع بيده وعقله فهو صانعٌ ، ولكن من عمل بيده وعقله وقلبه مبتكرا فهو فنّان .. اجل هكذا يجب ان نقيّم ما ينتجه الآخرون .
ونرى في اعتقادنا ان الكلمة الرائقة هي كائن حيّ تطوف في الفؤاد وتبقى طويلا ، وليس كلّ من حمل قلما وكتب نصوصا معينة يستطيع امتلاك القدرة على توصيل رسالة او فكرة اختزنها عقله .
وكم من الكتابات والأعمال الفنية والأدبية التي تسمى جزافا مجدّدة تمر مرور الكرام دون ان يهتز لها عرش القلب ولم تحرك سواكن المشاعر والأحاسيس ولم نعبأ بحروفها ، فالكلمة – كما يقول جدّنا الجاحظ اذا خرجت من قلب الأديب الأريب تصيب قلب المتلقي وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الأذان .
وما أقلّ النصوص التي تعلقنا بها وبقيت وشما راسخا في ذاكرتنا ولازال صوتها ووقعها مدويا في نفوسنا لأنها خرجت من ضمير ووجدان ويد الكاتب الماهر الصائغ حروفه عقدا من لؤلؤ الكلمات المنتظمة اللامعة ؛ فليس كل أديب يمتلك من الأنامل السحرية الحساسة ما توقظ الجسد وتجعله نابها مستشعرا الألفة والمتعة والمؤانسة لا لشيء إلاّ لأنها خرجت من ضمير وروح ووجدان الأديب والفنان المبدع الناضج فكريا والمعنّى تجربةً صادقةً والمميّز عن أقرانه إبداعا ، يضاف اليها مقدرته على تآلف وصياغة حروفه لتشكّل في النهاية نصوصا كأنها لوحة فسيفساء متقنة مبهرة للمتلقي .
تلك هي الكتابة التي تبقى وان مات قائلها حيث تُخلده ويبقى صانعها يحيا بها ذِكْـرا وخلودا طالما ظلّت مرآة صادقة نقية لم تصبْ بالخدش والتشويه وتغدو جسرا رابطا بين المبدع وقرّائه ولو غادر الحياة جسدا لأنها ببساطة همزة الوصل بين القرّاء وكاتبهم على مرّ العصور والأجيال ، وكم وضعنا شارات همزات القطع لكتّاب وشعراء ومما يسمونهم فنانين لم نحظَ منهم سوى الصداع والملل والرتابة ومضيعة الوقت ، والأجدى بالعمل الإبداعي ان يكون جميلا وباعثا على البهجة خاصة ان حياتنا مترعةٌ بالأحزان والمنغّصات من أجل تهدئة وإراحة نفوسنا وتخفيف الألم والإنهاك فينا سعيا لأزاحتهما بحيث يبقى الجمال والمتعة وحدهما بلسما شافيا ومطببا سريعا لنا .
كم كان صادقا شاعرنا العباسيّ دعبل الخزاعي حينما قال :
يموت رديء الحرف من بعد قولهِ
وجَـيّـدهُ يـبـقـى وإن مـات قـائِـلُــهْ



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تــكْـتَـكَـتْ ساعة الصفر فلا توقفوها
- بعض مظاهر النفاق الشائعة في وسطنا المجتمعيّ
- تقليعة صينيّة في فضح الفاسدين
- طلبُ رجاءٍ الى جسدي
- قتل الحرفيّة العراقية وتدمير الاقتصاد في زمن النظام الريعي ا ...
- أتَضوَّر عشقاً
- هل جننتَ حتى تبتسم ؟؟
- بانتظار قطاف مشمش المزارع غودو
- بين الحاجة والابتكار
- حِبالٌ خانقة
- رفقتي الى شارع المتنبي مع حفيدتي المغتربة
- أخطاءٌ مقدّسة
- إناقة الأكاذيب أمام الحقائق العارية
- أجنحة طائرة على أوجاعها
- رحماك يا وابور على مصر وأهلها
- متى يغنّي عبّود المتعب في بيته الذكيّ ؟؟
- محنة اللاجئين والرقص على معاناتهم
- إليها معلمتي ... وهل غيرها أنهكتْني ؟؟
- على مائدة عشاء مهلِك
- كتابة التأريخ .. تزييف الحقائق وتشويهها وانقلابها


المزيد.....




- وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري
- عندما تتكلم الشخصية مع نفسها.. كيف تنقل السينما ما يدور بذهن ...
- الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعاليا ...
- أول تعليق لمحمد رمضان على ضجة -حمالة الصدر- في مهرجان كوتشيل ...
- أكاديمية السينما الأوراسية تطلق جائزة -الفراشة الماسية- بمشا ...
- آل الشيخ يقرر إشراك الفنان الراحل سليمان عيد في إحدى مسرحيات ...
- نظرة على فيلم Conclave الذي يسلط الضوء على عملية انتخاب بابا ...
- فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له ...
- بعد التشهير الكبير من منع الفيلم ونزولة من جديد .. أخر إيراد ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT عربية و-روسيا سيفودنيا- توقعان ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - صناعة الابداع ؛ رؤية وانطباع فيما يُكتب الآن