أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - وقفة مع كتاب: -من بين الصّخور- مرحلة عشتها-














المزيد.....

وقفة مع كتاب: -من بين الصّخور- مرحلة عشتها-


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6415 - 2019 / 11 / 21 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


صدر كتاب " من بين الصّخور-مرحلة عشتها" للكاتب المقدسي جميل السّلحوت، عن مكتبة كل شيء - حيفا.
العنوان الذي انتقاه الكاتب، يوحي للقارئ بنوع من التفاؤل، بأنّ ثمّة نبتة ناجحة شقّت الصّخور، ونبتت رغما عن الأرض التي ليست خصبة لإنبات النباتات فيها. هذا العنوان المُكوّن من شبه الجملة، ولم يكشف عن الفعل الحاصل الذي حدث ما بين الصّخور. من الممكن التنبُّؤ بالتفاؤل .
جسّدت الأحداث ونصوص الكتاب ما يقصده الكاتب، بالعنوان من بين الصّخور، حيث انطبق القول مع العنوان؛ انبثقت حياة كاملة وسيرة ذاتيّة طويلة الأمد لحياة الكاتب نفسه، لمرحلة زمنيّة معّنة، تبدأ بعد مرحلة التعليم الثّانوي، يبدو بأنّ هذا الكتاب يُعتبر جزءا ثانيًا للسيرة الذّاتيّة التي كتبها الكاتب في كتاب سابق: " أشواك البراري" التي تحدّث فيها الكاتب عن مرحلة طفولتة البائسة.
من خلال قراءة الكتاب، كشف لنا الكاتب عن أحداث هامّة في مسار حياته، وكوّنت انعطافات ومجريات في تغيير مسار حياته، بكلّ صراحة وشفافية، والدّخول في تفاصيل دقيقة جدا وخصوصيّة توضّح معالم الشّخصيّة التي هي محور الكتاب.
تطرّق الكاتب للحياة الاجتماعية والأسريّة، والحياة السّياسيّة، العمل الشّاق في الأرض بالحراثة والزراعة، والتعليم العالي خارج البلاد، والأسْر بالإضافة للرحلات خارج البلاد، والتعارف مع الأدباء والشّعراء المعروفين، وسرد المواقف والطرائف التي دارت بينه وبينهم؛ رصد كاتبنا السّلحوت الأحداث التي رافقته أثناء وجوده خارج البلاد، واستحضر معالم الحضارات الغريبة، مع وصف الأماكن التي قام بزيارتها وصفا دقيقا مع التفاصيل الصّغيرة منها، مع إضافة بعض الرّموز التي كانت بين السّطور، ورؤية الكاتب حول المُفارقة بين حضارتنا العربيّة والحضارات الأخرى التي تتميّز عنها. بأسلوب هزلي ومرح.
لغة الكتاب بسيطة وسهلة وواضحة، غير مُتكلّفة ومفهومة جدّا لكافّة المستويات والأعمار، وتكاد تخلو من اللهجة العاميّة.
يُعتبر المكان هو البطل في السيرة الذّاتيّة للكاتب، الأماكن في السّيرة الذاتيّة احتلّت مساحة ومكانة عالية في نصوص الأديب، والتي اعتمد الكاتب عليها في سرد الأحداث والنوادر التي خاضها أثناء ترحاله وتجواله. القدس كانت بداية المشوار وساهمت في غرس بذور الانتماء والارتباط الأبدي لها، كذلك الأماكن الأخرى البعيدة مثل: روسيا التي تلّقّى فيها الكاتب العلاج، والأردّن، ومصر، ولبنان، وأمريكا خاصّة في مدينة شيكاغو عند زيارة الأخوة والإبن قيس وعائلته.
هذه الأماكن كلّها ساهمت في تشكيل منظومة حياة مختلفة للكاتب، مليئة بالخبرات والعلوم والمعرفة التي اكتسبها وشكّلت شخصيّته ونمط حياته الحاليّة.
استخدام الكاتب لفقرات قصيرة وعنونة الأحداث، ساهم في تشويق القارئ لملاحقة القراءة دون ملل أو كلل.
تُعتبر سيرة الأديب السلحوت سيرة ذاتيّة، مُلهمة للأبناء وطلّاب المدارس؛ للاقتداء بها، في الجهد والمُثابرة نحو التقدّم والنجاح في تحقيق الأهداف المنشودة، فيه تتحقّق مقولة المثل القائل: " من زرع حصد، ومن سار على الدّرب وصل"، أبناؤنا بحاجة لمعرفة شخصيّات كهذه ليقتدوا بها، عِلما بأنّ أجيال العصر الحديث لا يأبهون بالتقدّم، والتواصل الإلكتروني أشغلهم وطغى على حياتهم.
أنصح باقتناء كتاب "من بين الصّخور" في كافة المدارس من الابتدائيّة ولغاية الثانويّة، مع توجيه المعلّمين لفحوى النّصوص، ودراسة واستنتاج العبر من الأحداث الهامّة في الكتاب، والاقتداء بنموذج الشخصيّة المُكافحة، والنهوض بعد كل المعيقات المُحيطة.
يبدو لي بأنّ كتابة السيرة الذَاتيّة لكلّ كاتب، تساهم في تفريغ نفسي للمكنونات النفسيّة التي تراكمت في ذاته سنوات طويلة، وتُعتبر الكتابة نوعا من التكيُّف الذّاتي مع الأحداث المؤلمة التي عاصرها في حياته، وإلقاء الضّوء على التّحولات والتّغلّب على المعيقات مهما كانت وتذليلها؛ للسّير مع المركب أو تجاوزه أحيانا.
هكذا كانت سيرة كاتبنا السلحوت، فيها تطوّر للأحداث من المؤلمة، حتّى المُفرحة، ومن بين الصّخور انبثقت زنابق.



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية تايه والسيرة الجمعية
- قراءة في كتاب المرأة الفلسطينيّة واقع وتحديات
- رواية-كرنفال المدينة- وواقع القدس
- رواية عند باب السماء والأخوة بين الشعوب العربيّة
- قراءة في قصّة أطفال: -دقدوق لا تُزعج أبوك-
- رواية ليت ما لها وما عليها
- قراءة في قصص-عين الحب كفيفة-
- قراءة في كتاب قضيّة في المدينة المقدسة
- قراءة في شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء
- رواية السيق وحب القدس
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت
- قراءة في رواية حرب وأشواق
- قراءة في رواية: - فيتا- أنا عدوَّة أنا-
- -طلال بن أديبة- وأدب السيرة
- رواية الرقص الوثني واكتمال الشروط الفنية


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - وقفة مع كتاب: -من بين الصّخور- مرحلة عشتها-