|
ايران العدو آم الصديق للعراق
صادق جبار حسين
الحوار المتمدن-العدد: 6413 - 2019 / 11 / 19 - 21:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك العديد من المواطنين العراقيين خصوصا في جنوب العراق من الشيعة يعتبرون ايران صاحبة فضل عليهم وأنها هي الحامي والمدافع عنهم انطلاق للعامل الطائفي المشترك لكون ايران دولة تتبع المذهب الشيعي ، فيدافعون عنها دفاعاً مستميتا بل ان العديد منهم يقدموا مصلحتها على مصلحة العراق كما لو كانوا من ابناءها فهل تستحق ايران كل هذا الحب والولاء ؟ مع سقوط نظام الحكم البعثي في العراق عام 2003 وما أحدثه من تغيير في المعادلة السياسية الداخلية في العراق لصالح القوى والأحزاب الشيعية التي تسلقت وتسلطت على الحكم حتى يومنا هذا ، تلك الأحزاب التي كانت تعيش في أحضان ايران منذ اعتلاء حزب البعث للسلطة في العراق 0 فقد كان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سابقا) والذي تأسس في إيران بتاريخ 17 تشرين الثاني 1982 بزعامة محمد باقر الحكيم والذي شارك إلى جانب الجيش الإيراني في حربه ضد العراق من خلال جناحه العسكري المسمى بفيلق بدر طوال سنوات الحرب العراقية الإيرانية الذراع الطولى لإيران في العراق بالاضافة الى عشرات العمليات التخريبية داخل العراق 0 وبعد سقوط بغداد بيد القوات الامريكية ، دخل الآلاف من عناصر ميليشيا بدر من إيران إلى جنوب العراق للمساعدة في تأمين ذلك الجزء وبسط سيطرتها عليه بحكم كوّن الجنوب يقطنه الغالبيه الشيعيه وقد لعبوا على هذا الوتر في كسب تأييد الشيعة لهم ، جاعلين من أنفسهم المدافعين عن الطائفة الشيعية مستغلين الصراع الطائفي الذين كان لهم اليد الطولى في اشعاله من خلال بث الفتن الطائفية من اجل اشعال حرب طائفيه تخدمهم في احكام قبضتهم وابقائهم في السلطة 0 وكان ظهورتنظيم داعش واحتلال الموصل ومدن أخرى وماحدث من مجازرضدالشيعة الفرصة التي كانوا ينتظروها لبسط نفوذهم وتحقيق الاجندات الإيرانية في العراق ، فأظهرهذاالحزب وغيره من الملشيات الشيعية نفسه على انه المدافع الأول عن الشيعة مستغل هذا الجانب في جذب ود وتأييد شيعة العراق 0 فكان لظهورهذا التنظيم ورد إيران السريع بالسلاح والدعم العسكري والاستشاري بعد سقوط الموصل مقارنة مع الموقف الأمريكي المتردد ، قد خلق فرصاً كبيرة لإيران لإظهار نفسها على أنها المنقذة للعراق فعزز ذلك من مكانتها في نظر اغلبية العراقيين من الشيعة باعتبار ايران دولة شيعية وتنادي بحماية الشيعة 0 وقد ظهر هذا جليآ في تصريحات الجانب الإيراني اذ تفاخر العديد من المسؤولين الإيرانيين أمثال قاسم سليماني وصولاً إلى مستشار الرئيس ووزير الاستخبارات السابق علي يونسي بالنفوذ الإيراني في العراق وطبيعة العلاقات بين البلدين التي اصبحت علاقه تابع ومتبوع 0 ولم يعد هذا الشئ خفي لنوع العلاقة بين ايران والعراق هذه العلاقة التي يمکن تشبيه العراق على ضوءها بانه ارض مفتوحة أمام طهران ولها حق إستخدامه كيفما تشاء 0 فايران التي تکاد تسيطر على جميع الأصعدة في العراق من خلال اتباعها المتواجدين في البلاد والذين يعملون بكل جهدهم على ربط العراق بايران وجعله تابع لها بكل الأشكال وعلى كافه الأصعدة فبعد ان عملوا على تصفية القادة العسكرين والضباط المعروفين بنزاهتهم ووطنيتهم ليتخلصوا ممن يعارضهم اويشكل تهديد لهم لتحقيق أهدافهم والاجندات التي امروا على تلبيتها ، فعملوا على ضرب البنى الأساسية للعراق من تعليم ودفاع واقتصاد فعلى الصعيد الاقتصادي عمل هؤلاء العملاء جاهدين على أضعاف وتدهور الاقتصاد العراقي لكي يعتمد على ايران في سد احتياجاته فأصبح العراق سوق للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها والتي اغلبها بضائع رديئة وسيئه 0 فالعراق يستورد 72% من مجموع السِّلع الإيرانية المحلية كما يتلقى 70% من الخدمات الفنيَّة والهندسية الإيرانية ، فتصدر إيران إلى العراق منتجات نفطية وغير نفطية (تشتمل هذه المنتجات على السيارات والمواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والخدمات الفنية والهندسية) وفقًا لتقارير دولية فقد وصلت صادرات إيران غير النفطية إلى العراق عام 2012 -2013 إلى 6.2 مليارات دولار أي 19.30% من إجمالي الصادرات الإيرانية 0 كما يحتل مرتبة الشريك التجاري الأوَّل لإيران فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2014مامقداره 13 مليار دولار وبعض المراقبين يتوقعون أن تصل هذه النسبة إلى 20 – 25 مليار دولار خلال السنوات القادمة 0 لكن الحدث المهم والذي قدَّم العراق (سواء على الصعيد الاقتصادي او السياسي ) على طبقٍ من ذهب الى ايران هو صعود داعش فالتنظيم الذي استطاع أن يُسيطر على مناطق كاملة من العراق وسوريا ترك لإيران فرصة على تعزيز مكانتها في العراق من خلال 1- تكوين الميليشيات الشيعية المقاتلة والتي ولاءها الأساسي الى ايران وتعمل لتنفيذ مخططات ايران في العراق 2- استحوذت طهران على 17.5% من السوق العراقي بعد صعود داعش مقارنةً بما قبل داعش حيث كانت النسبة 13% فقط 3- سيطرة داعش على أجزاء من العراق قلَّص الوُجُود الاقتصادي التركي والسعودي مما فتح الباب على مصراعيه أمام التُّجَّار الإيرانيين على استغلال هذا الوضع وبسط سيطرتهم على السوق العراقي 4- منحت الخسائر الاقتصادية التي خلفتها داعش في معاركها في العراق لإيران بعدًا آخر للاستثمار عبر الانخراط في مشروعات البنية التحتية في العراق فمثلًا يستحوذ مقاولون إيرانيون على النسبة الأكبر من مشروع إنشاء الوحدات السكنية التي تدشِّنها بغداد ويبلغ عدد هذه الوحدات السكنية 2 مليون وحدة 0 ولَم تكتفي ايران عند هذا الحد بل انها تقوم بنهب خيرات العراق بطرق واساليب ملتوية وطبقا لما أکده مرکز العلاقات التنموية ومقره في لندن بسرقة النفط العراقي من معظم الحقول المجاورة لحدودها وحتى تلك التي تقع داخل الاراضي العراقية و ليست بحقول مشترکة وبموجب ماأکده هذا المرکز فإن طهران تسرق سنويا ماقيمته 17 مليار دولار من النفط العراقي وکل هذا تحت نظر الحکومة العراقية العميلة على حساب العراق ومصلحته 0 اما على الصعيد العسكري فقد عملت ايران جاهده على أضعاف الجيش العراقي هذا العدو الذي حاربها لثمان سنوات خلال فترة الثمانينات والذي أذاقها مراره الهزيمة وجعل الخميني يتجرع السم 0 عملت ايران بعد سقوط الحكومة العراقية على الثأر من الجيش العراقي فجعلت منه جيش هزيلا تابع لها ينفذ اجندات مرسومة له ، من خلال اغتيال الضباط الاكفاء او إقصاءهم من مناصبهم وتنصيب ضباط موالين الى ايران وغير اكفاء او ليسوا من المؤسسه العسكرية جعل من الجيش العراقي هزيل ضعيف تسيطر عليه النزعة الطائفية وروح التحيّز ونرى ذلك واضحا من خلال تصريحات القادة العسكريين الإيرانيين فقد تباهى نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي قائلاً ( إن الجيشين العراقي والسوري يشكلان عمقاً استراتيجياً لإيران ) ما يكشف مدى توغل طهران في المؤسسات العسكرية من خلال اتباعها من العملاء الذين يسيطرون على المؤسسة العسكرية والمعروفين بولائهم المطلق لإيران 0 وقد أحكمت ايران قبضتها على الجيش العراقي من خلال المليشيات الشيعية المواليه لها فقد بسط النفوذ الإيراني سيطرته على الجيش العراقي من خلال قيام الحرس الثوري الإيراني بتأسيس ودعم الميليشيات الشيعية الشديدة الولاء لطهران ففي عام 2014 وبحجة محاربة تنظيم داعش تم دمج هذه المليشيات ضمن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية مما مكن طهران من السيطرة على القرار العسكري العراقي 0 وقال المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الجنرال يحيى رحيم صفوي في 28 يناير/كانون الثاني 2017 (إن الحشد الشعبي في العراق تشكل باستلهام نموذج الثورة الإيرانية) في تأكيد على دور إيران ومدى هيمنتها على هذه الميليشيات التي أصبحت جزءاً من القوات العراقية والمعروفة بولاءها الكبير الى ايران وتنفذ مخططاتها بكل ولاء وإخلاص 0 ولكي تدير البلاد بصورة مباشرة فقدعينت إيران الجنرال إيرج مسجدي المستشارالأعلى لـ قاسم_سليماني قائد فيلق_القدس بالحرس الثوري الإيراني سفيراً لطهران في بغداد بعد أن كان يشغل منذ سنوات منصب المسؤول عن ملف العراق في فيلق القدس الذي لعب دوراً بارزاً في تأسيس الميليشيات العراقية لكي يشرف بشكل مباشر على الأوضاع العراقية وكيف تدار أمور البلاد 0 ولَم يقتصر دور ايران عند هذا الحد بل عملت على التأثير في المجتمع العراقي والبنية الاجتماعية العراقية من خلال بث الثقافة الإيرانية الطائفية حيث تسيطر إيران على العشرات من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية الإيرانية والعراقية وتهدف من خلالها إلى التأثير على الرأي العام في العراق وتعزيزالافكاروالتوجهات لصالحها فتعمل على ترويج للرؤى الإيرانية فيما يخص الشأن العراقي أو التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة ولم تقتصر التحركات الإيرانية في العراق على هذا الإطارإذ أن العشرات من المؤسسات الإعلامية العاملة في العراق اليوم تمول من الجانب الإيراني من اجل العمل على التغلغل في الحياة العراقية على جميع الأصعدة والميادين 0 هذا جزء مما عملته ايران في العراق منذ سقوطه 2003 وبسياسة مدروسة على تخريب واضعاف العراق وجعله تابع له في كافه الميادين وضمان ولاء السياسيين العراقيين والعمل على وصول اتباع ايران الى الحكم ، لغرض ضمان ولاءهم وان يكونوا أدوات تعمل على تحقيق مصالح ايران في العراق سواء على الصعيد السياسي اوالاقتصادي او الأمني 0 ان ايران وحكامها وشعبها لايهمهم شى سوى مصلحتهم حتى لو كان على حساب الشعب العراقي ودماءه فليفيق بعض أبناء الشعب العراقي وليعرف من هم أعداءه الحقيقيون 0
#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنصاف الاله
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|