( نصّ مفتوح )
...... ....... ........
بعوضةٌ واحدة تتحدَّى أحصنةً
بعوضةٌ واحدة
تعكِّرُ مزاجُ فِيَلة ..
زمنٌ يزدادُ انحداراً
يزدادُ بؤساً
زمنُ الإنهيارِ
انهيارُ القيمِ في أغوارِ القاعِ
حواراتٌ مشنفرة
بجرعاتِ العقمِ
مدبَّقةٌ بقذاراتِ بقايا الصمغِ
تفرزُ طيفاً مِنَ الأوجاعِ
أكثرَ اشتعالاً مِنَ الجمرِ ..
آهٍ .. فقدَتِ اللغة حميميّاتها
تصدَّعَ الوئامُ
خوفٌ متجَذِّرٌ في أرخبيلِ العمرِ
في إشراقاتِ الصباحِ
على إمتدادِ الأوقيانوس ..
تقشَّرَتْ أشجارُ الكينا
مِنْ تفشِّي السحايا
مِنْ تفاقمِ الغبارِ
سقطَت أيقوناتُ العمرِ
المعلَّقةِ على صدرِ الحياةِ
تهشَّمَتْ قبلَ أنْ تصلَ مجالَ الضجرِ
مسحةٌ مِنَ الحزنِ ارتسمَتْ
فوقَ خدودِ الهلالِ ..
هربَ دبيبُ الليلِ
مختبئاً بينَ الحطامِ
لَمْ يجدْ ابن آوى مكاناً لَهُ
بينَ الحطامِ
يبحثُ العاشقُ عَنْ شمعةٍ
عَنْ فُسْحَةِ أملٍ
سرابٌ طافحٌ فوقَ كاهلِ الأيامِ
أشواكٌ تنمو في ظلالِ الحلمِ ..
تدحرجَتْ صبيّة مِنْ لونِ الكرومِ
قبلَ أنْ تصلَ إلى قمةِ هضبةٍ
انكسرَ بابوجُهَا
قبلَ أنْ تلقي نظرةَ الوداعِ
على ضريحِ الحبيبِ ..
دمعةٌ ساخنةٌ انسابَتْ
فوقَ هالةِ البدرِ
انطفأ الموقدُ ..
قُشَعْريرةٌ باردةٌ ..
باردةٌ للغاية
تتصالبُ معَ أوصالِ الليل
تزدادُ يوميّاً
مساحاتُ صحارى الروح
يباسٌ منبعثٌ
مِنْ أحشاءِ السنينِ
خرَّتْ مِنْ كَبَدِ السماءِ نجمتان
فوقَ أرضِ شنعار ..
بابل ..
برجُ الحضاراتِ
حضارةُ هذهِ الأيّام تمطرُ باروداً
فوقَ برجِ الحضاراتِ
الإنسانُ ومضةُ فرحٍ
ومضةُ حزنٍ ..
ومضةٌ ضجرٍ
رحلةُ حِيْرَةٍ شائكة
تهرسُ خصوبةَ الروحِ!
..... ..... ..... ..... يُتبَع!
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاقٍ خطّي من الكاتب.
ستوكهولم:شباط 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]