حديد أمريكي ساخن على لحم البصرة !
( الى أمير الدراجي ، مرة أخرى ، بعد قراءة مقالته " سلاما أيها الاستعمار ..مرحى أيتها الخيانة " على موقع "الحوار المتمدن " وليس في "الخندق الآخر/ إيلاف" وكنتُ أظنه يعرف بأن الوطن ليس مهنتي بل جاسم هو وطني !! )
علاء اللامي
" حديد "
بعيداً عن الشعرِ
بمقدار مليون ورقة عنب مشعة ،
أو على امتداد رقبه صبية كربلائية ،
يضوع منها عطر غريب له نكهة فردوسية غامضة ،
و قريبا من الشعر ،
بمقدار قلب فلاح برد فجأة ،
بفعل النار الأمريكية ،
أحفر بأظافري أخدودا أسمر ،
على تراب البصرة ..
ولكنها لم تقل شيئا ...
فهمست بها : هل تذكرينني !
جففتُ دموعي بحيرتي وذهولي .
ونظرتُ ثانية الى جراح بدنها المشرق .
جسدها الباهر كقصيدة عن الجنون .
فهاجني مرأى ندبة خضراء تحت الثدي الأيمن ،
وسوف أقبلك من الفم أيها الموت ،
إن فعلتها !
(سأفعل دوائر كثيرة في خضم المستقيمات المدمية والمثلثات المهشمة تلك التي تحدق بالفرات اليقظ كخيط من العشق )
ولكن أين هو ذلك الفم ؟
ما هذا الرماد ؟
هو القلب
حين احتراق الشناشيل
في هدأة الشعر
والشعراء التنابل !
" نيران صديقة "
نحن براء إذن
من دمائكم
ولكن ..ألم تجدوا مكانا آخر
تتقاتلون فيه
غير صحارينا ؟
"العبيد "
ليسَ للعبيدِ لونٌ خاص
ومع ذلك فهم عبيد
وليسَ لهم رائحةٌ خاصة
ومع ذلك يمكن للأطفال تميزهم بها
ليسَ للعبيدِ صفات
سوى إنهم عبيد
يركضونَ طوالَ التاريخِ
خلفَ الغزاة
عساهم يمنونَ عليهم
بعدَ الحربِ
بتاجِ الطاغية ِ
الذي كانوا يلمعونهُ بجباههم
قبيلَ وصولِ الغزاةِ بقليل !
" أسئلة جاسم "
- للتذكير فقط -
ظل الصغير جاسم يتساءل ،
إن كان جنود المارينز يمشون على ساقين مثلنا !
أو يأكلون الخبز ويشربون الشاي مثلنا !
وهل لهم رؤوس كروية يكسوها الشعر !
ولماذا أصبحت عيونهم زرقاء
وبشرتهم بيضاء
وشعرهم أشقر !
كان جاسم يرمي بأسئلته حول الفانوس النفطي الناعس
حين اقتحم جندي من المايرنز
ذلك الكوخ الصغير
في أطراف "الشطرة"
وأجاب على جميع أسئلة جاسم
بزخة رصاص أمريكي
" حر " ..
لا مجد للموت
حين يكون هو الحل !!