علي جاسم السواد
الحوار المتمدن-العدد: 6408 - 2019 / 11 / 14 - 00:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
توقفت الحافلة قرب منشأة ضخمة في مقاطعة نينغيشا الصينية، كان في الانتظار عدد من موظفي المنشأة وهي المقر الرئيس لقاعدة نينغ دونغ للطاقة والصناعة البتروكيمياوية، دخل الوفد الى مقر القاعدة واطلع على اشكال مجسمة للمنشآت التابعة لها، بدأت احدى الموظفات تشرح لنا آليات العمل في هذه الشركة التي تشغل مساحة تقدر بالاف الكيلومترات المربعة وتضم نحو 100 الف عامل بمختلف الاختصاصات، اطلعنا على المنتجات التي يتم انتاجها من الفحم الحجري، بعدها ذهبنا بجولة ميدانية حول المنشأة التي تم تشييدها عام 2003 واطلعنا على العمل، ابهرنا روعة المكان ونظافته، كل شيء يعمل وفق نظام محكم مع مراعاة كبيرة للجوانب البيئية.
القاعدة تحتوي على عشرات المجمعات السكنية المخصصة للعاملين وتحيطها المساحات الخضراء، وفضلا عن انتاجها للمواد البتروكمياوية، تعمل المنشأة حاليا وبعد تجارب عديدة لمختبراتها العلمية الحديثة على انتاج النفط من الفحم الحجري.
انتهت الجولة وظلت اسئلة عديدة تراود اذهان اعضاء الوفد، لماذا لايتم الاستعانة بالخبرات الصينية لبناء مصانع مماثلة بالعراق؟ ولماذا تعتمد وزارة النفط العراقية على شركات لا تمتلك الخبرة والرصانة في بناء مشاريع معظمها متلكئة ومعطلة؟ وكيف نستطيع كاعلاميين ان نحث الحكومة العراقية على عقد شراكة اقتصادية وصناعية مع الصين للنهوض بالبنى التحتية الصناعية خاصة في مجال النفط؟
ما شاهدناه في الصين ليس مجرد رحلة لزيارة بعض المواقع التجارية والسياحية والتعرف على الثقافة في هذا البلد انما كانت تجربة مهمة لاكتشاف مراحل التطور والتنمية في الصين، كل معلم وموقع زرناه يحمل قيمة عمرانية كبيرة ويعكس مدى الاهتمام الذي ابدته القيادة السياسية لانشاء منظومة اقتصادية متطورة، الامر الذي افرز هذا التطور الهائل في البنى التحتية.
فعلى الرغم من الكثافة السكانية في الصين وتعدد الاديان والقوميات والاتجاهات الا ان المجتمع منصهر بشكل تام في قيم ومبادئ السياسية العامة للبلاد والقائمة على النظام الاشتراكي بخصائص صينية، وهو ما اعطى الدولة قوة اقتصادية وسياسية مكنها من احتلال هذه المكانة المتقدمة بين بلدان العالم.
المهم الان كيف يطور العراق منشاته البتروكيمياوية بالاعتماد على الخبرات الصينية في هذا المجال خاصة وان هذه الخبرات مقرونة بانخفاض تكاليف البناء والتشييد والدقة في الانجاز وهو ما لمسه الوفد الاعلامي العراقي خلال جولته في الشركات والمنشآت الصينية.
#علي_جاسم_السواد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟