أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - قيامة الجبل














المزيد.....


قيامة الجبل


فتحي البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


لا شكر أيها اللّيل.
لا شكرَ
لأنّك سكبت الدّمع على صخرِ جبل يسهر وحيدا.
النّدى بكاء الحجر
كم كان ثقيلا بكائي!
ذاكرةٌ
تسيل بحداد زنبقة سوداء..
بجراح على جسد شقائق النعمان.
أتذكّر
شجرةً عانقت الحطّاب قبل أن يبتر ساقها..
أتذكّر أيضا
كيف اقتلع الإكليلَ من جذوره
لم يكن يعلم أنّه يُهدي رفيقته بعض جنازاتي
لم يكن يعلم أنّه يهديها عطرَ موتي.
أنا الجبل المشغول
بالعتمة..
بشظايا النّدى تجمّدَت في عينيّ..
بمطاردة السّماء أحيانا..
سهوت عن تفاصيلي الجميلة:
/ حبّة قمح على ظهر نملة أعظم من صبري.
/عشّاق في الأدغال يقطفون ثمار الشّهوة البرّية ثمّ يسقطون من عيني إله أمر الخريفَ بإغلاق الجنّة.
تفاصيل الجبال:
ثلجٌ يذوب..
بركةُ أحلام تتبخّر.
الصّقيع :
أسرابُ أجنحةِ الشّيْب
تهاجر من صدري إلى كَفَني.
أنتِ
لا تصدّقين بكاء الحجر.
لا تصدّقين أنّ الشاعر صخرة حزينة.
لا تعرفين –أيضا- كيف يجلس الجبل إلى مائدة البكاء وحيدا
يأكل..
قلبكِ..
وقلبه.
الحبّ بالنّسبة إليّ أن أعود من جثّتي
لأخرج في مهمّة قتل.
أيّتها القيامة
لا أحد يعود من جثّته أخضر.
منذ أليعازر إلى فرنكشتاين..
و أنا الجبلُ مات في قلبه الشّجرُ و الإكليلُ.

أعود
أستدرجك
بحبل القرّاص حول رقبتك
أعود
أضفِر المشنقة من خصلات الشوك البرّي..
أسرّح الليل الطويل بممارسة الحبّ على طريقة مصّاص دماء.
القصائدُ..
كلّ الفنون..
النّصوص المقدّسة..
هلوسات الفلاسفة و الصّعاليك و المجانين..
وسوسات الشياطين..
سيقان الأشجار المبتورة..
عطرُ الموتى من عيدان الإكليل..
تكلّل رؤوسَ الشّعراء بالدّم.
قتلني نصّ..
لم أكن أعرف أنّكِ فيَّ
قتلتُ نصّا
لم أكن أعرف أنّكِ فيه
لكن..
مادامت الجريمة مكتوبةً على جبيني
عليّ أن أشيّع جنازتنا بعد القيامة.
حبال الذّاكرة قصيرة
و الجبال لا تَنْسَى...
كنت مهووسا بجرائم إفراغ الحبر
على سرّتك..
بين فخذيك..
لم يكن يعنيني ارتجاف الأوراق إلاّ بمقدار ما تشتهي الرّيح من العُرْيِ.
حبال الذّاكرة قصيرة..
لكنّ الجبل الممدّد داخل التابوت
لا ينسى أنّه مات
شجرةً.. شجرةً..
قصيدةً.. قصيدةً..
في القيامة
لا يعود الجبل من جثّته أخضر..
في القيامة
يجلس الجبل إلى مائدة البكاء وحيدا
يأكل
قلبكِ
و قلبه.



#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملائكة معَكَ تمدّ أياديها إلى كبد أمّكَ
- حياة إلّا ربع جسدي السّفليّ.
- أوصال الوطن في حقائب المهرّبين أو من سرّنا المشتهى إلى أسرار ...
- بحجم مزهريّة أو أصغر
- القياس الشعريّ بين القُبْلة و الاستعمار الاستيطانيّ
- السرّ في جِراب جامع القمامة
- تداعيات إصبع قدم صغير
- متلازمة اللّعنة و متلازمة الاحتراق
- التّفكير في طريقة ممتعة للانتحار.
- رُهَاب الرّقص على مزامير الملوك..
- سيرة الرّئيس
- مات الهلال وفي القلب خبز من القمامة !
- الربّ الأزرق و الأخطاء الحمراء (نصّ سوريالي)
- سكران صالح.. لِلْكَسْر
- ثلاث خيبات ومجنون في شارع الحبيب بورقيبة
- لا اسم لسادة القبيلة لأحنث
- نقط من كافكا إلى نضال


المزيد.....




- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - قيامة الجبل