مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 20:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ يصرّ التحالف العوني وحزب الله على انتزاع من نظام الاسد لقب الفاسد الأول في العصر الحديث ، ولكي لا يكونوا المتظاهرين أول من يخِّيب رجائهم مما أطلقه الرئيس عون من قصر بعبدا والتى تزامنت التصريحات مع سقوط شهيد الانتفاضة الاول علاء ابو فخر ، لهذا الوقائع الجديدة تحتم على المتظاهرين في لبنان المباشرة في إعداد لمؤتمر وطني يتدارس مشروع انتخابي وطني بعيد عن المحاصصة الطائفية وجميع مخلفات النظام السابق الذي كان قد انتج على الدوام هذه الطبقة السياسية التى اعتاد الناس عليها دون أن تتدارك الجماهير بأنها تقوم بذبحها من الوريد إلى الوريد ، اليوم يوجد فرصة للخروج من الماضي الثقيل بديناميكية البحث عن الذات ، ولأن الرئيس عون كما هو معلوم لم يأتي بجديد ليس لأنه لا يريد ذلك بل الرجل يفتقد كما تفتقد هذه الطبقة أدنى مقومات التنشيط العقلي الذي يسمح لها بالتغير ولكي لا يكرر المتظاهرين احداث مشابه في دول اخرى، من الجدير البحث عن السبل التى تشكل ضغط سلمي على أركان السلطة وعدم الإنجرار وراء مشاريع البعض الهادفة إلى ترويع وتخويف الناس من الاستمرار في انتفاضتهم .
من الواضح ، مازالت آذان السلطة مقفلة وطالما رئيس الجمهورية الجنرال عون يعتقد بأن الإصلاح يمكن انجازه من خلال أشخاص سياسيين سابقين ، أقل ما يقال فيهم بالفاسدين والمتواطئون ، إذاً الفجوة بين المتظاهرين والطبقة السياسية تواصل اتساعاً ، لهذا إنتقال المتظاهرون من المطالبات المحقة إلى الشروع في عقد مؤتمر وطني يجمع كافة النخب من المفكرين وأصحاب الرأي والاقتصاديين والنقابات والفنانين والمقاومين وعلى الأخص المقاتلون أمثال صاحب الرسالة الشهيرة من أجل الخروج بمشروع قانون انتخابي يناسب المرحلة القادمة هو ضرورة أولية تتقدم على جميع الإجراءات .
المسألة ليست بتولي الرئيس الحريري الحكومة القادمة ، بل تبقى المشكلة في الثقة المعدومة بين هذه الطبقة السياسية والشعب وطالما الطبقة القائمة ، تتبرأ من الفساد وتحليه إلى المجهول ، إذاً قبول الحريري لحكومة ثنائية من الاختصاصيين والسياسيون ليست سوى خطوة تدويرية لفساد الفاسدين ، بل إذا كان الحريري تحمل في الحكومة الأخيرة عبء إخفاقات الجميع كرئيس للحكومة ، إذاً لماذا مطلوب من الرجل إعادة تكرار الماضي .
جميع القوى في لبنان يقفون خلف جدار طائفي حصين رافضين في المقام الأول انتفاضة الشعب على الطائفية المقيتة ، وهذا في حد ذاته أقرب إلى الجنون السياسي وبالتالي التمسك بهذه الطبقة سيدخل لبنان بتجربة الانظمة الثلاثة ، الأسد وولاية الفقيه وحكومة المنطقة الخضراء في بغداد ، ولأن لبنان مثقل بالديون والفساد وإمكانياته متواضعة ، إذاً المتحصنون خلف جدرانهم سيجرون البلد إلى الخراب وسيحصدون مرارات وهزلات وإحباطات الأنظمة الثلاثة ، بل من جانبي شخصياً على مستوى المحاكة العقلية ، لا يوجد عاقل يقبل بالمشاركة في حكومة مرفوضة من الأغلبية اللبنانية ومنبوذة على المستوى الدولي ومهددة بالاستباحة . والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟